طلال سلامة من روما: أظهرت تقييمات السنة المنصرمة أن قناة الأخبار فوكس التابعة للقُطب روبرت مردوخ تقدٌمت على منافستها الرئيسية CNN، خاصة في التغطية الإعلامية الصحيحة للانتخابات الرئاسية الأميركية والحرب في العراق التي كسبت تأييد نصف الأميركيين، على الأقل. على أية حال، أضرت كارثة تسونامي الآسيوية بجهود وسمعة فوكس التنافسية ليس فقط لتزامن الفاجعة مع يوم 26 ديسمبر(كانون الأول) المنصرم - حيث يكون معظم الصحفيين خارج عملهم في عطل عيد الميلاد ورأس السنة، بل لوقوعها أيضاً في جزء بعيد من العالم حيث لا تستحوذ فوكس على شبكة من المراسلين الخاصين المحليين.

وفيما يتعلق بCNN، شبكة الأخبار الأميركية الوحيدة ذات الحضور العالمي القوي، فإنها استطاعت تعبئة مراسليها في المنطقة - في الوقت المناسب- لتعزيز شهرتها العريقة الى حد أبعد؛ ولحل المشكلة العالقة لجأت فوكس الى مراسلين مستقلّين، لم تختبرهم عملياً أبداً، وبدا البعض منهم كأنه لم يقف في حياته أمام الكاميرا التلفزيونية، لنقل الأخبار. وهكذا، عُكست مؤخراً معادلة التقديرات إذ أن جمهور CNN فاق ال%70 قياساً الى محطات البث الأخرى. والتغطية الإعلامية الوحيدة ناسبت الجمهور تمحورت حول معالجة فوكس للنزاع الأيديولوجي على سواء كانت الولايات المتحدة تعطي المساعدة الكافية للدول الآسيوية المنكوبة أم لا؛ فالعديد من المسؤولون الأميركيون يتساءلون لماذا يجب على دافعي الضرائب الأميركيين أن يساهموا في إعادة بناء الفنادق هناك لكي يسمحوا هكذا للسويديين بالسفر من أجل قضاء إجازتهم في Phuket ثانيةً.