حسام عبد القادر من الإسكندرية: توصل طبيب مصرى إلى نظام حديث للغسيل الكلوى يمكن من خلاله أن يقوم مريض الفشل الكلوى بإجراء عمليات الغسيل الكلوى لنفسه بسهولة دون الالتزام بوقت أو مكان معين وبأقل تكلفة ممكنة
يقول الدكتور عماد الدين عبد الفتاح مساعد أخصائى بمعهد دمنهور الطبى وصاحب فكرة النظام الجديد أن مريض الفشل الكلوى أمامه ثلاثة أساليب للعلاج يتناسب كل أسلوب مع عمر المريض ومدى تدهور حالته الصحية وأصابته بأمراض أخرى مصاحبة وهذه الأساليب هى زرع الكلى أو الغسيل الدموى أو الغسيل البروتونى المستمر وتعتبر عملية زرع الكلى أفضل أساليب علاج الفشل الكلوى على الإطلاق ولكنها عملية مكلفة جداً حيث أنها تحتاج لمتبرع تتوافق أنسجة جسمه مع أنسجة جسم المريض كما تحتاج لعملية جراحية كبيرة ويستمر المريض على أدوية مناعية مدى الحياة أما الغسيل الدموى فيعتبر أصعب أساليب علاج الفشل الكلوى ويعتبره بعض المرضى الشبح الذى يلازمهم طوال حياتهم حيث يقوم به المريض ثلاثة عشر مرة شهريا ويستغرق كل مرة أربعة ساعات وتتكلف الجلسة الواحدة مائة جنيه تقريباً أى يحتاج المريض شهرياً لمبلغ 1300 جنيه مما يرهقه مادياً هذا بخلاف المشقة البدنية عند الذهاب للمستشفى خاصة إذا كان يعيش فى مناطق نائية إضافة إلى احتمال الإصابة بالأمراض المعدية كفيروسات الالتهاب الكبدى الوبائى سى وبى، كما أن الغسيل الدموى يسبب أحيانا إصابة المريض بفقر الدم
ويؤكد الدكتور عماد أن أفضل أساليب علاج الفشل الكلوى هو الغسيل البريتونى المستمر والذى يعتبر هو الأسلوب الوحيد للعلاج أمام الأطفال الرضع ومرضى الأوعية الدموية والذين لا يصلح معهم الغسيل الدموى وتعتمد فكرة الغسيل البريتونى على تنقية دم المريض من المواد السمية الضارة عن طريق أربعة دورات يومياً يتم فيهم تغيير محلول بريتونى خاص داخل الغشاء البريتونى لتجويف البطن وقد كان هذا الأسلوب يتبع على عدد قليل من الحالات التى لا يصلح معها غير هذا الأسلوب للعلاج وذلك لارتفاع تكلفة هذا الأسلوب والذى يتكلف مستخدمه فى الشهر الواحد ستة آلاف جنيه وكان يتم استيراد الأجهزة الخاصة بهذا النظام من ألمانيا والتى تعتبر الثالثة على مستوى العالم بعد النظام الأمريكى والإنجليزى ولكن بعد توقف مصر عن استيراد هذه الأجهزة أصبح الموت هو المصير المحقق لمرضى الفشل الكلوى الذين لا يمكن علاجهم إلا بهذا الأسلوب.
ويضيف د. عماد أن الحاجة لهذا النظام هى التى دفعته إلى تصنيع الجهاز الجديد بخامات محلية يمكن من خلاله إضافة نظام عالمى رابع للغسيل البريتونى المستمر تفوق خصائصه الأنظمة الأخرى ففى الوقت الذى يعتمد فيه النظام الأمريكى على خطوتين للاستخدام والنظام الألمانى على خطوة واحدة للغسيل الكلوى البريتونى فإن النظام المصرى الذى اخترعه ذاتى الاستخدام ولا يعتمد على أى خطوات ويقوم المريض بتنفيذه لنفسه دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى ويمكن استخدامه أثناء العمل أو أثناء السفر لمسافات طويلة وأثناء النوم وتعتمد فكرة النظام الجديد على قسطرة مصنعة من مادة "التيفلون" وهى مادة طبية تشبه البلاستيك يتم تركيبها داخل الغشاء البريتونى لتجويف البطن عن طريق جراحة بسيطة جدا ويتم خلال هذه القسطرة تغيير المحلول البريتونى الخاص بالغسيل الكلوى وتتكلف الجلسة الواحدة بالنظام المصرى 11 جنيه فقط ويتميز هذا النظام بأنه لا يحتاج لنقل دم أو لماكينات غسيل كلوى أو إنشاءات وأبنية مجهزة ولا يحتاج لأطباء أو ممرضين، كما أن هذا النظام يستحيل معه حدوث نقل عدوى أو الإصابة بفيروسات الالتهاب الكبدى الوبائى بالإضافة إلى أن هذا النظام لا يتعرض معه مريض الفشل الكلوى للإصابة بالأزمات النفسية والمادية التى يتعرض لها المريض من جراء الصعوبات التى يواجهها أثناء عمليات الغسيل الكلوى التقليدية.