الرباط: شارك الفنان سعيد الناصري في الآونة الأخيرة في مهرجان المغرب الأول للضحك بقصر المؤتمرات بمونتروي ضواحي العاصمة الفرنسية باريس. تميزت مشاركة الفنان الناصري بتقديم فيض من الوصلات الفكاهية التي اشتهر بها الفنان، تستلهم سخريتها البسيطة والعميقة من واقع مغربي متناقض، تمزقه الفوارق الاجتماعية، والمشاكل المتنوعة، كما شارك في المهرجان عدد قليل من أشهر الكوميديين المغاربة ومن أبرزهم عبد الرؤوف حنان الفاضلي ومحمد الخياري، بالإضافة الى باقة موسيقية وقعها رائد الأغنية الشعبية العصرية المختار جدوان.

وفي اتصال بالفنان سعيد الناصري صرح" لإيلاف" أن مشاركته في المهرجان كانت تحمل العديد من الدلالات الفنية، لما أصبحت عليه الفنون الكوميدية المغربية من قيمة عند الأجانب، وبالتالي فان الكوميديا المغربية من هذا المنطلق شكلت بالدرجة الأولى فضاء خصبا للسخرية من العديد من القضايا المجتمعية في قالب فني، الهدف بالأساس هو لفت الانتباه الى المشاكل القائمة والدعوة الصريحة الى التعامل مع تلك المشاكل بنوع من الموضوعية، والاهتمام أكثر بمشاكل البؤساء والضعفاء والدراويش والمسحوقين.

واعتبر الناصري في نفس السياق أن مشاركته جاءت لتعزز مسيرته الفنية الكوميدية من خلال" الوان مان شاو"، التجربة الفنية التي كانت انطلقت منذ أن كان الناصري في الولايات المتحدة الأمريكية وطعمها، بالحضور المستمر في المهرجانات واللقاءات والسهرات التي تنظم في التلفزيزن.

وأكد الناصري أن الانتقال بالفكاهة من المسرح والتلفزيون الى السينما هو جعل السينما المغربية تستجيب لتطلعات الجمهور، وبالتالي فان توظيف الفكاهة في السينما المغربية، هي مسألة جديدة، أعطت أكلها من خلال فيلمه" الباندية" الذي شكل بالدرجة الأولى فيلما اجتماعيا بمسحة فكاهية وهو ما جعله ينجح جماهيريا.

وأضاف الناصري الذي يصور حاليا في الدار البيضاء فيلما مع القناة الثانية بعنوان" رقص مع الذئاب" ويستمر حوالي ثلاثة أسابيع، أن الاستمرار في هذه التجربة يتطلب دعما حقيقيا، وصبرا جميلا من أجل إيصال الخطاب الفني الى الجمهور، استنادا الى هموم ومشاكل الطبقة المسحوقة، وبالتالي خلق نوع من الدينامية والتنوع في الميدان الفكاهي وترسيخه كفن قائم الذات في التلفزيون أو في السينما والمسرح، من الضروري دعمه من طرف الجهات المعنية، لا انتقاده ومحاربته وإقصاؤه في ممارسيه في كثير من الأحيان.