مدينة جدة الأعلى بمعدل الإصابة في السعودية وإسرائيل اكثر دول العالم مكافحة للإيدز
توقع تفشي المرض بمعدلات عالية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
مؤتمر ( تأمين العلاج للجميع ) كشف عن أرقام مخيفة لحاملي فايروس الـ HIV


العلي خالد من جدة : من دون شك يعتبر مرض الايدز HIV ( آفة العصر ) ويشكل مشكلة عالمية ،لانه من اكثر الامراض فتكًا بالبشرية واسرعها انتشارًا في العالم واكثرها تدميرًا لاقتصاد الدول , وكشف المؤتمر العالمي الـ15 الذي عقد في تايلاند لمكافحة الايدز تحت شعار ( تأمين العلاج للجميع ) عن ارقام مخيفة تستدعي فعلاً الاستنفار العالمي، حيث كشف المؤتمر عن اصابة 36.5 مليون شخص في سن العمل بهذا المرض وهي في ارتفاع سريع واكدت منظمة العمل الدولية ان غياب وصول العلاج للمصابين سوف يرفع عدد المصابين الى 48 مليون شخص بحلول عام 2010 و74 مليوناً بحلول عام 2015 م .
ومن أفضل السيناريوهات المتوقعة وضعتها الـ UN AIDS حيث استنتجت في دراسة اجرتها مؤخرًا ان عدد المصابين بهذا المرض حتى عام 2010 م سيصل الى 45 مليون شخص، وان 29 مليون من الممكن الحيلولة دون إصابتهم عن طرق التطبيق العالمي لعدد من الإجراءات الوقائية وأساليب الرعاية والتي يتم استخدامها بالفعل بنجاح في مختلف أنحاء العالم.

الادوية المكافحة للمرض
على الرغم من أن فيروس HIV اكتُشِف قبل أكثر من عشرين عاماً، فإنه لا يوجد له حتى الآن مصل واقٍ، ولم يكتشف بعد علاج للإيدز، لكن جيلاً جديداً من العقاقير المبتكرة مكّن المصابين بالفيروس من البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة.
فمنذ ظهور فيروس HIV أنتجت مجموعة من الأدوية التي أدت لإطالة أعمار المرضى عن طريق الحد من قدرة الفيروس على التكاثر وتؤدي تلك الأدوية لتأخر الإصابة بمرض الإيدز وإبطاء معدل فقدان خلايا الدم البيضاء الحاملة لبروتين CD4.


وهناك أربعة أنواع رئيسية من الأدوية:
1- يستهدف النوع الأول المادة البروتينية الموجودة على سطح جسيمات فيروس HIV وتمنعها من الاتصال بخلايا الدم البيضاء الحاملة لبروتين CD4 ولا يوجد في الأسواق إلا نوع واحد من تلك الأدوية يعرف باسم فوزيون الذي اكدت اختبارات جديدة طويلة المدى لعقار "الفوزيون" الاثر الناجع لهذا الدواء فى علاج مرضى الايدز المقاومين لمضادات الفيروس المرتد كما اعلنت الشركة المصنعة له فى المؤتمر الدولى الخامس عشر ضد الايدز المنعقد فى بانكوك .. وتؤكد هذه التجارب نتائج الاختبارات الاقصر مدى التى اتاحت اعتماده فى اذار/مارس 2003.
2- ويمنع النوع الثاني فيروس HIV من عمل نسخ من جيناته ونقلها إلى الحامض النووي لخلايا الدم البيضاء. وتؤدي تلك الأدوية لإفساد نسخ الجينات التي ينتجها الفيروس.

3- يعمل النوع الثالث من الأدوية أيضا على منع الفيروس من نسخ جيناته عن طريق استهداف الإنزيم الذي يتحكم في عملية النسخ.

4- أما النوع الرابع فيستهدف إنزيماً يلعب يلعب دوراً رئيسياً في عملية تجميع مكونات جسيمات الفيروس الجديدة في خلايا الدم البيضاء.

أدناه ملخص للمعلومات المتوفرة عن المرض في بعض بلدان المنطقة بناء على ما نشرته ( يو ان ايدز ) :

الجزائر
تبين الدراسات التي أجريت في اربع مواقع لرعاية الحوامل في الجزائر تبين أن 0.9 في المئة من النساء اللاتي يترددن على تلك العيادات يؤكدن الانتشار السريع للفيروس بين السكان بصورة عامة.
وارتفع معدل الوفيات ذات الصلة بالمرض من 13 ألفا إلى 24 ألفا في نهاية عام 2000. وخلال الفترة ذاتها زاد معدل تفشي المرض بنسبة 0.2 في المئة .

