الياس توما من براغ : تعرض محافظ العاصمة التشيكية براغ بافيل بيم إلى السرقة بشكل فاضح من ضقبل سائقي التاكسي في مدينته. وقد حدث ذلك عندما استجاب لطلب تقدمت به صحيفة "ملادا فرونتا دنيس " التشيكية الواسعة الانتشار كي يختبر بنفسه الطرق الاحتيالية التي يتبعها سائقو التاكسي في براغ ولاسيما مع السياح الأجانب الأمر الذي يلحق الأذى بسمعه بلاده ومدينته في الخارج .وقد استقل المحافظ مع محررة من الصحيفة بعد أن تنكر بزي سائح إيطالي سيارة تاكسي من ساحة المدينة القديمة وطلب من السائق بالإنجليزية نقله إلى منطقة القصر الجمهوري حيث يقصد عادة هذا الطريق سنويا نحو 8 مليون سائح أجنبي وبعد نقله لمسافة لا تزيد عن 3 كلم لاحظ بان عداد السيارة يقفز قفزا ووصل إلى 785 كورونا أي ستة أضعاف المبلغ الحقيقي ولما طلب "السائح " المحافظ وصلا بذلك أعطاه له السائق ،غير أن هذا الوصل كان مزيفا لأنه باسم شركة غير موجودة وفي طريق عودته إلى نفس المكان الذي انطلق منه بسيارة تاكسي أخرى تعرض للسرقة من قبل السائق أيضا لكن بطريقة أخرى فالسائق طالبه بالمبلغ الحقيقي وهو 132 كورونا ولما قال له انه لا يملك كورونات وانه يريد تسديد المبلغ باليورو طلب السائق منه ضعف المبلغ الذي يتوجب عليه دفعه أي 10 يورو بدلا من 5 يورو. وأكد المحافظ بعد هذه التجربة المرة انه كان يتوقع أن يرفع السائقين أسعار خدماتهم بنسبة خمسين أو مئة بالمئة وليس بنسبة خمس مئة بالمئة كما حدث له ولذلك سيطلب من قسم الرقابة في بلدية براغ التحقق من سجلات السائقين وانه في حال التأكد بانهما قاما بفعل السرقة هذه للمرة الأولى فسيتم فرض غرامة مالية تصل إلى مليون كورون أي نحو 33 ألف يورو أما في حال التبين بانهما قاما بخرق القواعد في السابق أيضا فسيتم سحب رخصة العمل كسائقين لسيارات التاكسي وتؤكد صحيفة " ملادا فرونتا دنيس " أن السائقين غير النزيهين في براغ يمثلون عارا حقيقيا على تشيكيا ويسيئون إلى سمعة البلاد جدا بها ولم تسلم من شرهم في نوفمبر الماضي النائبة في البرلمان الاتحادي الألماني هي كورنلي سونتاغي أيضا أثناء حضورها إلى براغ مع زوجها في زيارة خاصة و قد دفعتها المعاملة السيئة التي تعرضت لها من السائق عندما قالت له بان أسعاره غالية إلى كتابة رسالة احتجاج بعد عودتها إلى بلادها إلى السفارة التشيكية في ألمانيا. ويقول محافظ براغ أن هذه التجربة قد ألهمته قليلا وانه سيتم الآن انتقاء مراقبين قادرين على لعب دور السياح الأجانب بشكل أفضل للكشف عن ممارسات السائقين المحتالين أما نصيحته لزوار براغ من الأجانب فهي مفاصلة السائقين قبل ركب سياراتهم بشأن السعر وان يطلبوا وصلا بذلك. وتؤكد بلدية براغ بأنها قامت العام الماضي بخمس مئة عملية مراقبة على سيارات التاكسي غير أنها لم تلمس سوى 73 حالة مخالفة للأسعار وانها فرضت غرامات العام الماضي بحق 91 سائقا وبلغت قيمة الغرامات نحو 5و5 مليون كورون كما تم سحب رخص العمل من 8 سائقين .وبالنظر لكون ممارسات السائقين التشيك تتم عل نطاق واسع فان معظم مكاتب السياحة الغربية توصي السائحين قبل توجههم إلى تشيكيا بالتزام الحذر أثناء استخدامهم سيارات التاكسي في براغ ولذلك اعتبرت الكثير من مكاتب السياحة المحلية تصرفات السائقين بأنها تضر بحركة السياحة فيها الأمر الذي ينعكس سلبا على بقية المواطنين خاصة وان عدد السباح الذين يصلون براغ سنويا هو بحدود 8 مليون وينفقون هنا أكثر من 100 مليار كورون أي نحو 3و3 مليار يورو .