هرب الحجاج من الامطار
إيلاف: رغم تغيرات الطقس التي طرأت بشكل مفاجئ على المملكة السعودية، استطاعت فرق الامن والانقاذ تفادي حوادث بالغة بين حجاج بيت الله الحرام خصوصا وهم يؤدون آخر مناسك الحج وهي رمي الجمرات عند الجسر المخصص لذلك في منى. ففي ظاهرة لم تشهدها مدينة مكة المكرمة،خصوصا في موسم الحج، هطلت الامطار الغزيرة بشكل مفاجئ وكثيف لم يحصل الا قبل نحو 30 عاما وغطت السحب الركامية الحرم المكي الشريف وكذلك مشاعر منى اثناء رمي الحجاج للجمرات . ورافقت زخات المطر زوابع رعدية احدثت هلعا في صفوف الحجاج. واشتد هطول الأمطار عند الرابعة عصراً مما ادى الى انعدام الرؤيا واعاقة حركة الحجاج وتحولت منى حيث رمى الحجاج الجمرات ثاني أيام التشريق إلى أجواء ضبابية مذهلة. ورغم هطول الأمطار إلا أن ذلك لم يمنع بعض الحجاج من الطواف حول الكعبة ومغادرة مكة المكرمة . واستمر المطر كثيفاً حتى أغرق جميع مناطق المشاعر المقدسة وجرفت مياه الأمطار والسيول أمتعة الحجاج المفترشين في أرجاء منطقة "منى" مما تسبب في إحداث ربكة للحجيج وحركة السير المرورية وعطلت حركة بقية الحجيج الذين لم يؤدوا رمي الجمار وحافلات نقل الحجاج الذين حزموا أمتعتهم في طريقهم لمغادرة منى إلى مكة المكرمة وجرفت السيول مركزا صحيا. وشلت الأمطار الحركة بالكامل داخل مخيمات الحجيج وفي شوارع مشعر منى والمخارج المؤدية منها إلى مكة المكرمة. وأدت أيضاً إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مخيمات الحجاج لأكثر من ساعتين.

سيارات الاسعاف لانقاذ الجرحى
وأصدرت وزارة الحج تعليمات لكافة مؤسسات الطوافة حذرتها من تسيير رحلات الحجاج الى جدة والمدينة امس لساعات وذلك بسبب الأمطار والرياح الشديدة. وأعلنت الوزارة أنه لا تسييرٍ لأي رحلة للحجاج خارج منى الى بعد الاطمئنان على ان الاجواء مناسبة لمغادرتهم حفاظا على سلامة الحجاج من أي حوادث قد تلحق بهم نتيجة لانخفاض الرؤية والأجواء غير المناسبة. ). وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية في بيان " أن الدفاع المدني في منى قرب مكة المكرمة (غرب) قام الساعة 3,45 بتوقيت السعودية( 12,45 تغ) بإخلاء بعض المخيمات التي يخشى عليها من مداهمة السيول في وقت مبكر إلى مراكز الإيواء المعدة سلفا وذلك بمشاركة طيران الدفاع المدني بعد أن هطلت أمطار غزيرة على المنطقة" . وبذلت فرق الامن في احتواء مشكلة التدافع المعتاد عند رمي الجمرات وتفادي تكرار التجارب السابقة وما ينتج عنها من وفيات اصابات فاضافة الى الامطار الغزية اصر كثير من الحجاج على اصطحاب امتعتهم الى الجسر مما زاد من شدة التزاحم. واشارت صحيفة "عكاظ" السعودية أن" حادث التدافع الذي وقع أمس على جسر الجمرات أدى إلى وفاة ثلاثة حجاج وإصابة حوالي 500 آخرين واضطر غرفة عمليات القيادة المشتركة إلى تعليق تفويج الحجاج لبعض الوقت". وأضافت أن" فرق الدفاع المدني قامت بمشاركة طائرتين عموديتين بنقل جميع الحجاج من 7مخيمات إلى مناطق الإيواء بأطراف" منى موضحة" أن أسباب التدافع تعود إلى إصرار الحجاج على حمل أمتعتهم الشخصية". وذكرت صحيفة الوطنان خبر حالات السقوط بين الحجاج المتجهين إلى الجمرات سرعان ما انتشرت بين الجموع واستخدمت بعض البعثات مكبرات الصوت في منع حجاجها من التوجه إلى الجمرات حتى تخف عملية الزحام الأجهزة الأمنية. وأحكمت الأجهزة الأمنية على جسر الجمرات السيطرة على مداخل الجمرات لمنع تدافع الحجاج بعد أن شهدت سقوط عدد منهم بسبب الزحام . وقال قائد الحج للدفاع المدني اللواء علواني جداوي أنه تم التعامل مع الموقف مع بداية أول حالات سقوط للحجاج على الجسر وتمت السيطرة على مداخل الجسر لمنع الحجاج حتى يتم تفريغه وإسعاف المصابين.

اسعاف جريح(عن جريدة الرياض)
قال نائب رئيس الهلال الأحمر السعودي الدكتور صالح انه تم إسعاف الجرحى وأن الحالات الأخرى نقلت إلى المستشفيات مؤكدا أن حالات الوفيات تعتبر حالات عادية نظرا لكبر السن وعمليات الإجهاد وكثافة الزحام والتدافع الذي حدث. وفتحت مخازن الطوارئ بالمؤسسات الواقعة في الطرق المؤدية إلى منطقة الجمرات وكان لدور 8500 من منسوبي الطوارئ والخاصة والأمن العام والدفاع المدني إسهام كبير في إخلاء الجسر لتسهيل حركة الحجاج بإزاحة مخلفات أمتعة الحجيج والتي كانت سبباً في إعاقة حركة الحجاج.