نهى أحمد من سان خوسيه: القطرس هو من الطيور التي تتعرض حاليا لخطر الانقراض عن وجه الأرض، وهي معروفة بأسلوب عيشها الغريب عن باقي أنواع الطيور، لأنه يوجد في نفس المكان كل 18 اشهر للتزاوج.
لكن بعد دراسة استغرقت قرابة عامين قام خلالها عالم الطيور البريطاني جون كروبفيل مع زملائه من معهد بريتش انترتيك سورفي بتقصي حقيقة حياة هذا الطائر الذي يبلغ طوله المترين عندما يرفد جناحيه، فاكتشف عن بعض أسرارها منها أن لهذا النوع من الطيور محطات تنقل كثيرة بين الفصل والآخر وذلك لتربية فراخها.

وبمساعدة أجهزة لمتابعة الطيور أثناء التحليق ربط العلماء في قوائم 22 قطرس ذو الرأس الرمادي الذي يتواجد كل 18 شهرا على الشاطئ الجنوب من جورجيا، وكانت قديما تابعة للاتحاد السوفياتي وتمكنوا من تحديد عادات طيرانها والمحطات التي تتوقف فيها.
بعدها اتضح للعلماء أن للقطرس ثلاث عادات من الطيران ، قسم منها بقي قريبا من الشاطئ الجنوبي الغربي من جورجيا والقسم الآخر هاجر إلى الشاطئ الجنوب الغربي من المحيط الهندي بينما قامت مجموعة ثالثة وشملت نصف عدد والأغلبية من الذكور بأكثر من دورة حول العالم محققة بذلك جولة طولها 22 ألف كلمتر أنجزت في 46 يوما فقط.

وأكدوا العلماء أن الطيور التي قامت بدورة حول الأرض اتجهت دائما إلى جهة الشرق وكان لها محطات استراحة في أماكن هجرة الطيور الأخرى قريبة من جورجيا والمحيط الهندي .
وتحديد أماكن توقف طيور القطرس يبسط عمل علماء الطيور لفرض إجراءات لحمايتها من الانقراض.

وحذر العلماء من انقراض هذا الطير بعد أن اتضح لهم أن 19 نوعا من عائلة القطرس من أصل 21 نوعا الذي يدخل في اللائحة الحمراء للهيئة العالمية للطبيعة يموت بسبب شباك الصيد.
فالشباك التي ترمى من المراكب المخصصة للصيد تشكل اكبر خطر عليه، فعندما يغوص في المياه لصيد غذائه البحري يعلق بالشباك فيموت غرقا أو يأكل الطعم وفيه صنانير فينزف حتى الموت.
وحسب تقدير العلماء يطير فوق البحر سنويا حوالي 300 ألف طير ثلثها من نوع القطرس يموت بين خيوط شباك الصيد.

وبرأي العالم البريطاني هناك أمل من إمكانية تغيير مصير طيور القطرس إذا عرفنا إلى أين تذهب عندما لا تكون في مرحلة تربية فراخها، وعلى الحكومات ولجان الصيد وضع شروط للصيد اكثر رصانة يمكنها تخفيض عدد الطيور ضحية الشباك حتى التسعين في المائة.