لين رحمه: أكانت مذكرات مراهق ام زوجة ام سجين، كلها دفاتر تخفي في صفحاتها اكثر اسرار الكاتب خصوصية. ولكنه مهما زعم فهو يدرك في قرارة نفسه انه لم يكن ليدوّن افكاره وآراءه ومشاعره لو لم يرغب في ان يقرأها شخص ما يوماً...

وها نحن نشهد منذ نهاية التسعينات موجة متناقضة مع كل ما عهدناه سابقا. فقد تلاشى مبدأ الخصوصية عند الملايين وراحت المذكرات تجتاح مواقع الانترنت. وهواة هذه "الحرية" التي ولدت في الولايات المتحدة ثم انتشرت في بلدان اخرى، هم من الاعمار والجنسيات والاختصاصات كلها. صحافيون وكتّاب وسياسيون ومراهقون، جميعهم يسعون وراء الهدف نفسه: ايصال صوتهم.

والبارز في هذه الممارسة هو التواصل او العلاقة التي تنشأ بين المرسل والمتلقي الذي لا يتردد في ارسال تعليق سلبي او ايجابي على ما يقرأ وبالفعل يتلقى بعض كتّاب اليوميات والمذكرات على الانترنت آلاف الرسائل يوميا، ويلومهم القراء اذا لم يلتزموا الكتابة بطريقة منتظمة.

واذا كانت بعض المواقع مخصصة للحديث عن الحب والصداقة والخيانة، فالبعض الآخر منها مخصص لأهداف سياسية. فرجال السياسة لم يتجاهلوا وسيلة الاعلام الجديدة هذه. ففي فرنسا مثلا، اعتمد جان فرنسوا كوبي واندريه سانتيني هذه الطريقة قبيل الانتخابات المحلية بغية اشراك الشباب في برامجهما السياسية واستقطاب اكبر عدد ممكن من المقترعين الشباب. وفي الولايات المتحدة، احتلت الحرب في العراق شاشات الكومبيوتر واصبح العراقي المعروف بـ"سلام باكس" الذي يروي الحياة اليومية في ظل الحرب في بغداد من اشهر كتاب الانترنت.

اما الصحف فوجدت في هذه الوسيلة التي تبدو اكثر تحررا من وسائل الاعلام التقليدية نظرا الى اعتمادها على التواصل الفوري طريقة جيدة للتقرب من القراء. وبالفعل، خصصت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية موقعا على الانترنت لمراسليها باسكال ريشيه وفابريس روسلو لكي ينقلا في يومياتهما آخر مستجدات الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

اما صحيفة "لوموند" le Monde فتروج ليوميات او ما يعرف بـ"بلوغ" Blog على شبكة الانترنت مراسلتها في الولايات المتحدة كورين لان.

السؤال الذي يجدر طرحه هو: هل تدق هذه الثورة في عالم الاعلام ناقوس الخطر وتعلن بالتالي بداية التخلي عن وسائل الاعلام التقليدية؟

البعض يعتقد ان الصحافة المكتوبة واليوميات الصحافية على الانترنت امران متكاملان، فما تضيفه اليوميات الى الطرق التقليدية هو التواصل التفاعلي الذي يعتمد على الانفعال والفورية والشفافية.

موقعك الخاص

لكي تحصل على موقع لنشر يومياتك ومذكراتك مباشرة على شبكة الانترنت يكفي ان تملأ استمارة الاشتراك على اي من المواقع الآتية: blogg.org,20 six.fr, hautetfort.com, canalblog.com, blogger.com typepad.fr, tooblog.com, tchatcheblog.com.

الاشتراك مجاني وطريقة الاستعمال سهلة