"إيلاف"من صنعاء : تشير الإحصائيات التي أجرتها وزارة الاتصالات اليمنية إلى أن كثافة الحاسوب في اليمن لعام 2003م قد بلغت 0.4 وذلك يعني متوسط جهاز كمبيوتر واحد لكل أكثر من خمسمائة مواطن يمني أي أن عدد أجهزة الكمبيوتر في اليمن حوالي (45,300 جهاز) أي أقل من متوسط دول العالم بحوالي 30 مرة.
ومن هنا فقد أدركت الجهات المعنية أن هناك فجوة رقمية كبيرة بين المجتمع اليمني وبين المجتمعات المحيطة به في الجزيرة العربية والعالمين العربي والغربي، فعملت على تشخيص المشكلة لتبدأ بمشروع محو أمية الحاسوب لدى المجتمع حتى يستطيع التفاعل مع أي خطوة أو استراتيجيه قادمة يتم الأخذ بها لدخول ثورة المعلوماتية وبالتالي كانت فكرة تسهيل امتلاك جهاز الحاسوب هي ما يمكن أن يطرأ للفكر ليكون حلا جذريا لمحو أمية الحاسوب وبناء مجتمع معلوماتي وبالتالي قطع خطوات كبيرة جداَ في اتجاه الهدف الأكبر وهو محاولة اللحاق بالعالم وردم حتى ولو أجزاء بسيطة من المجرة الرقمية.
ومن هذا المنطلق قامت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بإنشاء مشروع " تعميم الحاسوب " الذي يعتبر بادرة جيدة للعناية بنشر ثقافة الحاسوب بين كافة شرائح المجتمع في اليمن ، لتكون الخطوة التمهيدية التي ستفتح الباب واسعاً أمام محو أمية الحاسوب وتشجيع اليمنيين على استخدام الخدمات الإلكترونية، عن طريق تطوير مهاراتهم التقنية للاستفادة القصوى من الطفرة التكنولوجية الحديثة.
لمعرفة ماهية هذا المشروع كان لنا لقاء مع المهندس يوسف عباس احد المسئولين عن هذا المشروع الذي قال ان المشروع يعمل على توفير التسهيلات في الدفع من خلال نظام التقسيط لمن أحب من المواطنين الاشتراك فيه ، مشيرا إلى انه يهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين استفادة كافة أفراد المجتمع من خدمات الكومبيوتر, الأمر الذي سيمكنهم من إستخدامة في كافة معاملاتهم العامة.
وأضاف المهندس عباس ان من ضمن الأهداف الغير معلنة لهذا المشروع هو إزالة الفوارق بين المجتمع من حيث التأكيد على ان أجهزة الكومبيوتر لا تقتصر على شريحة معينة من شرائح المجتمع.
وكان وزير الاتصالات وتقنية المعلومات قد سجل كلمة حول المشروع أشار فيها إلى انه ومع تطور الحاسوب تسارع إيقاع القرن العشرين وتغيرت في حياتنا المفاهيم التي لم يغيرها اختراع الهاتف والمذياع ، ولم يعد معيار التقدم يقاس بامتلاك المال أو السلاح بقدر ما أصبحت المعلومات وتقنية الوصول إليها أهم مقومات الدول المتقدمة ، مشيرا الى انه ومع ظهور الإنترنت وتطبيقاتها المختلفة تزايدت أهمية جهاز الكمبيوتر كوسيلة إنسانية تهدف إلى تنمية قدرات الأفراد وبناء المجتمعات وتقارب الشعوب وامتزاج الثقافات والحضارات المتباينة , الأمر الذي حتم علينا ضرورة الاهتمام بهذه الوسيلة التي ألزمت الإنسان بإعادة النظر في أنماط تعامله مع متطلبات المستقبل الأفضل.
وأضاف المهندس عبد الملك المعلمي ان هذا المشروع الذي سيعمل على زيادة معدلات استخدام الإنترنت لدى مختلف القطاعات فأنه سيشكل دعامة أساسية لمشروع البرنامج الوطني لتقنية المعلومات الذي تتبناه الحكومة للوصول باليمن إلى تطبيق" الحكومة الإلكترونية ".

