طلال سلامة من روما: طوٌر فريق أميركي آلة متناهية الصغر، تمشي بوساطة عضلاتها، التي تربيها ذاتياً. وستلعب هذه الآلة الرائعة دوراً جوهرياً، كمنبّهات للعصب، أساسه العضلة، بغية السماح للمرضى المشلولين بالتنفّس بدون مروحة، في نهاية الأمر؛ كما يمكن أن تلعب دور النغفة(يرقانة النبر) النانومترية التي تزيل الصفائح الرقيقة المتراكمة من داخل حيطان شريان القلب التاجي. من جانبهم انكب العلماء في جامعة كاليفورنيا، بمدينة لوس أنجليس، على تطوير عضلة، طولها حوالي 100 ميكرون، في قالب من مادة السيليكون، قياسه 200 ميكرون. واستُخرجت خلايا العضلة من قلب الجرذ لكي تنمو في بيئة تقلد الشروط البيولوجية الطبيعية. وتقتات حركة تقلص وتراخي العضلة بالجلوكوز وهو ما يسبّب نمو خلاياها الصغيرة جداً، دافعةً هكذا طول العضلة الى حد أبعد، تدريجياً.

وسابقاً، كان لا بد من الفريق أن يربط نسيج العضلة الناشئة بالآلة الصغيرة، يدوياً، لكنه إجراء معقد قد يسبّب ضرراً دائماً لنسيج العضلة. لكن الآلة الصغيرة الجديدة تم بنائها عبر حفر مادة السيليكون باستعمال طريقة الطباعة الحجرية المستندة الى التحلٌل الضوئي(التفكك الكيميائي بتأثير الطاقة المشعٌة) وذلك قبل طلاء قالب السيليكون بمركب البوليمر الكيميائي وإيداع الذهب ومعدن كروم، داخله، بشكل انتقائي. ويشكل مركب البوليمر الكيميائي التراب حيث تنمو فيه العضلة؛ أما الذهب فهو يوفر النقاط التي تلتصق بها خلايا العضلة النامية.

وأثناء نمو العضلة، يُسند تركيبها من قبل صولجان مُقيٌد؛ ولدى إزالته تبدأ العضلة تحركها ببطء، في الجسم، فوراً. وتمثٌل العضلة المُشَغَّلة على الأنظمة الكهروميكانيكية الصغيرة(MEMS) بديلاً جذّاباً للمحركات الميكرومترية. كما يمكنها أن تعمل داخل جسم الإنسان بأكل الجلوكوز الموجود في الدم؛ وقد تستعمل أيضاً في الجراحة الدقيقة لربما لإزالة التراكمات على حيطان شريان القلب التاجي. وبالطبع، سيؤدي التكامل بين المواد البيولوجية وتلك المبتكرة من قبل العقل البشري الى خلق تشكيلة عالية الفعالية من التطبيقات. وعلى سبيل المثال، ستساعد التقنية الأخيرة المرضى المشلولين على التنفس، دون اللجوء الى عون المروحة، جراء تحفيز البنية العصبية - التي تسيطر على حركة الحجاب التنفسي الحاجز Diaphragm - بوساطة نبض كهربائي صغير.

وفي هذا السياق، تقترح وكالة الفضاء الأميركية ناسا، أفكاراً خيالية الى أبعد حد، مزوّدة مشروعها الضخم بالتمويل الكافي؛ ويهدف المشروع الى ابتكار عضلات تسير ذاتياً، داخل المركبة الفضائية البعيدة، لتصليح أضرارها آلياً. وتعتبر عملية التسافد بين النظام الحي والمادة غير العضوية مسألة هامة. على أية حال، ستربط أجهزة استشعار الكمبيوتر بالعضلات المتضرّرة، في جسم الإنسان، لتزويد العلماء بالبيانات المفيدة حول مرحلة إعادة التأهيل.