يبدأ الأربعاء 12 يناير تدشين حملة للتطعيم ضد شلل الأطفال فى السودان تحت إشراف كل من منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والسلطات الفيدرالية والمحلية السودانية، صرحت بذلك لإيلاف كارول بيلامى المديرة التنفيذية لليونيسف وأضافت أن هناك أمل كبير فى القضاء على هذا المرض المقعد للأطفال السودانيون بنهاية عام 2005، وخاصة عقب التوقيع التاريخى على اتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها اليوم فى نيروبى، كما أنه من المقرر أن تبدأ حملة تطعيم مماثلة فى أنحاء الجنوب السودانى الخاضع لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان فى 17 كانون الثانى/ يناير الجارى.
والمقرر أن تبدأ أنشطة الإعمار الضخمة فى هذه البلاد المترامية فى 2005. وسيعتمد التقدم على عوامل عدة، يتمثل الأول منها فى صيانة السلام الهش بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشها. ويتمثل عامل ثان فى معالجة النزاع الدائر فى إقليم دارفور الغربى. كما يمثل التمويل الملائم قضية حاسمة.
وقد أكدت بيلامى عقب عودتها من جولة استغرقت خمسة أيام تفقدت خلالها البلدان المنكوبة فى آسيا من جراء تسونامى، أنه ينبغى عدم نسيان السودان وسط كل هذه الأحداث الضخمة وخاصة أن إجمالى الاحتياجات المالية التى حددتها الأمم المتحدة وعدد من الشركاء لعام 2005 يصل إلى 1.48 مليار دولار أمريكى. وهذا المبلغ مطلوب لمساعدة أكثر من مليونى نازح (أشخاص نازحين ولاجئين) فى العودة إلى ديارهم فى الجنوب السودانى ولدعم أكثر من مليونى شخص آخرين تأثروا بالحرب، ويعتبر دعم كافة المناطق المنكوبة بالحرب أمرا حاسما لضمان سلام دائم. ومن هذا المبلغ الإجمالى، تطالب اليونيسف بنحو 289 مليون دولار لتنفيذ برامج فى مجالات المياه، والصرف الصحى والصحة العامة والتغذية والحماية، والتعليم والمناصرة.