حاوره حيان نيوف: قد لا يكون اسم رسام الكاريكاتير "عصام حسن" معروفا لدى عدد كبير من الناس في سوريا أو خارجها، إلا أنه رسام كبير في لوحاته ورسومه وحياته الهادئة التي يشق طريقه فيها إلى النجاح بهدوء جميل. وهذا ليس مدهشا بان الكثيرين لم يعرفوا بعد عصام حسن، فهذا الزمن العربي اغتال مع سبق الإصرار والتصميم الأدب والفن الرفيع واحتفل بأجساد الراقصات ( مع الاحترام لفن الرقص ) وأناس قدموا إلى عالم الفن والأدب والثقافة عنوة عبر استخدام سلاح المال والجسد. والإعلام العربي يتفاخر بجسد الفنانة الفلانية وصوت الفنان الفلاني " المنشق " على أي سلم موسيقي وخامات أصوات في العالم؛ و لا يعنيه أبدا ان رساما بكى أو مثقفا اشتكى أو أديبا مات جائعا!
ولد رسام الكاريكاتير السوري عصام حسن عام 1964. بعد نيله الشهادة الثانوية في عام 1982 حاول دخول كلية الفنون الجميلة لكن لم تقبله الكلية، فتحول إلى دراسة معهد رياضي تخرج منه عام 1985.

أول رسمة له كانت عام 1984 وهي تمثل رساما آخر هو علي فرزات وقد حمل كلمة " الكاريكاتير"، كما حمل المسيح صليبه في الطريق إلى الجلجلة.رسم عصام حسن لمعظم الصحف المحلية، كما قدم رسومه لمجلات مثل : "الحرية"، "الناقد"، "الهدف"، "ألف".. الخ. كما صمم عصام حسن أغلفة عدد من الكتب. أصدر كتاب " ما قل ودل " والذي يحوي مجموعة من الرسوم وقد ركّز معظمها على أحوال المثقف، ويضم الكتاب 100 رسمة كاريكاتيرية بعضها مختار من أعمال سابقة وبعضها جديد. " إيلاف " التقت عصام حسن وكان لها معه الحوار التالي.


* في السنوات الأخيرة انتشر الكاريكاتير الملون وأنت كانت لديك هذه التجربة، ومع ذلك نرى كثيرا من قراء هذا الفن يفضلون الكاريكاتير غير الملون برأيك لماذا؟
-هذا صحيح، هناك الكثير من الناس يفضلون رسوم الكاريكاتير بالأسود والأبيض وهذا ما لمسته شخصيا ً من خلال احتكاكي بالناس في معارضي أو من خلال مناقشتهم لي في بعض أعمالي المنشورة في الصحف أو المجلات ، بل البعض منهم لا يعتبر الأعمال الملونة كاريكاتيرا ً. أعتقد أن السبب يعود لتأثر ثقافتنا بشكل عام بثقافة المعسكر الشرقي والاتحاد السوفييتي خاصة حيث انتشرت هذه المدرسة التي تعتمد الأسود والأبيض بصورة عامة وكان أن تأثر فنانونا ونقلوا ذلك عبر أعمالهم إلى الصحف والمجلات المحلية التي حبذت هذا الأسلوب لسهولة التعامل معه في الطباعة، وذلك للضعف الشديد في آليات الطباعة الملونة مما أثر على الذائقة الفنية عند الكثير من الناس وجعلهم متعصبين لهذا الرأي و خاصة أنه لم يكن من المتاح الإطلاع على التجارب الفنية الأخرى المختلفة في ظل الهيمنة الرسمية على وسائل الإعلام بكافة أشكالها، وبسط السيطرة والوصاية على أذواق وعقول الناس. مع العلم أن هذه المدرسة قدمت لفن الكاريكاتير العالمي أعمالاً وأسماءً مهمة جداً أضافت الكثير وطورت وتركت بصمة لا تمحى في تاريخ هذا الفن وما زالت مستمرة حتى الآن.

