الرباط: تشهد منطقة المغرب العربي منذ أول أمس صعوبات جوية استثنائية بسبب تساقطات ثلجية نادرة لم تشهدها المنطقة منذ عقود. وتسببت الثلوج والانخفاض الكبير لدرجة الحرارة في شل حركة السير على الطرقات وعرقلة السير والنشاط العادي للعديد من المدارس والإدارات. واجتاحت العاصمة الرباط أمس (الخميس) موجة غير مسبوقة من الصقيع، التي شملت ايضا عددا كبيرا من مناطق المغرب، كما سجلت تساقطات ثلجية نادرة في أنحاء مختلفة من البلاد. وعزت مديرية الأرصاد الجوية هذه الوضعية الجوية إلى تسرب كتل هوائية قطبية جافة إلى شمال افريقيا عبر أوروبا.

وتسببت التساقطات الثلجية الهامة التي شهدتها بعض مدن المغرب كمدينة الناظور (شمال المغرب) لأول مرة في قطع عدد من المحاور بالشبكة الطرقية. ولم تشهد الجزائر منذ عام 1950 هذه الكميات الكثيفة من الثلوج التي همت مناطق شاسعة من التراب الجزائري خاصة العاصمة وشمال ووسط البلد، وتسببت في عزل عدد كبير من المداشر واضطرابات في حركة الملاحة الجوية وكذا في توزيع الكهرباء والغاز. وقال مصدر صحافي جزائري إن الانخفاض الكبير لدرجة الحرارة أدى إلى ندرة في قارورات غاز البوتان التي تستعمل للتدفئة ومضاربة في سعرها، كما أدى إلى انقطاع التلاميذ عن الدراسة في أغلب الولايات الجزائرية وصعوبات كبيرة في التزود بالمواد الغذائية. وأضاف المصدر أن الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز بالمناطق الغربية والشرقية عمدت إلى قطع تزويد الزبائن بهذه المادة بسبب تزايد الطلب عليها خصوصا للتدفئة.

كما أن مستعملي الطريق وخصوصا أصحاب الشاحنات اضطروا لقضاء ليلة أمس وأول أمس في العراء، بسبب كثافة الثلوج وانعدام الرؤية لمواصلة الطريق. وقال مصدر آخر إن ارتفاع الثلوج بلغ 50 سنتيمترا في بعض الجهات، مما تسبب في وقوع حوادث مرور كما تسببت هذه الموجة الباردة في وفاة عدد من الأشخاص وخصوصا من فئة الشيوخ والمسنين. وشكلت ولاية الجزائر أمس (الخميس) خلية متابعة تضم ممثلين عن مديريتي النقل والأشغال العمومية والأمن والدرك الوطنيين تتولى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الصعوبات الناجمة عن التقلبات الجوية. وفي تونس، أدى الانخفاض الكبير لدرجة الحرارة إلى ما بين 2 و4 درجات تحت الصفر في عدة مناطق من الشمال والوسط الغربي بفعل تساقط كميات مهمة من الثلوج إلى تهافت كبير للتونسيين على الوقود لاستعماله بغرض التدفئة. وفي ليبيا، اجتاحت موجة الصقيع عدة مناطق خاصة في غرب البلاد، وعزت مصالح الأرصاد الجوية ذلك إلى الكتل الهوائية شديدة البرودة التي تعرضت لها، إضافة إلى تأثير التساقطات الثلجية الكثيفة التي غطت المناطق المجاورة للبلاد سواء الأوروبية بالشمال أو التونسية من ناحية الغرب مما أدى إلى إنخفاض كبير في درجات الحرارة.