الرياض: تدفق حوالي مليوني حاج مع إشراقة صباح اليوم الثلاثاء على وادي منى قرب مكة المكرمة لقضاء يوم التروية بها في مكان ضيق لا يتعدى عدة كيلو مترات. وسلك الحجاج بالحافلات أو سيرا على الأقدام الطريق الذي يربط بين مكة المكرمة ومنى على بعد حوالي عشرة كيلومترات مرددين "لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك لبيك".وقال شهود عيان أن حركة نقل الحجاج إلى منى تميزت باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة .

ويسهم أفراد قوى الأمن في تعزيز جهود رجال المرور في تنظيم حركة التصعيد وإرشاد الحجاج ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
وتتم حركة السير بمزيد من السهولة واليسر بسبب رحابة الطرق التي تربط بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتعددها واستخدام التقنية الحديثة في تصميمها وما أضيف لها من مشروعات جديدة هذا العام سواء في مجال المواصلات أو الأنفاق أو الجسور أو الخدمات . ولوحظ توفر جميع الخدمات التموينية والصحية والإرشادية على مختلف الطرق المؤدية إلى منى . واكتملت في منى جميع الخدمات ..فأقيمت عشرات المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي وجمعية الهلال الأحمر السعودي وكذلك المستوصفات والمراكز الصحية.

وسيقضى الحجاج كامل يومهم في منى ثم يتدفقون صباح الأربعاء إلى عرفات الركن الأساسي في الحج ثم يتوجهون مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة ويبيتون ليلتهم فيها. وفى صباح الخميس يتوجه الحجاج إلى منى لرمى جمرة العقبة ثم يقومون بالطواف بالكعبة أداء لركن من أركان الحج هو طواف الإفاضة ومن ثم الحلق أو التقصير ونحر الهدى والأضاحي، ثم يمضون يومين آخرين في منى لرمي الجمرات آخر شعائر الحج. ويمضي الحجاج يومهم في الصلاة والتعبد في مدينة منى المدينة التي تحولت إلى ميدان كبير نصبت عليه خيام غير قابلة للاحتراق. وفي السنة الماضية توفي 251 حاجا دهسا أو اختناقا في منى قرب مكة في تدافع أثناء رمي الجمرات التي ترمز إلى رجم الشيطان. ودفع ذاك العاهل السعودي الملك فهد إلى الإعلان عن مشروع طموح لرفع طاقة استيعاب مكان رمي الجمرات من 160 ألفا إلى 500 ألف شخص في الساعة.

وتفرض أجهزة الأمن السعودية رقابة مشددة على مداخل مدينة مكة وتفتش السيارات وتمنع تلك التي لا تملك تصاريح من المرور. واتخذت السلطات السعودية إجراءات أمن مشددة وقامت بنشر اكثر من 60 ألف من قوات الأمن عبر المنافذ وفي المشاعر المقدسة تحسبا لوقوع هجمات إرهابية خلال موسم الحج. وقالت مصادر أمنية في الرياض انه تم نشر حوالي ستين ألف من قوات الأمن السعودية بينهم قوات مكافحة الإرهاب ووحدات القوات الخاصة ووحدات مكافحة الشغب وقناصة وفرق مجهزة للتعامل مع المفرقعات.

كما قامت السلطات السعودية بتجهيز عدد من المركبات مدرعة في مواقع مختلفة وقامت بنشرها في المشاعر المقدسة، إضافة إلى عدد من المروحيات
وقالت المصادر أن" قوات الأمن السعودية تقوم بمراقبة الحجاج عن طريق الكاميرات التي نشرت في المناطق المقدسة أو طريق الطائرات خوفا من اندلاع مظاهرات وبالتالي وقوع انفلات أمني تدبره عناصر ضد المملكة ". وتقول المصادر إن الحكومة السعودية تشعر بالقلق من أن يصبح الحج هدفا لهجمات أو يُستغل لتسلل إرهابيين إلى المملكة.وقال شهود عيان أن منى امتلاءت بأكثر من 45 ألف خيمة مطورة مصنوعة من القماش ومادة الفيبرجلاس المغطى بالتيفلون غير القابل للاشتعال.وتوقعت مصادر مطلعة أن يصل عدد الحجاج هذا العام إلى اكثر من مليوني حاج منهم حوالي 1,8 مليون حاج من خارج المملكة وحوالي نصف مليون من الداخل .