ساري الساري من الرياض: مددت الحكومة السعودية فترة جمع التبرعات لصالح منكوبي الزلازل والمد البحري في جنوب شرقي آسيا حتى نهاية الأسبوع الحالي بحيث تنتهي بنهاية يوم الجمعة المقبل. وكان العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز والأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ، وجها بتنظيم حملة التبرعات التي بلغ ما جمعته حتى مساء أمس 308 ملايين ريال (نحو82 مليون دولار). وجاء تمديد الحكومة السعودية لفترة جمع التبرعات فرصة لمواطنيها البعيدين عن مراكز جمع التبرعات والراغبين في التبرع، ومن المتوقع أن تتجاوز التبرعات نصف مليار ريال.

وقال مدير عام الإغاثة في جمعية الهلال الأحمر السعودي سليم الاحمد في تصريح له الليلة الماضية "انه سيتم جمع التبرعات العينية في كافة المناطق ونقلها إلى مستودعات مركزية في الرياض لفرزها وشحنها إلى المتضررين". وكانت طائرة شحن سعودية تحمل مواد إغاثة تقدر بحوالي مائة طن تحتوي على أدوية ومواد غذائية وبطانيات ضمن مساعدات المملكة الاغاثية للمتضررين في كارثة تسونامي وصلت أمس إلى مانيلا. وستبدأ الجهات المختصة شحن التبرعات للمتضررين خلال عشرة أيام. وكان اكبر التبرعات وصلت من الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال الذي تبرع بمبلغ 70 مليون ريال (6،18 مليون دولار) وتشمل 4 ملايين دولار نقدا والباقي يتمثل بتقديم ألبسة بقيمة مليون دولار وعشرة آلاف خيمة. وتبرع العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز ب3،5 ملايين دولار وولي العهد الأمير عبدالله بن عبد العزيز ب7،2 ملايين دولار ووزير الدفاع الامير سلطان عبد العزيز ب3،1 ملايبن دولار.

كما تبرعت شركة المقاولات السعودية (سعودي اوجيه) المملوكة لرئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بـ (25 مليون ريال) 7،6 مليون دولار. وقدمت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة لرابطة العالم الإسلامي 3 ملايين و750 ألف ريال(مليون دولار) للمساهمة في إنقاذ المنكوبين من أثر الزلزال العنف الذي ضرب بعض الدول الآسيوية وذلك كمرحلة أولى من مراحل مساعداتها ، كما جاء في بيان أصدرته الهيئة التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقرًّا لها اليوم . وأعلن البنك الإسلامي للتنمية عن تخصيصه 500 مليون دولار لمساعدة ضحايا زلزال آسيا. وقال الدكتور أمادو سيسي نائب رئيس البنك الذي يتخذ من جدة غرب السعودية مقرا له "إن هذا المبلغ سيتم استخدامه في عمليات الإغاثة وإعادة إعمار البنية التحتية المدمرة في الدول المنكوبة، وتشمل مجالات التعليم والمياه والصحة والطاقة والنقل في كل من إندونيسيا والمالديف والصومال وتايلند والهند وسريلانكا".

وأضاف سيسي: "إن البنك الإسلامي سيتخذ إجراءات عاجلة لضمان التنفيذ، بالتنسيق مع مؤسسات التمويل الدولية لتقييم المناطق المنكوبة وصياغة مشروعات مناسبة لمواجهة احتياجات المناطق المتضررة". كما سيعيد البنك صياغة برامج العمل الحالية في الدول المتضررة بما يتماشى والاحتياجات الملحة لإعادة البناء في تلك الدول، موضحًا أن البنك سيقوم بإيفاد بعثات إلى كل من إندونيسيا والمالديف وسريلانكا بهدف تقديم المعونة العاجلة، تتبعها زيارات ميدانية لإعادة التقييم الشامل لمشروعات إعادة البناء.

من جهة أخرى، أهابت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بشعوب الأمة الإسلامية أن يسرعوا لنجدة الشعوب المنكوبة. ووجهت منظمة المؤتمر الإسلامي "نداءً عاجلا" للدول الأعضاء فيها والمنظمات الإنسانية التابعة لها كي تهب لإغاثة المتضررين والمحتاجين في جميع البلدان التي تعرضت لهذه الكارثة، وألا تدخر جهدا لتقديم أقصى ما تستطيع من مساعدات لهذه الدول. وكانت الدول الخليجية الغنية بالنفط تعرضت للانتقادات لإعلانها عن مساعدات قيمتها 70 مليون دولار فقط لضحايا الكارثة فيما تتجاوز عائداتها النفطية يوميًّا 500 مليون دولار.