إيلاف" من القاهرة: أكد المهندس رأفت رضوان الأمين العم للاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات انه في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة العربية مجموعة من التحديات منها الاختراق الثقافي فان هناك مجموعة أخرى من التحديات تطل برأسها علينا خلال الفترة الحالية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وقال في ورقة عمل أعدها بعنوان

" الهوية العربية في عصر المعلومات :التحديات والأفق " أن هناك مجموعة أخرى من التهديدات من بينها عدم قدرة الدول العربية على اللحاق بركب التقدم التكنولوجي من اجل مسيرة التنمية و التقدم بل إن البطء الشديد وانخفاض مساهمة الدول العربية كمستخدمين أو منتجين لتكنولوجيا المعلومات يعكس ما هو اخطر من تباطؤ خطى التنمية الاقتصادية ألا وهو انخفاض قدرة الدول العربية على التأثير في مجريات تكنولوجيا المعلومات مما يجعلها في مصاف الدول المستقبلة وليست المرسلة أو حتى يمكن اعتبارها دولة مؤثرة تكنولوجيا لأنها أصبحت دولة مستهلكة للتكنولوجيا وليست منتجة أي أن ثقافتها ومن ثم هويتها سوف تتأثر بشكل اكبر من قدرتها على التأثير أو مواجهة الموجة التي تحملها تكنولوجيا المعلومات بين طياتها .

أضاف رضوان انه ن حيث تطبيقات واستخدامات تكنولوجيا المعلومات فان ثورة الاتصالات تواجه تحديا كبيرا أمام الدول العربية في محاولتها للحفاظ على تلك الهوية فما زالت هذه التطبيقات والاستخدامات ضعيفة في الدول العربية مقارنة بالعديد من الدول الأخرى فمثلا تتفاوت كثافة الحاسبات الشخصية بين الدول العربية فيلاحظ أن البحرين هي اكبر دولة وفقا لمؤشرات عام 2003 من حيث كثافة الحاسبات حيث يوجد بها 15.92 حاسب لكل 100 نسمة في حين أن الجزائر يوجد بها 0.77 حاسب فقط لكل 100 نسمة وعلى المستوى العالمي يتضح مدى انخفاض كثافة الحاسبات الشخصية خاصة عند مقارنتها بالمتوسط العالمي الذي يصل إلى 8.42 حاسب لكل 100 نسمة إلا في حالة البحرين والسعودية – وحول مؤشرات الإنترنت يقول انه تشير بيانات عدد الحاسبات الشخصية المتصلة بشبكة الإنترنت في بعض الدول العربية إلى أن هناك فارقا كبيرا في أعداد الحاسبات المتصلة الإنترنت لكل 10.000 نسمة فيما بين الدول العربية أي أن هناك فجوة بين الدول العربية بعضها البعض وفيما يخص أعداد الحاسبات المتصلة بالإنترنت في الدول العربية في مجملها وبمقارنة هذا المتوسط بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 23.27 حاسب متصلا بالإنترنت لكل ألف نسمة نجد أن الدولة العربية الوحيدة التي تصل إلى أو تتجاوز هذا الرقم هي دولة الإمارات العربية المتحدة .

وحول مؤشرات الاتصالات يقول الأمين العام للاتحاد العربي لتكنولوجيا المعلومات أن كثافة خطوط التليفون الرئيسية والمحمولة لكل ألف من السكان في بعض الدول العربية في عام 2003 تشير هذه الإحصائيات إلى التفاوت الواضح بين الدول العربية بعضها البعض حيث يصل هذا العدد إلى 26.76 خط تليفون لكل 100 نسمة في البحرين في حين يسجل المؤشر في الجزائر نحو 6.93 خط تليفون لكل 100 نسمة أما فيما يخص كثافة خطوط الهاتف المحمول فان البحرين تأتى في المقدمة أيضا حيث يصل فيها كثافة خطوط المحمول إلى 63.84 خط لكل 100 نسمة تليها السعودية ولكن بكثافة تقل عن النصف إذ تصل إلى 32.11 خط لكل 100 نسمة وتأتى الجزائر في مؤخرة الدول حيث تصل فيها كثافة خطوط الهاتف المحمول إلى 4.56 خط لكل 100 نسمة .

وأكد رضوان ان منظومة التعليم اصبحت احد الروافد الأساسية في بناء الهوية والثقافة العربية حيث ان تعميق مفهوم الهوية العربية داخل المجتمع العربي في كافة أركانها التي تضم الدين واللغة والقيم والتراث والثقافة والتاريخ تبدأ وبشكل أساسي من المراحل التعليمية المختلفة والتى تؤسس البنية الثقافية والهوية لكافة أفراد المجتمع العربي مشيرا الى دور التعليم باللغات الأجنبية في العالم العربي حيث ازداد الإقبال على هذا النوع من التعليم ولا شك ان هذا الجانب يعد أحد الجوانب المتعلقة بالهوية الثقافية العربية حيث يفرز هذا النوع من الدراسة ظاهرة الثنائية الثقافية التي تملي على تلميذ عربي ثقافة غير عريبة مما يتسبب في تهميش اللغة العربية لصالح غيرها ونصح رضوان بعدم إلغاء المدارس الأجنبية او الخاصة بل لا بد ان تكون هناك سياسات ثقافية عربية تعمل على تأمين الانفتاح على الثقافات الأخرى مؤكدا ان النظام التعليمي يواجه تحديات كبرى يجب أن يتعامل معها ويساهم في تعظيم إيجابياتها وتقليص سلبياتها بالاضافه الى التحدي الثقافي والتهديدات الناشئة عن محاولات فرض نموذج واحد والإطاحة بالثقافات الوطنية السائدة لذا لابد أن يكون هناك دورا فعالا للتعليم الجامعي في المحافظة على الهوية والثقافة وتطويرها وترسيخها من خلال مناهجه ونشاطاته ولا بد ان يكون له دور فعال في تحصين الثقافة والمجتمع ضد الغزو الثقافي للنموذج الذي ستفرضه العولمة.

وعن دور تكنولوجيا المعلومات وارتباطها باللغة العربية يقول أنها تمثل حلقة الوصل بين التكنولوجيا واللغة في التطبيقات والبرمجيات ولكن على الرغم من كونها تعاني قصورا شديدا في استخدامها في التطبيقات والبرمجيات إلا ان تكنولوجيا المعلومات من شأنها ان تؤثر على اللغة العربية من خلال : استخدامها كأداة للإحصاء اللغوي ، معالجة الكتابة العربية ، كأداة للنحو والصرف اللغوي ، كأداة لميكنة العجم العربي ، استخدامها في التقنيات المعلوماتية الحديثة وعن استخدامات تكنولوجيا المعلومات لمقاومة الغزو الثقافي يقول انه يمكن استخدامها في إجراء دراسات ميدانية للأشكال الاختراق العلمي الخارجي ، استخدام تكنولوجيا المعلومات في بناء دوائر معلومات عربية التي تمزج بين الصوت والصورة ، استغلال الاقمار الصناعية العربية بصورة اكثر فعالية لشن حملات إعلانية مضادة لتلك التي تواجه إلينا من إسرائيل والدول الغربية.