الياس توما من براغ : أكد متخصص تشيكي في برمجة وإعداد مختلف برامج الكومبيوتر أن خدمة الرسائل المكتوبةSMS في شبكات الهاتف الممحول الثلاث في تشيكيا التي يرسل عبرها التشيك سنويا نحو أربعة مليار رسالة تفتقد إلى الحماية اللازمة من إساءة استخدامها .
وكشف عن انه يكفي لكل من يملك برنامج خاص في الكومبيوتر لا يتصف بالتعقيد أن يرسل نصوص مكتوبة من أي هاتف يريده دون أن يعرف صاحبه الحقيقي بأنه تم إرسال هذه الرسائل من هاتفه .
ونقلت الصحيفة الاقتصادية عن المبرمج التشيكي توماش فولينسكي قوله انه يكفيه أن يعرف رقم تلفون الشخص الذي يراد أن يتم إرسال النص من هاتفه ورقم تلفون الشخص الذي سيتلقى النص إضافة إلى امتلاكه جهاز كومبيوتر مربوط بشبكة الانترنيت .
وأكدت الصحيفة أنها جربت الأمر بين محرريها فتبين لها بالفعل أن المبرمج قادر على إرسال أي نص بين هذه الهواتف ،كما تم إرسال رسالة إلى ميريك توبولانيك رئيس أقوى حزب معارض في البلاد وهو الحزب المدني الديموقراطي ورد فيها : "أوافق على إجراء المحادثات التوقيع: ستاندا" وقد أكد توبولانيك بالفعل انه استلم هذه الرسالة وكأنها قادمة من الهاتف الموبيل الخاص برئيس الحكومة ستانيسلاف غروس .
كما جرى اختبار الأمر مع وزير المعلوماتية في الحكومة التشيكية فلاديمير ملينارج حيث تم إرسال رسالة إلى الناطقة الصحفية باسم وزارته ورد فيها :" أزيلي موقع الحكومة التشيكية على الانترنيت الخاص بالوزارة، فبعد المحادثات في بروكسل قدمت استقالتي" وقد أكدت الناطقة الصحفية كلارا فولنا بالفعل أن المعطيات التي ظهرت على هاتفها تشير إلى أنها جاءت من الهاتف الخليوي للوزير مع انه لم يفعل ذلك .
وتعترف شبكات الهاتف الخليوي الثلاث بأنها لا تستطيع أن تضمن أن النص المرسل هو بالفعل من الرقم الذي يظهر عند المتلقي وحسب تجربتها حتى الآن فان اغلب الرسائل المزيفة التي وصلت إلى مشتركيها جاءت من جهات تتواجد خارج الجمهورية
ويؤكد القانوني في معهد الدولة والقانون التابع لأكاديمية العلوم التشيكية فرانتيشيك برابيتس أن شبكات الهاتف الخليوي في مثل هذه الحالات تعتبر مسؤولة عن الأضرار التي تنجم عن إساءة استعمال هذه الخدمة في حال التأكد من أنها لم تفعل ماهو مطلوب منها لحماية شبكاتها ، غيران المسؤولية تقع أيضا على من يقوم بإرسال هذه النصوص المزيفة .
وتحذر الأوساط المتابعة لهذه المسالة أن النصوص المكتوبة المزيفة يمكن لها أن تلحق خسائر كبيرة كما تخلف حالة من الفوضى لأنه يتم في الفترة الأخيرة الاعتماد بشكل كبير على هذه الرسائل في مختلف التخصصات فلا يقل مثلا عن خمسين بالمئة من أنظمة الحماية للمنازل والبيوت تعتمد على خدمة النصوص المكتوبة عبر الموبيل لأنها ارخص والعديد من الناس لم يضعوا كلمات سر لتامين العمل في هذا الأمر ، كما أن الكثير من السياسيين يتبادلون الآراء عبر النصوص المكتوبة وقد حدث مثلا أثناء تشكيل غروس حكومته تبادل الرسائل بشكل متكرر عبر الخليوي وتحديد أماكن الاجتماعات وأسماء الوزراء المرشحين كما يتبادل قادة أحزاب الائتلاف الحاكم الآراء أيضا أحيانا عبر هذه الخدمة .
وتؤكد الصحيفة أن نظام فولينسكي لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى شبكات GSM الخاصة بالمصارف لأنها محمية بكلمات سر وبأرقام مشفرة ،كما لا يمكن التأثير في أداء البورصة لان العاملين في البورصة مجبرون على استخدام مصادر المعلومات العامة وإجراء عمليات تحقق واختبار لأي معلومات تصلهم .
ويرسل التشيك سنويا نحو أربع مليار نص كتابي عبر هواتف الموبيل ، كما يستخدم هذه الخدمة رجال الأعمال أثناء المحادثات التي يجرونها بشان العقود المختلفة والسياسيون إضافة إلى حل القضايا الخاصة ولذلك فان هذا الأمر يشكل تهديدا جديا لخصوصياتهم ويعقد أعمالهم في حال نجاح جماعات المافيا واللوبيات المختلفة في معرفة كيفية التأثير على شبكات الهاتف الخليوي عبر الرسائل .
وكمثال على التعقيدات التي يمكن أن تحصل أيضا تقول الصحيفة إن وزارة الداخلية في ألمانيا تريد العمل بنظام يعتمد على إرسال النصوص المكتوبة للناس التي تتضمن وصفا للمجرمين الذين تبحث عنهم أو الناس المفقودين وبفضل ما توصل اليه توماش فولينسكي فان الزوجة التي تنجز عملية الطلاق مع زوجها يمكن لها أن ترسل وصف زوجها ضمن الرسائل التي ترسلها الشرطة للقبض عليه باعتباره يعذب ويضطهد أولاده.
ويؤكد فولينسكي أن هنالك ثغرة واضحة في هذه الشبكات تسمح بإساءة الاستخدام وان استغلال هذه الثغرة ليس بالأمر الصعب ولا يحتاج الأمر إلى " سوفتفير " خاص وإنما يكفي نظام " نورتون كوماندر" عادي أي احد البرامج الأساسية والعادية للكومبيوتر ويرى أن سد هذه الثغرة ممكن لكنه يحتاج من الشركات التي تشغل الخدمات في شبكات الهاتف الموبيل أن توظف أموالا في هذا المجال .