أفاد الباحثون الفضائيون يتعاونون حالياً مع وكالة الفضاء الأميركية ناسا أن أشعة البلازما المركّزة يمكن أن تطلق المركبات الفضائية إلى المريخ، ذهاباً وإياباً، في تسعين يوماً فقط؛ كما باشروا تطوير هذا المفهوم مما يعني أن سفر الفضاء لاستكشاف النظام الشمسي سيكون فائق السرعة، في المستقبل. ويتمحور مفهوم قوة البلازما المشعٌة الممغنطة الدافعة حول الاعتماد على شعاع بلازما يُمغنط بالجزيئات المشحونة - أو الآيونات - في مركبة فضائية مُجهّزة بشراع مغناطيسي يمكن أن يسيٌرها في الفضاء بسرعة قياسية إذ أن تسخير قوة النفور المغناطيسية الناجمة عن التفاعل بين الشراع المغناطيسي وشعاع البلازما الممغنط تعطي المركبة الفضائية دفعاً هائلاً.

ونظرياً، ستنطلق السفينة الفضائية من محطة فضائية، تدور حول الأرض، تطلق شعاعاً ممغنطاً من بزباز يُنصب عليها وعرضه عشرات الأمتار دافعاً هكذا السفينة الفضائية الكائنة في مساره بسرعة عالية جداً؛ وعندما تقترب السفينة من طيٌتها يُطلق تجاهها شعاع بلازما ثاني - من محطة فضائية أخرى تدور حول المريخ - لإبطاء سرعتها. يذكر أن أية سفينة فضائية تقليدية مدفوعة بالوقود المحترق تستغرق سنتين لإكمال رحلتها، ذهاباً وإياباً إلى المريخ. وعلى النقيض من ذلك، يمكن للشعاع المُمغنط أن يدفعها عشرات الآلاف من الأميال، في الساعة، مما يعتبر ذا فائدة كبيرة للوصول إلى المكان المقصود بصورة أسرع إذ ستُهدر خلال الرحلة الفضائية كمية غذاء ووقود أقل لتفسح بذلك المجال الى توفير مصادر أكثر لدعم الاستكشاف. كما سيكون روّاد الفضاء أيضاً في هيئة وحالة جسدية أفضل إذا ما استغرقت رحلتهم الفضائية وقت أقل لأن انعدام الوزن يؤثر على قوة العظم في جسمهم فضلاً عن أن السفر في الفضاء يعرّضهم إلى الإشعاع.

وفي حال موّل المشروع - بوشر فيه قبل سنوات - بشكل صلب عندئذٍ سيبدأ اختبار المفهوم عملياً في غضون الخمس سنوات القادمة؛ وكل اختبار سيكلّف حوالي مليون دولار بينما ستكلف كل سفرة إلى المريخ مليارات الدولارات لأنها تتطلّب بناء محطة فضائية، في مدار الكوكب الأحمر. على أية حال، يعني البناء الفضائي التحتي لهذا المشروع أن البشر سيبدءون السفر خلال الفضاء بدون تصميم محرّكات جديدة، في كل مرة. ويعكس المشروع تساؤلات طرحها العلماء سابقاً لإيجاد طريقة بديلة بغية القيام برحلات فضائية طويلة جداً تتجول بمساعدة رياح الجزيئات المشحونة التي تشعّها الشمس وتسمى الرياح الشمسية. ويتضمّن النظام استعمال شعاع البلازما لصد حقل الريح الشمسية المغناطيسي دافعاً بالتالي السفينة الفضائية الى الأمام ومتفادياً كذلك الحاجة لنشر الأشرعة الفضائية الميكانيكية المعقّدة المطلوبة للتجوٌل عبر فوتونات الرياح الشمسية. ودعي النظام الحديث "محرٌك البلازما الكهربائي المغناطيسي الكرواني" أو M2P2. وكانت المشكلة كامنة في تيار الرياح الشمسية المتحرك في اتجاه واحد فقط وإذن فانه من الصعب استغلالها لقيادة السفينة الفضائية ذهاباً وإياباً، إلى المريخ.

والآن، بنى الباحثون جهازاً سموه HPH: High Power Helicon - يُنتج شعاع الجزيئات المشحونة المعروف باسم Mag Beam - لادارة وتوجيه حركة السفينة الفضائية؛ ويتميٌز الجهاز بقوته التوجيهية - ذات الستين كيلو واط - وهو أحد مولّدات البلازما الكهربائية الأعظم في العالم. من ناحيتها قد تكون المفاعلات النووية المُركٌبة في السفن الفضائية واعدة أيضاً، بدورها. ولحد الآن، لا زال شعاع الجزيئات المشحونة في مرحلة طفولته لأن العلماء لا يدرون، في الوقت الحاضر، إذا ما كان باستطاعتهم إبقائه مركّزاً طوال المسافات الطويلة لكن يتوجب عليهم، بدون شك، أن يختبرونه.