علي غصن من بيروت: يوجد لقمر تايتان الشروط المناسبة لأن يصبح ملائمًا للحياة. ولكن ذلك لن يحصل قبل بضعة بلايين من السنين أي عندما تبدأ الشمس بالإحتضار وتبدأ بإحراق الأرض. هبط المسبار الأوروبي هويجينز على قمر تايتان، أحد أكبر أقمار زُحل، منذ ثمانية أيام وقام بأخذ عيِّنات من الغلاف الجوي أثناء هبوطه بدءًا من ارتفاع 160 كلم وحتى السطح. وأظهر تحليل هذه العينات وجود خليط من الماء والماثين والنيتروجين بنسب متساوية في طبقة الستراتوسفير، إلا أن تركيز الماثين يزيد كلما دخل في طبقة التروبوسفير التي تمتد حتى سطح القمر تايتان.

كل تلك المواد سوف تتغيّر عندما تتحوّل الشمس إلى كتلةٍ حمراء لاهبة بينما كوكبي عُطارِد والزُّهرة يكونا قد تحولا إلى رماد. أما الأرض في ذلك الحين فسوف تتحول إلى كرة نارية وستزداد حماوةً كلما تبخّرت المحيطات والبحار بسبب حرارة الشمس الفظيعة، وحينها لن يبق أيّ من المخلوقات الحيّة على سطحها. ساعتئذٍ، سيبدأ قمر تايتان بولوج الشمس ليأخذ مكانه تدريجيًّا وتبدأ التفاعلات الكيميائية بداخله لتشكل نوعًا من الحياة على سطحه.
قال البروفسير جون زارنيكي-الذي يرأس فريق علوم هويجينز السطحي، إن التحليلات التي أرسلها المسبار أثبتت أن هنالك أدلة على وجود ماء مثلّج ومواد كيميائية عضوية على سطح تايتان، ويمكن أن تتبلور حياة من خلال تلك المواد عندما "يُطبَخُ" القمر بواسطة الشمس وقت احتضارها.

" خلال الأربع بلايين سنة سوف تتمدّد الشمس لتتحوّل إلى عِملاقٍ أحمر،" كما قال. "عندما يحدث ذلك، درجات الحرارة في النظام الشمسي الخارجي سوف ترتفع، والماء المثلّج سوف يبدأ بالذوبان، وستتولّد مادة الأوكسيجين لتشكل، مع المواد العضوية الموجودة، أرضية خصبة للحياة على قمر ايتان. وأثبتت التحليلات أيضًا أنه توجد نسبة عالية من مادة الماثين على تايتان. وإن هذه المادة، كما يقول البروفسور زارنيكي، هي حاملة أساسية للكربون في هذا العالم والكربون هي مادة أساسية للحياة ونتوقع أن تكون كذلك لأيّ حياة يمكن لنا تخيلها لعالمٍ آخر".