تونس
يبلغ المعدل السنوي للإصابات بالإيدز وفيروس HIV، وفقا لتقارير وزارة الصحة التونسية، حوالي 70 حالة. وإجمالي عدد الحالات منذ عام 1985 إلى 2002 نحو 697 حالة.


المغرب
تشير التقارير الرسمية إلى ارتفاع كبير في عدد حالات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، ويعتقد أن الإيدز من بينها.

ليبيا
شهدت ليبيا فصول محاكمة عدد من العاملين في لامجال الطبي، معظمهم من البلغار، بتهمة التسبب في نقل عدوى فيروس HIV لأكثر من 400 طفل ليبي في مستشفى في مدينة بنغازي عن طريق نقل دم ملوث لهم .. وأدت الإصابة إلى وفاة 23 طفلا بمرض الإيدز.
لكن الخبير الفرنسي، البروفيسور لوك مونتنييه، وهو العالم الذي اكتشف فيروس HIV عام 1983، الذي زار ليبيا يعتقد أن سبب التلوث يعود إلى فقر الإجراءات الصحية في المستشفى التي كان يعمل فيها المتهمون.
وقد قدرت نسبة انتشار المرض بين البالغين عام 1991 بـ 0.05 بالمئة. لكن لا تتوفر معلومات كافية عن الحجم الحقيقي للمرض في ليبيا التي تستقبل يدا عاملة أجنبية وتحتضن مهاجرين من أفريقيا.

السودان
ساعدت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية في بعض مناطق السودان وخصوصا حيث تدور الحرب الأهلية إلى نزوح مئات الآلاف وانتشار الفقر والبطالة والأمية وغياب الأنظمة الصحية، على انتشار المرض.
وتشبه المنظمات الإنسانية دخول فيروس HIV ومرض الإيدز بـ "رمي قنبلة ذرية".
ويعتقد تقرير أعد لصالح الأمم المتحدة عام 2002 معدل انتشار المرض في مناطق الجنوب عاليا. لكن البيانات عن واقع الحال تكاد تكون معدومة.

جيبوتي
يقدر عدد المصابين بالإيدز أو بفيروس HIV في جيبوتي بنحو 12 بالمئة من السكان البالغين، وتعتبر هذه النسبة الأعلى في المنطقة.

مصر
تصنف مصر على أنها من البلدان التي يوجد فيها انتشار واطئ للمرض والفيروس المسبب له، لكن "يو أن أيدز" ومنظمة الصحة العالمية قدرتا عدد الإصابات في نهاية عام 2001 بثمانية آلاف بين البالغين والأطفال. وفي أواخر عام 2002 سجلت 339 حالة. ومعظم الإصابات بين الأشخاص من فئة العمر التي تتراوح بين 25 و49 سنة، منهم 89.5 بالمئة من الرجال.
الوسيلة الرئيسية في انتقال المرض هي الاتصال الجنسي بين الأشخاص مختلفي الجنس (44 بالمئة) وبين الأشخاص مثليي الجنس (23 بالمئة)، ومن الحقن الملوثة ونقل الدم (18 بالمئة) وعن طريق حقن المخدرات (4 بالمئة) ووسائل غير محددة (11 بالمئة)، وذلك طبقا لمعلومات برنامج الإيدز القومي لغاية أكتوبر/ تشرين الأول 2002.

إسرائيل
طبقا للأرقام الرسمية توفي نحو 350 شخصا في إسرائيل بسبب الإيدز منذ عام 1981. وسجلت أكثر من 2050 حالة إصابة بفيروس أتش إي منهم 605 اظهروا أعراضا كاملة للمرض واعتبروا مصابين بالايدز .. وتقول البيانات الرسمية إن معظم المرضى اصيبوا بالمرض خارج إسرائيل وخصوصا في الدول الافريقية والاتحاد السوفيتي السابق.
وبالرغم من حملات مكافحة المرض فإن عدد الإصابات ظلت ثابتة تقريبا فقد بلغت هذا العام 216 بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني 2003، بينما سجلت في عام 1998 نحو 372 حالة و255 في عام 1997 و 172 في عام 1996 و171 في عام 1995.
لكن عدد الوفيات انخفض مع إدخال استخدام الأدوية والاختبارات الجديدة فقد انخفضت من 95 حالة وفاة عام 1995 إلى 27 عام 1996 و25 عام 1997 وخمسة حالات خلال هذا العام حتى الآن.

