دبي: عاش العديد من المقيمين في الامارات طوال يوم امس حالة من الذعر المبرر بعد ان اكدت الاخبار المذاعة عبر محطات التليفزيون المحلية الشائعات التي سرت منذ الصباح بوجود "ميكرو تسونامي" في بعض امارات الدولة. الحكاية بدأت مع ارتفاع المد في بعض مناطق دبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة ليغمر الشواطئ في حالة نادرة الحدوث في الامارات بسبب ما قال خبراء الارصاد انه رياح الشمال الا ان صورة كارثة تسونامي والدمار البشري الذي سببه للبلاد التي ضربها طلت امام اعين العديدين خوفا من ان تتفاقم الحالة وتغرق المدن تحت طوفان المد البحري الغاضب وهو الخوف الذي تصاعد بعد تواتر انباء (اكدتها بيانات رسمية لاحقا بفقدان أحد العمال الآسيويين ممن يعملون في البناء في موقع جزيرة النخلة في دبي داخل مياه الخليج بينما نجح رجال الشرطة في إنقاذ 3 زملاء له هاجمتهم جميعا الأمواج أثناء عملهم و ألقت بهم بعيدا إلى منطقة الصخور لحسن حظهم.

الطريف انه بعد ان هدأ البحر تحول الموضوع والتسمية الطارئة الى نكتة جرى تداولها على نطاق واسع بين الشباب هنا ولم تفلح تأكيدات مركز التنبؤات الرئيسي في هيئة الأرصاد بان ارتفاع أمواج البحر لا علاقة له بـ «تسونامي» في الحد من اتساع نطاق السخرية من "ميكرو تسونامي الإمارات الشمالية". وأوضح المركز في بيان له ان ارتفاع الامواج جاء نتيجة طبيعية لنشاط الرياح الشمالية التي وصلت إلى حوالي 80 كلم ساعة فوق البحر ليرتفع معها موج البحر حوالي 10 إلى 14 قدما في العمق بينما تكاثرت السحب المنخفضة والمتوسطة على كافة الأنحاء وسقطت بعض الأمطار على مناطق متفرقة.

ومن المفارقات التي زادت من مخاوف البسطاء ان بداية موجة المد جاءت في المناطق التي ينظر لها الجميع هنا باعتبارها مناطق الاثرياء اذ لا يستطيع دخولها ومن ثم التملك او الاستئجار فيها سوى اصحاب الدخول الخيالية نظرا لارتفاع أسعارها ان على مستوى السكن او الخدمات. ووجد البعض في ذلك امكانية لترويج نظرية الربط بين المد وغضب الله على سلوكيات البشر مستشهدين بما أذاعته الفضائيات امس من ان مسلمي إندونيسيا أكدوا انهم رأوا اسم الله على الأمواج الغاضبة وهي أشياء عادة ما يؤمن بها البسطاء الذين يفضلون مثل هذه التفسيرات على نظيراتها العليمة،كانت أجهزة المسح قد رصدت ارتفاعا في مستوى الأمواج على شاطئ جميرا المفتوح وكان أعلى مستوى للأمواج وصل إلى أكثر من مترين و46 سنتيمترا بينما وصل مستوى البحر نحو متر و30 سنتيمتراً فوق خط الشاطئ الساحلي.

آثار الرياح والأمواج الغاضبة امتدت الى الصيادين أيضًا الذين ما كادوا يخرجون في مراكبهم يلتمسون الرزق حتى فوجئوا بشدة الرياح وارتفاع الامواج فعادوا أدراجهم مؤثرين السلامة خاصة ان اشتداد حركة الرياح حرك مياه البحر باتجاه الشواطئ قاذفة في طريقها بطرادات الصيد إلى خارج الموانئ.

رسميا أفاد المسؤولون في اغلب الإمارات أنه لا توجد أضرار في البشر او السيارات، فقط تسبب ارتفاع الأمواج وارتطامها بالصخور الموجودة على الشاطئ إلى تناثر المياه في بعض الشوارع. وفي المنطقة الحدودية مع سلطنة عمان والمعروفة باسم رأس الدار خرجت مياه البحر إلى الشواطئ ودمرت تجهيزات لبناء الميناء الجديد. وأكد القبطان قاسم لاشين مدير القبة السماوية في الشارقة رئيس قسم الفلك في نادي الإمارات العلمي أن ما حدث ظاهرة طبيعية عادية بسبب تغير اتجاه الرياح نتيجة انخفاض الضغط الجوي متوقعا استمرار ارتفاع الأمواج لفترة محدودة دون أن تسبب مخاطر تذكر نتيجة ذلك.

وحذرت إدارة الأرصاد الجوية جميع الأفراد ومرتادي البحر وأصحاب السفن التجارية من الدخول في عرض البحر خلال الـ 24 ساعة القادمة بسبب الموج العالي وهيجان البحر في مختلف سواحل الدولة بسبب هبوب الرياح الشمالية القوية الناتجة عن منخفض جوي لغرب إيران ولسان من الضغط المرتفع على مناطق شرق الجزيرة العربية مما أدى إلى هيجان البحر وارتفاع حركة الموج بشكل غير طبيعي وأكدت الأرصاد عدم علاقة هذه الأمواج بـ وتسونامي . وفي دبي قذفت أمواج البحر العاتية ثلاثة عمال يعملون في مشروع جزيرة النخلة بدبي، كانوا يتحركون على الكاسر لتثبيت الإضاءة في البحر وتم إنقاذ اثنين ولا يزال العامل الثالث مفقودًا.