حسام عبد القادر من الإسكندرية: يعتقد البعض أن إصابة العين بالحول يؤثر على شكلها الخارجى فقط، والمظهر العام للشخص المصاب، ولكن الأبحاث والدراسات العلمية تؤكد غير ذلك، فالحول يؤثر على قوة الإبصار ويؤدى للرؤية المزدوجة أو قد يكون إشارة تنبأ بوجود مياه بيضاء خلقية أو أورام داخل العين.
تقول د.دلال أحمد شوقى أستاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة الإسكندرية: إن الحالة الطبيعية لعين الإنسان تتمثل فى عينين متوازنتين، فعندما ينظر الإنسان إلى جسم ما على مسافة معينة تتكون له صورة على شبكية العين اليمنى، وصورة مماثلة على شبكية العين اليسرى، وإذا كانت هاتان الصورتان متشابهتان فى الحجم والوضوح واللون فإن المخ يدمج الصورتين فى صورة واحدة ذات ثلاثة أبعاد، وفى الوقت نفسه يرسل إشارات إلى العضلات المحركة للعين كى يحافظ على توازنها وتحافظ على العينين متوازنتين من أجل الحفاظ على الرؤية الصحيحة للأشياء. أما إذا كانت العين بها مرض بالشبكية أو عتامة بالقرنية أو العدسة أو الجسم الزجاجى أو أن العين تعانى من قصر أو طول نظر شديدين، هذا ما يجعل الصورة فى هذه العين مشوشة أو غير واضحة، وقتها لا يتمكن المخ من دمج صورتين إحداهما سليمة وواضحة والأخرى مشوشة وغير واضحة، وحتى يتجنب المخ ازدواجية الرؤية تصاب العين الضعيفة بالحول وتقع الصورة على جزء طرفى غير حساس من الشبكية ويبدأ المخ فى إهمال صورة هذه العين وينشأ ما يعرف بكسل العين ويضعف النظر أكثر فأكثر بمرور الوقت.
وتضيف د.دلال أن أنواع الحول تتعدد ما بين حول كاذب وحول حقيقى، فالحول الكاذب أو ما يعرف بالحول الظاهرى ترجع أسبابه إلى عدم اكتمال نمو عظام الأنف فتكون المسافة بين العينين عريضة ومفلطحة وتبدو العينان كأنهما متقاربتين، وهذا النوع يختفى مع النمو، أما الحول الحقيقى فينقسم بدوره إلى عدة أنواع منها ما هو خلقى ويظهر خلال الستة أشهر الأولى من ولادة الطفل، هذا إلى جانب أنواع أخرى تظهر بعد السنة الأولى من ولادة الطفل مثل الحول الأنسى ويقصد به أن العين الحولاء تكون متجهة إلى الداخل أى ناحية الأنف وهو يختلف عن الحول الوحشى والذى تكون فيه العين الحولاء متجهة للخارج بعيدا عن الأنف، وهذه الأنواع تختلف عن الحول الرأسى والذى تكون فيه إحدى العينين أعلى من العين الأخرى فى بعض اتجاهات حركة العين أو كلها.
وتشير إلى أنه قد يحدث الحول فجأة بسبب خلل فى أداء أحد العصاب الدماغية المحركة للعين، وهى العصب الثالث أو الرابع أو السادس، وهذا النوع من الحول غير مرتبط بعمر معين ويعرف بالحول الشللى ويكون علاجه مشتركا بين طبيب العيون وطبيب المخ والأعصاب، وبصورة عامة يختلف علاج الحول باختلاف نوعه، ويتمثل فى عمل نظارة طبية أو العلاج جراحيا وتكون العمليات الجراحية على عدة مراحل ويتم بعدها علاج كسل العين إن وجد لأنه أساسى فى الاحتفاظ بتوازن العين بعد الجراحة ومنع رجوع الحول مرة أخرى.