إنريكو ماسياس في دويتو مع عبدو شريف


الدار البيضاء أحمد نجيم: صور عبدو شريف، الفنان المغربي المقيم في مصر، دويتو مع الفنان الفرنسي ذي الأصل الجزائري إنريكو ماسياس مساء الخميس. واختار شريف من فن المالوف المتحدر من التراث الموسيقي الأندلسي أغنية ليقتسم أداءها مع ماسياس. وستبث القناة الثانية المغربية قريبا السهرة.
وصور المغني الفرنسي ذي الأصل الجزائري دويتو ثان في البرنامج نفسه رفقة فنانة الملحون ماجدة اليحياوي، وأديتا أغنية " زارني محبوبي يامس كنت صائم".
وخلال السهرة نفسها قدم الفنان يونس ميكري باقة من أغانيه احتفاء بإنريكو ماسياس.
تخلل التكريم نقاش فني ثقافي بين إنريكو ماسياس والضيوف الثلاث نشطه الصحافي عمر سليم.
بهذا اللقاء الفني أصبح الفنان يملك معلومات عن الفنانين المغاربة، وكان أعلن في ندوة صحافية مساء الأربعاء أنه لا يعرف إلا أسمين أو ثلاثة أسماء من مطربي وملحني المغرب.
وكانت القناة الثانية استضافت الفنان في نشرة أخبار الأربعاء الماضي، واكتفت القناة الأولى بحضور الندوة الصحافية واستقبال ضيوف الحفل الخميس.
بعد انتهاء المطرب ذي الأصل الجزائري من ضيافة عمر سليم التحق بالمركب السينمائي ميغاراما، وقدم في قاعته الثامنة حفلا موسيقيا امتد من الساعة التاسعة والنصف إلى منتصف الليل.
عرف الحفل حضورا مكثفا لعشاق أغاني ماسياس والمعجبات به، ووصف في كلمة قصيرة وقوفه لأول مرة أمام الجمهور المغربي، بالحدث الذي طال انتظاره.
قدم ماسياس خلال ساعتين ونصف أغاني تلخص مساره الفني ومرجعيته الموسيقية، من التراث الأندلسي العبري إلى الغرناطي فالمواويل، وتعرف الجمهور الذي تفاعل معه كثيرا، على أغنيته "البرتقال المر" من ألبوم يحمل الاسم نفسه، وهي أغنية يحاول، من خلالها ماسياس التقاط المرارة التي يعيشها العالم، وفيه حنين إلى الماضي.
كان للحب نصيبه من أغاني حفيد الموسيقى الأندلسية، فأطرب وأرقص النساء بصفة خاصة.
حاول ماسياس خلال سهرته أن يجسد الأندلس التي عشقها، وبالإضافة إلى أدائه لأغان من ذلك التراث، اختار أن يعكس تنوع الفردس العربي المفقود فختم بأغنية عبرية أندلسية، وقبلها قدم أغاني باللغة العربية والفرنسية بإيقاعات أندلسية. وخلال السهرة نفسها كرر ما قاله في الندوة الصحافية، فوصف المغرب ب"الأندلس"، حيث التعايش بين الديانات الثلاث الإسلام واليهودية والمسيحية، وقال أن إمكانية استرجاع روح تلك المرحلة ممكنا وليس يوتوبيا.
إصرار الجمهور على تقديم جل أغانيه الناجحة بما فيها أغنيته المفضلة التي يبدأ مقطعها ب"غادرت بلدي"، أدخل السرور والبهجة على الفنان.
استمر عشاق الفنان، خاصة من اليهود المغاربة، في ملاحقته، ولم تحل الجوائز ولا رجال الأمن الخاص دون الوصول إليه والتقاط صور للذكرى في انتظار سهرة لا أحد يعرف تاريخها.

و تذكر الفنان الفرنسي ذي الأصل الجزائري إنريكو ماسياس أغنيته "العفو الأكبر"، ووصفها "أحسن أغنية" في مساره الطويل لأنها نابعة عن تجربة إنسانية حقيقية، وقال في مؤتمر صحافي مساء أمس في الدار البيضاء، لقد "استشهد بكلماتها الرئيس المصري الراحل أنور السادات في الكنيست الإسرائيلي" ومرة السنون والتقيته، فطلب مني أن أغنيها وعندما انتهيت من الأداء قال لي "أنا سعيد بما قمت به ولست نادما على اتفاقية السلام مع إسرائيل، ولا خائفا من الموت".
كعادته تحدث المغني الفرنسي عن السياسة وعبر عن كرهه لها "كلمة سياسة لها دلالة سلبية، وأنا سفير اليونسكو للنوايا الحسنة، وعملي أن أشهد على مرحلة وأعبر عما أحسه". وحصر دور الفنان في "الناطق الرسمي لمشاعر الناس، الناطق باسم الحب والرغبة في التآخي" بين الشعوب والثقافات.
لم تفقد السنون ماسياس ألقه ونشاطه، بدا خلال ندوة صحافية مساء الثلاثاء في مدينة الدار البيضاء شابا نابعا بالحياة وإنسانا مرحا محبا للنكتة.
