قالت تحقيقات بريطانية إن عميد البحر (الكومودور) ديفيد وايت قائد القوات البريطانية في جبل طارق كان متورطا في حيازة أفلام خليعة تخص الأطفال، مشيرة إلى أنه كان استدعي للتحقيق معه في لندن، لكنه اقدم على الانتحار خشية الفضيحة عل ما يبدو. وكان جثمان القائد وجد في قاع حوض السباحة في منزله أمس، وقالت التحقيقات إنه مات نتيجة مزج كمية كبيرة من الكحول مع أدوية.

يذكر أن الشرطة البريطانية تواصل منذ العام 2002 تنفيذ عملية أطلق عليها اسم (أور) لمطاردة آلاف من الذين يقتنون أفلاما خليعة تتعلق بالأطفال، حيث كانت الشرطة الأميركية بدأت الحملة وأبلغت نظيرتها البريطانية عن أنها تحقق مع 7250 بريطانيًّا يتعاطون مع هذه الأفلام عبر شبكة الانترنت، وهناك ما يقرب من 5200 موقع على الشبكة تتعاطى مع هذا النوع من الأفلام المحظورة.

ومن بين الذين يجري معهم التحقيق هنالك 52 من أفراد القوات المسلحة البريطانية، فضلا عن 1100 شخص في العاصمة البريطانية لندن وحدها و700 آخرين في سكوتلنده، وتم توجيه الاتهام إلى 1451 متورطًا إلى الآن، بينما تجري التحقيقات حاليا مع 879 شخصًا، وكان من نتيجة حملة أور أن تم إنقاذ 109 أطفال.

وقالت المصادر إن الضابط البحري الكومودور وايت (50 عاماً) كان طلب إليه العودة إلى لندن لمواصلة التحقيق معه حول ضبط أشرطة فيديو كان نسخها من شبكة إنترنت تتعلق بالإباحية الجنسية مع الأطفال وهو أمر محظور تصل عقوبته حسب القوانين البريطانية إلى السجن لسنوات طويلة، فضلا عن الفضيحة، حيث الفانون ينص على إشهار أسماء المتورطين، في بادرة لتجنيب المجتمع شرور هؤلاء.

وذكرت الصحف البريطانية اليوم أن القائد العسكري وهو أعلى رتبة عسكرية في منطقة جبل طارق التي تخضع للسيادة البريطانية منذ أكثر من مائتي عام، ولازالت تتنازع السيادة عليها مع إسبانيا، هو الشخص الثالث والثلاثين الذي يقدم على الانتحار نتيجة للتحقيقات حول تلك الأفلام الإباحية.

وكان محققون من ضباط عملية (أور) قالوا أمس، إن التحقيقات والمطاردات التي تواليها الشرطة للمتورطين في حيازة الأفلام الخليعة "محتمل أن تقود إلى الانتحار، خصوصًا وأن الاتهام في قضية من هذا النوع يعتبر حساسا جدا ويسيء إلى مرتكب الذنب وسمعته أمام المجتمع".

ويقوم مكتب مكافحة الجريمة في شرطة سكوتلانديارد البريطانية بدور الوسيط بين رجال عملية أور والجهات المتورطة التي يجري تعقبها على الساحة البريطانية، وتلك التي تحت السيادة البريطانية كمنطقة جبل طارق.

يشار إلى أن مواقع الإباحة المتعلقة بالأطفال كانت أنشئت من جانب زوجين أميركيين في ولاية تكساس، وهي مواقع مدفوعة الثمن وأثارت منذ انطلاقتها موجة من الرفض الكامل في الأوساط الغربية والأميركية والبريطانية خصوصًا، وآخر ضحاياها الكومودور وايت.

وفي الأخير، قال المحقق البريطاني في منطقة ويست ميدلاند وهو أيضًا متحدث رسمي باسم جمعية ضباط شرطة سكوتلانديارد إن "أي عملية انتحار من جانب المتورطين لن توقف التحقيقات في شأن حيازة أشرطة الفيديو عبر شبكة إنترنت، ولذلك فإن العميد البحري المنتحر سيظل تحت تلك القواعد، وستواصل الشرطة تحقيقاتها في تورطه رغم انتحاره لكشف المزيد من الحقائق".