بورت بلير (الهند): انقذ "الاب تيريزا" سكان جزيرة تيريسا الهندية الصغيرة مما جعله يستحق هذه التسمية وذلك بفضل شغفه بمشاهدة قناة تلفزيون متخصصة في الظواهر الطبيعية تعرف من خلالها الى ظاهرة التسونامي.

وقبل الطوفان الذي اجتاح في 26 كانون الاول(ديسمبر) جنوب آسيا كان لدى رزاق علي بالفعل فكرة واضحة عن هذه الامواج المدمرة.

فقد كان رزاق وهو موظف لاسلكي في برج مراقبة ميناء جزيرة تيريسا الصغيرة الواقعة جنوب ارخبيل نيكوبار الهندي الذي يبعد نحو الف كلم شرق الهند القارية يمضي الكثير من الوقت في مشاهدة شبكة انترناشونال جيوغرافيك الاميركية.

ويوضح الرجل البالغ من العمر 39 عاما في اتصال هاتفي من ديغليبور وهي جزيرة اخرى في ارخبيلي اندامان ونيكوبار نقل اليها منذ اجلائه من تيريسا "التحقيقات المصورة التي شاهدتها افادتني كثيرا".

وروى "بعد الزلزال الذي وقع في قاع المحيط توجهت الى برجي حيث رأيت البحر يفور ثم يتراجع. كانت هذه هي الاعراض التي تحدث عنها الخبراء وعندها قلت يا الهي التسونامي قادمة".

وعلى الفور اسرع علي بالخروج من البرج وعندما رأى احد السكان على دراجته البخارية الصغيرة قال له "قم بأسرع ما يمكن بجولة في الجزيرة وحذر السكان".

واضاف موظف اللاسلكي وهو اب لطفلين "ركضت في الاتجاه المضاد وانا اصرخ: اجروا اجروا الى المرتفعات انقذوا انفسكم!".
ويوضح انه "تم اجلاء المستشفى وذهب المرضى والاطباء الى المرتفعات. وعندما عادت ثلاث نساء ادراجهن للتأكد من ان الامر ليس مزحة ابتلعتهم المياه".

وتقع جزيرة تيريسا على بعد 380 كلم جنوب عاصمة ارخبيل اندمان بورت بلير وتضم 3500 ساكن ولم تشر الاحصاءات الرسمية سوى الى موت واحد منهم فقط.

ويوضح هذا الفني "لقد انقذنا المئات في هذا اليوم لانهم كانوا في الخارج فعلا بسبب الزلزال وتمكنوا من سماعنا نصرخ".
الا ان علي وصديقه صاحب الدراجة البخارية محمد نظام يقولان ان 50 شخصا على الاقل ماتوا بسبب الموجات العملاقة الثلاث التي ضربت الجزيرة.

وقتل نحو 1200 شخص في الارخبيلين اللذين توجد مناطق منهما على مقربة كبيرة من اندونيسيا واعتبر 5600 في عداد المفقودين يرجح موت معظمهم. من جهة اخرى لا يزال اكثر من 45 الف شخص من سكان الارخبيلين البالغ عددهم 350 الفا يعيشون في مخيمات.

ويقول رانجان مازومدار وهو ايضا من سكان الجزيرة "لولا علي لكنا هلكنا جميعا".

ويروي علي ايضا "بعد امواج التسونامي تعين علينا العيش وسط كل هذا الدمار وقد تجمع بعضنا ليرقصوا ويغنوا للحفاظ على الروح المعنوية".

وخلص الرجل الذي بات السكان يسمونه "الاب تيريزا" تيمنا ب"الام تيريزا" في كالكتا "من اجل خير البشرية يجب على الناس التكاتل والمساندة لكنني انصح حقا الناس بمشاهدة التلفزيون لان المعرفة تعني القدرة".