بدأ المغني بالتعبير عن دهشته الكبيرة للاستقبال الحار في المغرب "اتصلت بزوجتي لأخبرها، قدمت حفلات كثيرة في مسيرتي الفنية، لكن أحسن استقبال في حياتي كان استقبال المغاربة، لقد احتفوا بي أكثر مما يحتفون بملك". واعترف ماسياس بأن هذا الحب ليس وليد اللحظة "سأفشي لكم سرا لأول مرة، بفضل المغاربة أضحيت مشهورا دوليا، سموني ابن البلد واعتبروني أخوهم". وأضاف "لا أجد فرقا بين المغرب والجزائر وتونس، وهذه المنطقة تسمى المغرب". ورد على سؤال آخر "أجد في المغرب صورة الأندلس" حيث التعايش بين الديانات الثلاث الإسلام واليهودية والمسيحية، وما دامت تلك حقبة من التاريخ فحدوثها ليس يوتوبيا".
الحنين إلى الماضي دائم الحضور في أغاني، وألبومي الأخير "أورانج أمير" البرتقال المر" يحاول التقاط تلك المرارة، مع الإشارة إلى أن المربى الذي يقدمه هذا البرتقال يمثل الأمل. فالأمل، رغم تلك المرارة، قائم. لن أغير بذلتي هذه".
وتحدث عن طفولته وشبابه "منحني الله النجاح، وفقدت أبي وإخوتي، كانت طفولتي رائعة أما مرحلة الشباب فلم أعشها".
وعن إلغاء حفل كان سينظمه في الجزائر قال "دعاني الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رسميا، لكن هناك أناس في الجزائر رفضوا حضوري، أحسوا أنني في خطر، ربما لأسباب مرتبطة بأصولي". وقال "إذا منعت من الشعب الجزائري وقتها سأكون حزينا"، وفي سياق حديثه عن الحنين والحزن قال "عند مروري في المطار، وأسمع عبارة "على الراكبين المتوجهين إلى قسطنطينية التوجه إلى الطائرة" أحزن وأتألم كثيرا، وأنا متأكد أنه سيأتي يوم وأعود فيه إلى مسقط رأسي".
وفي حديثه عن هذه الأصول تباهى ماسياس بانتمائه "العربي اليهودي"،" كنت أول شخص قال أنا يهودي عربي، وسعيد بهذا الانتماء دون أن أتظاهر وأتباهى بذلك".
وفي جواب عن سؤال حول علاقته بالفنانين الجزائريين قال "إنني أبوهم، لم أخترع الراي، منذ سنوات وأنا أغني الأغاني العربية الأندلسية، وأنا أول من أدخلها في عالم الحفلات الموسيقية، وفتح الطريق بذلك إلى الشاب خالد والشاب مامي، وأنا سعيد بشهرة هؤلاء الفنانين عالميا، إنهم ورثتي، ويعتبرونني أبا".
وتحدث عن الموسيقى الأندلسية الغرناطية "اعتقدت أن تلك الموسيقى ستختفي مع مقتل جدي، أحد كبار عازفي الكمان والموسيقيين في هذا النوع، لكنني كنت خاطئا، فهذه الموسيقى لن تموت"، والموسيقى الإيقاعية الشبابية لن تنافسها، فالشباب المغاربي سيملها ليعود إلى الغرناطي والأندلسي، إنها خالدة".
رغم سعادته وعمله "ناطقا رسميا للحب"، يبدو ماسياس تعيسا لأن "هناك أطفال لا يجدون ما يأكلون"، ورغم هذه الصورة القاتمة لعالمنا يحتفظ ماسياس بالأمل "ستختفي الحروب، ونفعل ما قام به إبراهام مع الله، لأنني أعتبر أن الديانة الوحيدة في العالم هي الله".
وعن علاقته بالسينما قال سألعب في الفيلم التلفزيوني "السيد مولينا" شهر شتنبر المقبل، ووصف تجربته في فيلم "لافيريتي سي جو مون2" بالكبيرة، وأعلن أنه سيلعب دور الجد في الجزء الثالث من هذا الفيلم الكوميدي الفرنسي، وأضاف ضاحكا "لا أعرف هل سأموت في هذا الفيلم، لكنني أفضل أن أموت في السينما على الموت في الحياة". ودافع عن دخوله المتأخر إلى السينما "حاليا أعتقد أن لي الوقت الكافي للعمل في السينما"
وأعلن أن أحب الأغاني إلى نفسه "وداعا بلدي"، لأنها مرتبطة بقصة حب حقيقية عن محنة شعب، ورغم تلك المحنة يستمر في الغناء".
أنهى ماسياس الندوة الصحافية كان خلالها وبعدها النجم الذي صفق له الصحافيون والضيوف، وفي ختامها طوقه معجبوه الصحافيون والضيوف المنسلون أملا في الفوز بصورة للذكرى، ظل إنريكو مبتسما تلك اللحظة قبل أن يغادر الفندق في اتجاه القناة الثانية المغربية، وسيقدم حفلا موسيقيا كبيرا، هو الأول من نوعه في المملكة المغربية. ينظم الحفل في المركب السينمائي ميغاراما في الدار البيضاء.