أحمد نجيم من مراكش: شهدت شوارع مراكش اكتظاظا كبيرا صباح أمس، سيارات وشاحنات تقل سكان المناطق المجاورة للمدينة وتلاميذ مدراس مدينة مراكش إلى الشوارع المؤدية من مطار المنارة إلى ساحة المشور.حمل الرجال والنساء الأعلام المغربية والإسبانية وصور الملكين محمد السادس وخوان كارلوس, وعلى طول الطريق نظم المراكشيون معرضا لإبداع المغاربة، نساء يحملن القفطان بألوان زاهية ومجموعات موسيقية، من أحواش وعبيدات الرمى والدقة المراكشية والكدرة الإيقاعات الصحرواية، جاؤوا لاستقبال ضيف المغرب. شكل هؤلاء كل الفنون الشعبية المغربية.

مع اقتراب هبوط طائرة العاهل الإسباني خوان كارلوس في مطار المنارة، نقل الصحافيون المواكبون للزيارة في حافلات إلى ساحة المشور. لم يقدم مسؤولو وزارة الاتصال إلى الصحافيين معلومات عن الزيارة، البرنامج الوحيد كان من إعداد القصر الملكي الإسباني وباللغة الإسبانية واقتصر توزيعه في الأول على الصحافيين الإسبانيين. بعد الاطلاع عليه احتج صحافيون إسبانيون على نسبة الصحافيين الذين سيواكبون تنقلات الملك خوان كارلوس، أعطت هذه الاحتجاجات أكلها وأضيفت أسماء ثلاثة صحافيين إسبان من التلفزيون الإسباني ووكالة الأنباء الإسبانية "إيفي". غادر الصحافيون الفندق في اتجاه ساحة المشور والتي احتضنت مراسيم استقبال ملك إسبانيا.

بعد انتظار تحت أشعة الشمس وصل الوفد المرافق للملك الإسباني ويضم خمس وزراء ونواب برلمانيين..... كان صحافيو الصحافة المكتوبة في منصة والمصورون في منصة ثانية. خوان غونزاليس، الناطق باسم القصر الملكي من منصة الصحافة المكتوبة، حيى الصحافيين الإسبانيين، ثم بدأ يجيب على جميع تساؤلاتهم عن سبب غياب الوزير الأول ثاباثيرو البروتوكول وكلمة خوان كارلوس خلال افتتاح المعرض الفني "إسبانيا والمغرب تاريخ مشترك" وأسباب إلغاء رحلة الملك إلى مدينة تطوان، إذ أوضح أن أجندة الملك الإسباني لم تسمح بتلك الزيارة، قبيل هذا التفسير أجاب السفير المغربي عمر عزيمان عن سؤال ل"الصحراء المغربية" أن لا علم له بإلغاء الزيارة.

في منتصف النهار والربع وصل الملك محمد السادس والملك خوان كارلوس قرينه صوفيا، بدا الملك الإسباني سعيدا وهو يوزع ابتساماته على مستقبليه. صعد الملكان المنصة الشرفية وأنصتا للنشيد الوطني، ثم حيى الحضور. كان الملك ببذلته الرمادية وقميصه الأبيض المخطط وربطة عنقه المزركشة وحذائه الأسود يتوقف بين الحين والآخر ليتعرف على الضيوف. بعد تقديم الوفد المغربي قدمت إلى الملك محمد السادس الشخصيات الإسبانية المرافقة إلى الملك. بينما كلفت صوفيا، عقيلة الملك الإسباني بتقديم الوفد الإسباني إلى الأميرة للا سلمى.انتهى الاستقبال الرسمي للعاهل الإسباني الملك خوان كارلوس في زيارته الثانية إلى المغرب بعد زيارة الدولة الأولى يونيو 1979 . بعدها تحولت ساحة المشور إلى ساحة للقاء بين السياسيين والدبلوماسيين والصحافيين من جنسيات مختلفة، ليركب بعدها كل واحد في سيارته مغادرا المشور, بعض الوزراء المغاربة انتظروا مدة طويلة لوصول سياراتهم، خاصة العنصر وأولباشا والكحص وبوطالب، بل منهم من كان يحمل معه حقيبة ملابسه فأوقف سيارة زميله ليركب معه.
انتهى الحفل الرسمي الكبير لاستقبال الملك خوان كارلوس وظل آلاف المواطنين على الطريق الرابط بين المشور والساحة القريبة من قندق المامونية ينتظرون خروج الملك الإسباني لتحيته مرة اخرى بينما غادرت أفواج من المراكشيين وسكان المدن والمناطق القريبة من المدينة الحواجز عائدة إلى سكناهم تاركة ورودا بألوان العلمين المغربي والإسباني تزين الشوارع المراكشية.