لماذا الفجوة الرقمية
طرحنا هذا السؤال على المهندس محمد البكاري الباحث في تكنولوجيا المعلومات فقال انه من الطبيعي ان تكون هناك فجوة رقمية كبيرة بين اليمني وجيرانه في المجتمعات العربية الأخرى لعدة عوامل أهمها ارتفاع نسبة الفقر والأمية بين السكان ، الأمر الذي ينتج عنه انخفاض خطير في معدل الالتحاق بالتعليم الأساسي الذي نتج عنه ارتفاع البطالة وتدني الأجور لمعظم الموظفين الغير مؤهلين تأهيلا عاليا ، كما أن الكثافة السكانية الكبيرة التي تتسبب في ارتفاع نسبة المعالين على الموظف والآثار السلبية للقات في استنزاف المال والوقت تعتبر من أهم عوامل هذه الفجوة.
وأضاف المهندس البكاري ان هناك عوامل ارادية من نتاجنا نحن او المسئولين علينا كعدم تدرس الحاسوب في المدارس واحتسابه مادة تعليمية في المناهج الدراسية حتى الآن وعوامل أخرى لاارادية فرضت علينا كمجتمع اهمها انخفاض نسبة الحضر بين السكان.

أهداف المشروع
يقول المنسق العام للمشروع ان الهدف الرئيسي لهذا المشروع هو تحقيق النجاح لليمن أرضاً وأنساناً ، مضيفا ان هذا المشروع يعتبر محوراًً أساسياً في برنامج "محو أمية الحاسوب" الذي تنفذه وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات حيث تعمل على ردم الفجوة الرقمية بين مجتمعنا والمجتمعات المتقدمة من خلال تحقيق عدة أهداف أبرزها مساعدة محدودي الدخل على اقتناء الحاسوب بمواصفات فنية مناسبة وسعر مخفض وبالتقسيط ، كما يعمل على كسر الحاجز النفسي بين أفراد المجتمع والحاسوب ، واكسابهم بعض المهارات المساعدة للحصول على فرص عمل أفضل من خلال إلمام كل أفراد المجتمع بأساسيات استخدام الحاسوب الذي هو مفتاح الدخول لتقنية المعلومات في أي مجال وبأي مستوى ( يكاد يكون واجبا إجبارياَ ).
وأضاف احمد العوجري إلى ان من أهم الأهداف التي يعمل المشروع على تحقيقها ، محو أمية الحاسوب داخل المجتمع اليمني وما يترتب عليه من إيجاد بنية تحتية قوية للمجتمع اليمني (حكومة ـ أفراد) من أجل تنفيذ الأهداف والخطط الإستراتيجية مثل : الحكومة الإلكترونية ، وإدخال تعليم الحاسوب للتعليم الثانوي ومستقبلا الأساسي حيث أن الطلاب هم جزء هام من الحاضر وهم كل المستقبل ، مشيرا إلى انه بهذه الأهداف يكون المشروع قد حقق إسهاما بشكل فاعل جداً في اتخاذ خطوة كبيرة في اتجاه ردم الفجوة الرقمية بين مجتمعنا والمجتمعات المتقدمة والتي برزت كمشكلة للعالم أثناء انعقاد القمة العالمية لتقنية المعلومات في سويسرا قبل شهور.

متطلبات الاستفادة من المشروع
أما عن متطلبات الاشتراك للاستفادة من المشروع فيقول العوجري أنها في غاية السهولة, حيث يجب أن يكون المتقدم موظفاً في إحدى الجهات الحكومية أو احد القطاعات المختلطة أو الخاصة ذات المركز المالي المعروف في السوق ، بحيث يتقدم إلينا ويقوم بتعبئة طلب الاشتراك الخاص بالمؤسسة ثم يقوم بتعميده بالختم الرسمي للجهة التي يعمل بها ، كما يجب ان يحضر بعض الوثائق الضامنة له كضمانة مالية الشركة الممولة التي يعمل بها معمدة من جهة رسمية كالغرفة التجارية او وزارة التجارة او أي جهة معترف بها " تسهيلا للإجراءات " ، وتعميد نموذج المواصفات للجهاز وسعر الجهاز وقيمة القسط الشهري كدلالة على الموافقة عليها ، وبذلك يكون قد أنهى تقديم طلبه الذي سيعرض على الجهات المختصة للموافقة عليه ويتم تسليمه الجهاز.