طلال سلامة من روما: مباشرة قبل السنة الجديدة، أرسل احتياطي الجيش - النقيبة غابريلا كوك - بريداً إلكترونياً عاجلاً من العراق تطلب فيه شحنات غذاء؛ ليس لها أو لوحدتها بل لكلاب الشرطة العراقية الجائعة تحتاج الى الغذاء الجاف بسرعة. وقالت النقيبة كوك في بريدها الإلكتروني بعنوان "طارئ: أرسلوا أكبر كمية ممكنة من غذاء الكلاب" - المرسل في 28 ديسمبر(كانون الأول) الماضي - إن كلاب الشرطة التابعة لوزارة الداخلية العراقية وتتخصص في شمّ واكتشاف القنابل كانت تأكل من النفايات والقمامات. ولاقت أزمة طعام الكلاب رداً فورياً مثيراً عليها إذ انصٌبت عروض المساعدة من نيوهامشير وفلوريدا وتكساس وأوهايو ونيويورك. كما أن منظمي سباق الخيول الأميركية خصصوا لها 5.000 دولار نقداً. والآن، تحاول شركة في لاس فيجاس تنظيم الآلية المناسبة لشحن غذاء الكلاب الجاف، وتسليمها بصورة آمنة إلى أكاديمية الشرطة العراقية.

وبلا شك فان النداء للمساعدة على تغذية الكلاب العراقية له أيضاً منفعة إنسانية؛ وفي النهاية، تكون القوات الأميركية أكثر أماناً كلما كانت كلاب شم القنابل العراقية أكثر شبعاً وصحةً، لأنها تنقذ حياة جنود الشرذمة العسكرية في حال اشتمت واكتشفت القنبلة. وفي بغداد، يعلق ناطق عسكري أميركي على الأمر موضحاً أن العناية بكلاب الشرطة العراقية تتم بصورة منفصلة عن كلاب الجيش الأمريكي، التي تغذى جيداً وتخصص لها حصص - تغطي فترة 180 يوماً - حتى أن البعض منها تأكل أحياناً بشكل أفضل من الوجبات المقدمة الى أكبر الضباط الأميركيين. على أية حال، لم يفاجئ التقرير المتعلق بحالة الكلاب العراقية الجائعة حكومة واشنطن لأنها كانت مشكلة، حتى في حديقة الحيوانات في بغداد بعد أن دخلت إليها قوات التحالف، عام 2003؛ وقد فقدت حديقة الحيوانات حوالي 600 حيواناً، منها ما سُرقت أو هربت أو ماتت. ومؤخراً، أرسلت واشنطن وحدة خاصة إلى بغداد لتدريب الشرطة العراقية وخاصة الضباط العاملين مع كلاب شم القنابل التي يُعتمد عليها في العراق بشكل ملحوظ حتى أنها تفضٌل عن المعلومات الآتية من الأقمار الصناعية، في بعض الحالات.