بيروت: صراع الحياة والموت اجتمعا معا في شريط "فيديو كليب" أطلقه الفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة لحث اللبنانيين والعرب على التبرع لضحايا كارثة المد البحري الذي ضرب بلدان جنوب اسيا. وفقد عشرات الالاف من الاشخاص في دول مطلة على المحيط الهندي اقارب واصدقاء عندما تسبب زلزال قوي في اعماق المحيط في موجات مد عاتية اكتسحت قرى مطلة على الساحل وجرفت اشخاصا الى البحر. ولقي نحو 280 الف شخص حتفهم.

ويقول خليفة "عندما كتبت هذه الموسيقى كان يدور في رأسي أمران هما الحياة والموت فقد تذكرت ان الموت أفقدني امي وفي نفس الوقت كنت اشعر انها تعيش في داخلي." هذا الصراع بين الحياة والموت تجسد في سبع دقائق من الموسيقى المترافقة مع صور الكارثة ليسردا معا حكاية اناس اطمأنوا للبحر ولاعبوه وتعايشوا معه واعتاشوا من رزقه قبل ان يصبح عنوانا للموت بعدما اجتاح الحجر والبشر. جاء الشريط الذي يحمل عنوان "ونحن نحب الحياة.." نتيجة عمل مشترك بين مركز الامم المتحدة الاقليمي للاعلام في بيروت وجريدة "البلد" اللبنانية بالاضافة الى موسيقى مارسيل.

تدور المقطوعة التي كتبها خليفة حول جملة موسيقية واحدة تتكرر بصيغ توزيعية مختلفة فاحيانا تتشابك هذه الجملة واحيانا اخرى تتالف وفي بعض الاحيان تتناقض قبل ان يتدخل الصوت البشري ليؤدي هذه الجملة الموسيقية فيبدأ على شكل انين ويتصاعد تدريجيا الى مرحلة الاستغاثة ليصل الى دعوة صارخة للحياة. وانتقد خليفة في مؤتمر صحافي نظمه مركز الامم المتحدة الاقليمي للاعلام في بيروت اليوم الاربعاء اللامبالاة العربية تجاه المنكوبين قائلا "لا مبالاة مقرفة او بالاحرى عنصرية تعشعش في مجتمعاتنا العربية... العالم بأسره مد يد المساعدة الى المنكوبين... اما نحن لا... رغم وجود اكثر من 80 الف مواطن من التابعية السريلانكية على سبيل المثال في بلد صغير مثل لبنان."

اضاف "فلنجمع التبرعات لنكفر عن ذنوبنا تجاه العمالة الاسيوية..." وكما في شريط الفيديو لم يخل كلام خليفة من بارقة امل اذ قال "ورغم ظلمة الاشياء سنضيء شمعة صغيرة في وسط ظلام دامس." وقال نجيب فريجي مدير مركز الامم المتحدة الاقليمي للاعلام في بيروت "الخطوة تهدف الى مد يد المساعدة لتضميد جراح من يمكن الوصول اليهم من الباقين من كارثة المد البحري المدمر القاتل من خلال هذا المد الاخر البشري الانساني التضامني البناء والذي يحث على الحياة." اضاف "الفيديو كليب سيتم توزيعه على اوسع شبكة من تلفزيونات البلدان العربية والعالم." وانتقد بعض الاعلاميين تضمن الشريط المئات من مشاهد الجثث الملقاة على الارض وطالبوا برمزية المشاهد وانضم اليهم خليفة في ذلك في حين اصر منفذو العمل على انه في ظل حجم الكارثة لم يكن بالامكان تفادي هذه المشاهد.