مسقط: مجلس الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا الذي يتخذ من جنيف مقراً له وافق خلال اجتماعه الأخير على تقديم مجموعة من الهبات الجديدة تبلغ قيمتها 968 مليون دولار للمجتمعات التي ؤقاسي من تلك الأمراض حيث من شأن مشاريع مكافحة الأمراض التي وافق عليها المجلس أن تؤدي إلى تلقي 932 ألف مصاب بمرض نقص المناعة المكتسبة/الإيدز لعقاقير إيه آر في (آنتيريتروفيال) وتمويل 123 مليون علاج مضاد للملاريا، وتقدم 44 مليون ناموسية فراش معالجة (ضد الناموس الناقل للملاريا) وعلاج "دوت"لـ 640 ألف مصاب جديد بالسل في حال تطبيق المشاريع بنجاح خلال فترة السنوات الخمس التي ستستغرقها.

وأشار بيان المجلس نقلته وكالة الأعلام الأمريكية أن هذه رابع مرة يجتمع فيها مجلس الصندوق منذ إنشائه في عام 2002 لإقرار تمويل لمشاريع مقترحة. فقد وافق الصندوق منذ إنشائه على مقترحات تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 8 آلاف مليون دولار، وهو مبلغ سيدعم توفير العقاقير لمعالجة 1.6 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة و160 مليون شخص مصاب بالملاريا.

وتم التوصل إلى التزام بتقديم هذه الهبات لـ 69 بلداً خلال العامين الأولين من الفترة التي ستبقى متوفرة فيها والتي تبلغ خمسة أعوام. وستؤدي الهبات وسيذهب أكثر من 85% من الأموال التي تمت الموافقة عليها في هذه الدورة إلى دول محدودة الدخل. ذلك أنه سيقدم حوالي 70% إلى إفريقيا، وسيخصص 48% منها لمرض نقص المناعة المكتسبة/الإيدز، في حين سيتم إنفاق 40% منها على مكافحة مرض الملاريا.

وقال وزير الصحة والخدمات الإنسانية، تومي تومبسُن، الذي يرأس مجلس الصندوق العالمي: "إن أموال الصندوق العالمي ستنقذ حياة الملايين وتحول دون إصابة ملايين آخرين بالمرض. ونحن نجدّ في العمل حالياً لضمان قدرة الصندوق الدولي على الاستمرار والبقاء نشطاً في المستقبل كي يحصل المصابون بمرض الإيدز والأمراض المعدية على الرعاية الطبية التي يحتاجونها لإنقاذ حياتهم." وقد أصبح الصندوق العالمي، منذ إنشائه في عام 2002، آلية التمويل الرئيسية في العالم في مكافحة أمراض الإيدز والسل والملاريا، وهي الأمراض التي تفتك سنوياً بحياة أكثر من ستة ملايين شخص.

ويقدم الصندوق العالمي هبات لمشاريع تم وضعها محلياً للحيلولة دون الإصابة بأمراض الإيدز والسل والملاريا ومعالجة المصابين بها. ويمكن للدول والمنظمات التقدم بطلبات للتمويل عن طريق تقديم مقترحاتها لدورات التمويل المنعقدة. وكان الصندوق العالمي قد أصدر في شهر يناير الماضي دعوته الرابعة لتقديم المقترحات لنيل هبات لتمويلها وحدد مهلة لتلقي الطلبات انتهت في شهر إبريل.

وقال مدير الصندوق العالمي التنفيذي، رتشارد فريتشم: "إن هبات الصندوق العالمي ستقدم إسهاماً كبيراً في دحر الأوبئة الثلاثة: نقص المناعة المكتسبة/الإيدز والسل والملاريا. وتشكل هذه الهبات مجرد بداية بالنسبة للصندوق، ولكنني أعتقد أنها ستبدأ في تغيير الأوبئة الثلاثة العامة. ونحن نتوقع مشاهدة انخفاض ملحوظ في الوفيات خلال سنوات قليلة، وخاصة الوفيات الناجمة عن الإصابة بالملاريا."

ويعتبر الصندوق العالمي شراكة عالمية عامة-خاصة فريدة في نوعها مكرسة لاستقطاب وتوزيع موارد مالية إضافية للحيلولة دون الإصابة بأمراض الإيدز والسل والملاريا، ومعالجة المصابين بها. وتمثل هذه الشراكة بين الحكومات والمجتمعات المدنية والقطاع الخاص والمجتمعات المتأثرة بالإصابات أسلوباً جديداً في تمويل القطاع الصحي الدولي. ويعمل الصندوق بتنسيق وثيق مع منظمات أخرى ثنائية ومتعددة الأطراف لاستكمال الجهود الراهنة المكرسة لمعالجة أمر الأمراض الثلاثة.

ويعتبر الصندوق العالمي مؤسسة خاصة مستقلة خاضعة للقانون السويسري، ويتولى أمورها مجلس دولي. ولا يضع الصندوق أي شروط يلتزم بها من يحصلون على هباته سوى مستوى عال من النوعية التقنية. ولا يشكل الصندوق وكالة تطبيقية (للمشاريع). وهو يعتمد على الملكية والتخطيط المحليين لضمان كون الموارد الجديدة ستنفَق على برامج تتصدر هذا المجهود العالمي، وتصل إلى من هم في أمس الحاجة إليها. وقد صُمم أسلوبه القائم على اعتماد التأدية، أي عدم منح الهبات إلا في حال قياس التقدم والتثبت منه، لضمان كونه يتم استخدام الأموال بفعالية وكونها تستحدث أثراً دائماً في حياة الناس والمجتمعات.