الرياض: يبدأ حوالي مليوني حاج غدا الثلاثاء التوجه إلى وادي منى (قرب مكة المكرمة) لقضاء يوم التروية أول أيام الحج وسط إجراءات أمنية مشددة . ويسلك الحجاج بالحافلات أو سيرا على الأقدام الطريق الذي يربط بين مكة المكرمة ومنى على بعد حوالي عشرة كيلومترات مرددين "لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك لبيك". وسيقضى الحجاج كامل يومهم في منى ثم يتدفقون صباح الأربعاء إلى عرفات الركن الأساسي في الحج ثم يتوجهون مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة ويبيتون ليلتهم فيها.

وفى صباح يوم الخميس يتوجه الحجاج إلى منى لرمى جمرة العقبة ثم يقومون بالطواف بالكعبة أداء لركن من أركان الحج هو طواف الإفاضة ومن ثم الحلق أو التقصير ونحر الهدى والأضاحي، ثم يمضون يومين آخرين في منى لرمي الجمرات آخر شعائر الحج. ويمضي الحجاج يومهم في الصلاة والتعبد في مدينة منى المدينة التي تحولت إلى ميدان كبير نصبت عليه خيام غير قابلة للاحتراق. وتفرض أجهزة الأمن السعودية رقابة مشددة على مداخل مدينة مكة وتفتش السيارات وتمنع تلك التي لا تملك تصاريح من المرور. واتخذت السلطات السعودية إجراءات أمن مشددة وقامت بنشر اكثر من 60 ألف من قوات الأمن عبر المنافذ وفي المشاعر المقدسة تحسبا لوقوع هجمات إرهابية خلال موسم الحج. وقالت مصادر أمنية في الرياض انه تم نشر حوالي ستين ألف من قوات الأمن السعودية بينهم قوات مكافحة الإرهاب ووحدات القوات الخاصة ووحدات مكافحة الشغب وقناصة وفرق مجهزة للتعامل مع المفرقعات.

كما قامت السلطات السعودية بتجهيز عدد من المركبات مدرعة في مواقع مختلفة وقامت بنشرها في المشاعر المقدسة، إضافة إلى عدد من المروحيات
وكانت قوات الأمن السعودية عثرت في تشرين الثاني(نوفمبر) الماضي على مخبأ أسلحة ومتفجرات في مكة. وقامت قوات الأمن بقتل عدد من الإرهابيين في مكة المكرمة وجدة(غرب) خلال العام الماضي . ومن الملاحظ أن الإرهابيين قاموا العام الماضي بعدد من الهجمات على المصالح والمنشات الحكومة ولكن قوات الأمن قامت بقتل العديد منهم كان أخرهم قبل نهاية العام الماضي إذا تمكنت خلال أسبوع واحد من قتل 15 شخص منهم بينهم اثنين من المطلوبين أمنيا . وزادت هذه الهجمات بعد الرسالة الصوتية لرئيس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وبثها موقع إسلامي على الإنترنت ودعا العائلة المالكة إلى التخلي عن السلطة تحت طائلة "تحرك الشعوب..للمطالبة بحقوقها".

كما دعت قناة "إصلاح" الفضائية قبل إغلاقها مطلع الشهر الجاري التي يديرها المعارض السعودي في المنفي سعد الفقيه اكثر من مرة إلى التجمع قرب عدد من المساجد واستغلال موسم الحج للقيام بمظاهرات بحجة السعي إلى إحداث "إصلاحات كبيرة" في السعودية من بينها "حرية التعبير وحرية التجمع وإلغاء وحدات الشرطة السرية التي تقضي على الحركات والنشاطات السياسية" مؤكدة أنها ملتزمة باتباع "السبل السلمية الشرعية" لتحقيق ذلك.

ونفذ أنصار القاعدة في السعودية سلسلة هجمات في المملكة كان أبرزها الاعتداء على القنصلية الأميركية في جدة على البحر الأحمر في السادس من كانون الأول(ديسمبر). وأدت العملية إلى مقتل خمسة موظفين غير أميركيين في القنصلية بالإضافة إلى أربعة مهاجمين، وشكلت ردا عنيفا على الكلام المطمئن الصادر عن السلطة حول نجاحها في إضعاف الخلايا الإرهابية. وقالت المصادر أن" قوات الأمن السعودية ستقوم بمراقبة الحجاج عن طريق الكاميرات التي نشرت في المناطق المقدسة أو طريق الطائرات خوفا من اندلاع مظاهرات وبالتالي وقوع انفلات أمني تدبره عناصر ضد المملكة ".
وتقول مصادر مطلعة إن الحكومة السعودية تشعر بالقلق من أن يصبح الحج هدفا لهجمات أو يُستغل لتسلل إرهابيين إلى المملكة.