القاهرة: على غير المتوقع ازدحمت ارض المعارض بالقاهرة بالزائرين الذين توافدوا للاستمتاع بجمال الطبيعة ومشاهدة "كوكتيل الالوان الساحرة" التى تتمثل فى زهور من كل لون وصنف فى معرض القاهرة الدولى للزهور والذى تشارك فيه عدة دول عربية.

وقد امتلأت صالات المعرض المقام هنا حاليا بباقات من أجمل زهور القطف فى العالم وتشكيلات رائعة من نباتات الزينة امتدت على مساحة 2000 متر مربع وجمعت امامها مئات الزائرين على اختلاف جنسياتهم واذواقهم وطبقاتهم الاجتماعية.

وقال احد مالكى مزارع الزهور سيد السبكى فى تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الاهتمام بالزهور والحرص على اقتنائها قد تزايد فى السنوات العشر الاخيرة عما كان عليه من قبل والدليل على ذلك هو النجاح الكبير الذى حققه المعرض والرواج الذى شهدته منتجاته من زهور القطف فى الاسواق المصرية والعربية.

وأشار الى انه قضى فترة كبيرة من عمره فى اوروبا الا انه عندما عاد الى مصر وجد ان عددا كبيرا من المواطنين العرب وبشكل خاص ابناء دول الخليج زاد اهتمامهم وخبرتهم بأنواع الزهور واشكالها وفوائدها بما لا يقل ابدا عن اى من الدول الاوروبية التى سافر اليها لتسويق منتجاته.

واكد السبكى ان المعرض يعد فرصة لا تتكرر كثيرا لمحبى الزهور ونباتات الزينة للاطلاع على احدث ما ظهر فى هذا المجال مشيرا الى ان المعرض يجمع نخبة من افضل منتجى ومصدرى زهور القطف ونباتات الزينة فى العالم.

وقال انه من خلال خبرته الطويلة فى هذا المجال وجد ان حب الزهور لا يقتصر على فئة عمرية أو اجتماعية معينة وانما يكون أكثر ارتباطا بالحاسة الجمالية لدى الفرد ودرجة ارتباطه بالطبيعة مضيفا ان ذلك يكون اكثر عادة لدى الشباب لأن مشاعرهم تكون اكثر حرارة وحيوية.

وعن انواع الزهور وأكثرها مبيعا ورواجا قال ان باقات الزهور تحتوى عادة على نوعيات مختلفة من الزهور تختلف حسب المناسبات كالافراح واعياد الميلاد وعيد الحب وغيرها مشيرا الى ان من اشهر هذه الانواع "عصفور الجنة" و"التوليب" و"القرنفل" و"الجلاديوس" و"الاقحوان" فضلا عما يعرف بالورد البلدى.

ومن جهته قال المهندس الزراعى اسامة عبد المنعم (لكونا) أن الدراسات والابحاث أسهمت بشكل كبير فى تطوير أجيال جديدة من نباتات الزينة الداخلية كالبوتس والفيكس وبعض انواع النخيل وغيرها بحيث يمكن التحكم فى ظروف الاضاءة والحرارة المناسبة لنموها.

والمح الى انه لوحظ فى الآونة الاخيرة أن نباتات الزينة الصناعية قد حلت نسبيا محل النباتات الطبيعية حيث لم يعد لدى الكثيرين الوقت والامكانية والخبرة لكى يرعى النبات الطبيعى "غير أنه لا مجال للمقارنة بين النبات الصناعى والنبات الطبيعى برائحته ورونقه وشكله المميز".

وشملت صالات العرض زهور القطف ونباتات الزينة ومستلزمات الانتاج وشتلات وبذور وأمصال ومنتجات زراعية واصص وأسمدة ومبيدات بالاضافة الى نظم الرى والمعدات الزراعية فضلا عن مواد التعبئة والتغليف والتبريد.

كما عقدت الهيئة العامة لشؤون المعارض والاسواق الدولية بالتعاون مع جمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية ندوتين على هامش المعرض حول الطاقات الانتاجية والتصديرية لزهور القطف ونباتات الزينة وصناعة الزهور فى العالم.

وكان رئيس هيئة المعارض والاسواق الدولية السعيد صالح قد صرح بأن اهمية المعرض تتمثل فى التعريف بالتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في زراعة زهور القطف ونباتات الزينة بهدف زيادة انتاجيتها ورفع معدلات صادراتها الى الاسواق العربية والعالمية.

وتوقع مستقبلا واعدا بالنسبة لتصدير هذه الاصناف الى الاسواق الاوروبية انطلاقا من تمتعها بمزايا الاعفاءات الجمركية التى تمنحها اتفاقية المشاركة المصرية الاوروبية مشيرا الى ان هذه الاصناف من شانها ان تحقق عائدا مجزيا بالعملات الاجنبية عن محاصيل زراعية اخرى.