توفي الفنان العراقي القدير صلاح عبدالغفور مساء أمس الأحد بحادث سير على طريق المطار في أربيل، وجاءت وفاته صادمة لمحبيه وللوسط الفني في العراق.


بغداد:نعت نقابة الفنانين العراقيين المطرب العراقي الكبير صلاح عبد الغفور الذي وافاه الأجل مساء يوم الأحد في حادث سير على طريق المطار في أربيل، عن عمر يناهز 60 عاماً ، مخلفاً وراءه تراثاً غنائياً كبيراً وألمًا كثيراً في نفوس أصدقائه ومحبيه، إذ أنه شخصية متواضعة مبدعة ودمثة الاخلاق .
والفنان صلاح عبد الغفور، واحد من المطربين العراقيين الكبار الذين أثروا الغناء العراقي بالأعمال الجميلة التي إحتفلت بها الذاكرة الجمعية للناس لسنوات طويلة، وهو من جيل ملتزم معروف بإبداعه وإقترابه من هموم الناس، ومثل كل أبناء جيله عانى الكثير، وقد خاض في المدة الأخيرة تجربة جديدة من خلال إعداده وتقديمه لبرنامج غنائي أسبوعي يحمل عنوان quot;صولوquot; يعرض على قناة AUC الفضائية ، وقد تحدث لـ (ايلاف) عن هذه التجربة بقوله : (وفي الحقيقة انا لست مقدم برامج ولكن اتتني الفكرة من رغبتي ومحبتي لدعم الفنان العراقي والأغنية العراقية التي لم تعد تتابع بشكل كبير، كما أن البرنامج سيكون رحلة لتسليط الضوء على التراث العراقي وعلى هوية الأغنية العراقية الحقيقية ولتحفيز الاصوات الشابة الجميلة لإختيار الكلمة الجميلة واللحن الأصيل وكذلك لدعم الفنان العراقي ومتابعته في حياته قبل مماته) ، كما أنه كان يعمل مديرًا اعلاميًا لمجموعة شركات العادل في أربيل .
ولد الراحل في ناحية السعدية بمحافظة ديالى عام 1953، لكنه عاش طفولته في بغداد ، وبالتحديد في منطقة الكسرة التي تشتهر بوجود ملعب الكشافة فيها ، وهو ما جعله يهوى كرة القدم ويمارسها كهواية، ولكن يبدو أن حب الغناء في نفسه كان له تأثيره الأكبر، والراحل من أصل كردي، تقدم إلى إختبار الإذاعة والتلفزيون عبر برنامج ركن الهواة عام 1964 وهو لا يزال بعمر 11 عامًا، وجذب الأنظار عندما غنى أغاني الفنان العراقي الكبير ناظم الغزالي، وهو القائل (لقد كنت متأثراً بالفنان المطرب الراحل ناظم الغزالي هذا الصوت العراقي الشجي الذي كان يمتلك قلوب الجميع في العراق وفي الدول العربية، ففي عام 1964 تقدمت إلى برنامج ركن الهواة والذي كان مسؤولاً عنه آنذاك كمال عاكف فقدمت اُغنية (ما اريده ما اريده الغلوبي) للفنان ناظم الغزالي، وقد إجتزت هذا الإختبار بنجاح ) .
وعلى حد قوله (في عام 1971 ضمني المرحوم الأستاذ حقي الشبلي لفرقة الرشيد ولهذا الأستاذ له الفضل على مسيرتي الفنية اللاحقة ثم إلتحقت بفرقة الإنشاد وكان معي المرحوم رياض أحمد، وقحطان العطار، وأمل خضير، وفخري عمر، وقاسم إسماعيل، وفيعام 1974 أنهيت دراستي في معهد الدراسات النغمية وفي هذه الفترة اكتشف صوتي بشكل واضح الراحل منير بشير، وعلى أثرها ضمني للفرقة القومية للفنون الشعبية ). حيث اشترك فيها مغنياً وشارك معها في العديد من المهرجانات الخارجية.
كانت أغنيته الأولى والتي مازال يُرددها الجمهور في المناسبات هي اغنية (حلوة يالبغدادية) من ألحان ناظم نعيم وبعدها أغنية ( مو بيديه) للملحن محمد نوشي واغنية (ردت أنساك) للملحن فاروق هلال واغنية (كلمن يحن لهله) وأغنية (خسرتك ياحبيبي ) للملحن جعفر الخفاف.
للفنان صلاح عبد الغفور أكثر من ثلاثين ألبوماً، واكثر من 300 اغنية، غنى المقام العراقي والأغاني العراقية التراثية، وكذلك غنى الأغنية العاطفية والوطنية، غنى الكثير من المطربين في ما بعد أغانيه وأشهرهم الفنان التركي الكبير إبراهيم تاتليسس حيث غنى أغنيته الشهيرة (شلونك عيني شلونك)... ومن أغانيه أشهرها: شلونك عيني شلونك ، حلوة يالبغدادية ، خسرتك يا حبيبي، لاتلوموني، أنت الغلطان، كل يوم لك ميعاد، ألعب يالاسمر.
رحل .. وفي داخله أمنيات، الأولى رياضية وهي أن يشاهد المنتخب الوطني العراقي في نهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل عام 2014 ، والثانية فنية بأن يعيد اغنيات الراحل ناظم الغزالي بتوزيع جديد ، كما كان لديه طموح بأن يقدم المقامالعراقي مع الفرقة السمفونية، وهو يراها خطوة ذات نقلة نوعية لقرّاء المقام العراقي.
رحم الله الفنان الكبير الجميل صلاح عبد الغفور

بعض أعمال الراحل صلاح عبدالغفور