الأردن
سجلت أول حالة إيدز في الأردن عام 1986 وبحلول نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2002 سجلت 1000 إصابة بفيروس HIV و313 إصابة إيدز في سجلات وزارة الصحة. ونحو 61 في المئة من هذه الإصابات بين أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 - 44 سنة.
وسيلة الانتقال الرئيسية للمرض هي الاتصال الجنسي (45 بالمئة) ونقل الدم (39 بالمئة) والباقي وسائل غير محددة. ويعتقد أن هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة كاملة بل هي أقل من واقع الحال.

السعودية
سجلت أول حالة إيدز في السعودية عام 1984, وأعلنت وزارة الصحة في اكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن حالات الايدز المسجلة بلغت 6787 حالة بينها 1509 لمرضى سعوديي الجنسية، وأن معظم الإصابات ناتجة عن ما وصفته بالعلاقات غير الشرعية.
وطبقا لوزارة الصحة السعودية فإن مدينة جدة هي الأعلى في معدل الإصابات حيث تبلغ 41% من مجموع الإصابات وتوزعت الإصابات على عدد من المدن بينها الرياض 16% والدمام 12% ومكة المكرمة 6% والطائف 5% والاحساء 4% والمدينة المنورة 2% والباحة وابها وجازان 3%.
وترى السلطات أن الوسيلة الرئيسية لانتقال المرض هي العلاقات غير الشرعية (45%). وبواسطة نقل الدم (20%). وأسباب غير محددة (27%). وبواسطة انتقال المرض من الأم الى الجنين (6%). وعن طريق المخدرات (2%). وتنحصر أغلب الإصابات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-49 سنة، وتبلغ نسبة الإصابة بين الذكور 77% والإناث 23%.

العراق
المنظمات الدولية تخشى من ان يؤدي انهيار نظام الخدمات الصحية وأنظمة الرصد الوبائي ودخول الأجانب دون قيود أو فرض للحجر الصحي على المرضى إلى انتشار الوباء بسرعة.
وتشير الإحصاءات المتوفرة من العهد السابق إلى أن عدد الإصابات يبلغ 73 إصابة فقط. واقصى عدد سجل كان عام 1983، عندما شخّص المرض لدى 244 شخصا توفي معظمهم.
وتشير التقارير الصحية العراقية إلى أن المرض دخل عن طريق استيراد احد عناصر الدم وهو ما يعرف بـ factor-8 الذي يعطى للمصابين بالنزيف أو بسيولة الدم (الهيموفيليا)، وقد تم استيرادها من فرنسا.
وسجلت الإحصاءات الرسمية السابقة وجود 112 إصابة للفترة بين 1995 و2002، من بين مليون ونصف المليون وافد إلى العراق.

إيران
يرى المراقبون أن إيران من بين أبرز دول المنطقة التي كسرت الصمت المحيط بموضوع الإيدز، ففي أوائل هذا العام (2003) أعلن رسميا في أول مؤتمر حول "الوقاية من الإيدز" عقد في طهران عن وجود 4237 حالة مسجلة للإيدز، وأن 95 بالمئة من المصابين هم من الرجال.
وتضمنت المعلومات التي كشفت أثناء المؤتمر أن 65 بالمئة أصيبوا بسبب استخدام حقن ملوثة و8 بالمئة عن طريق الاتصال الجنسي .. وأكثر انتشار للمرض بين المساجين المدمنين على المخدرات.
وتبين وثائق وزارة الصحة أن عدد المصابين بفيروس HIV يربو على 20 ألف شخص. وتؤكد الوزارة أن الأمراض المنقولة جنسية آخذة بالازدياد بحيث توجد 300 ألف حالة من هذه الأمراض.

الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا
تعتبر وكالة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز أن الوضع الديموغرافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتمثل بأن أغلب السكان هم من الشباب واليافعين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، يعتبر عاملا حاسما في توقع تفشي المرض بمعدلات عالية.

[email protected]