* تتحدث عن " تقنية " رسم الكاريكاتير عندما اعتبرت أن هذه التقنية كانت متطورة في أوربة أكثر من الاتحاد السوفيتي سابقا – ما هي أهم أدوات هذه التقنية.. حيث قد يتصور القارئ العادي إن كل ما يحتاجه الرسام ريشة وورقة بيضاء؟!
- فن الكاريكاتير في المعسكر الشرقي اعتمد على الفكرة وعلى إيصال هذه الفكرة بأبسط وأسهل شكل ممكن وقد نجح فعلا في التأسيس لمدرسة حقيقية في هذا المجال قدمت أفكارا غاية في الروعة و الذكاء ولاقت قبولا واسعا وتأثيرا فعالا في كل مكان وصلته، وكي لا نقع في الغلط أقول أنني أتحدث عن توجه عام في فن الكاريكاتير الروسي ولكن هناك الكثير من الفنانين الروس قدموا أعمالاً تعتمد على اللون وبحرفية عالية حتى أنهم تفوقوا على فناني المعسكر الغربي ومنهم الفنان المبدع زلاتكوفسكي حيث مزج بين البراعة الفنية وعمق الفكرة على عكس فناني الغرب الذين اعتمدوا على الإبهار في اللون والإخراج والحركة كما هي العادة في الغرب على حساب الفكرة. أيضا هنا لابد من التنويه أنني أتحدث عن توجه عام في الفن الغربي حيث هناك أيضا بعض المبدعين اللذين قدموا أعمالا ً عالية المستوى الفكري وبتقنية احترافية مبهرة مثل الفرنسي كلود سير، وغيره.
إذاً الموضوع ليس مجرد ورقة وقلم بل هو الايدولوجيا التي لعبت دورا مهماً في التأثير على مسيرة هذا الفن وباقي النتاج الثقافي لكلا المعسكرين.

* أصدرت كتاب " ما قل ودل " وفيه بعض رسومك، وسيصدر كتاب جديد هذا الشهر سيكون الثاني لك. بما سيتميز الثاني عن الكتاب الأول؟
- الكتاب الأول " ما قل و دل " صدر في العام 1997 و احتوى على 100 لوحة اعتمدت فيها الأسود والأبيض، و غلب موضوع الثقافة وهمومها على معظم اللوحات. بينما الكتاب الجديد سيحتوي على عدد أقل من اللوحات حوالي 50 لوحة منفذة بالألوان وهناك قسم كبير منها معالج بالكومبيوتر وستكون أغلب الأعمال حول علاقة المرأة بالرجل وجوانب اجتماعية أخرى إلى جانب عدد من اللوحات المختلفة المواضيع. قام بتقديم الكتاب الصحفي المعروف الصديق حسن م. يوسف مشكوراً.

ما نعرفه هو ان الكاريكاتير يكون دائما في الصحيفة أو المجلة. ما هي الغاية الأساسية من جمع رسوم تم رسمها خلال فترات معينة ووضعها في كتاب واحد؟
- السبب الأساسي هو حفظ هذه الأعمال من التلف والنسيان وبالتالي تتحول مع الزمن إلى ذاكرة فنية في مجال الكاريكاتير نستطيع من خلالها رصد أحوال مجتمع ما و الإطلاع على هموم وآمال وأحلام جيل أو عدة أجيال من هذا المجتمع و الآن وبعد مرور الزمن أتصفح بعض المجلدات الموجودة عندي التي تحوي رسوما ً لرسامين من الاتحاد السوفييتي سابقا ً وأجد أن الكثير من هذه الرسوم تحمل مؤشرات وإنذارات تنبئ بالأوضاع التي وصل إليها الإتحاد السوفييتي لاحقا ً. ولذلك تزداد قناعتي بجدوى جمع أعمال الفنانين في كتب وحفظها كأرشيف للأجيال القادمة وللدارسين في هذا المجال وأشجع كل فنان أن يحاول جمع ما يراه مناسبا من أعماله في كتاب ليشكل إضافة ولو بسيطة إلى مكتبتنا العربية الفقيرة بالكتب المختصة بهذا الفن.

* أنت الآن ترسم لمجلات اجتماعية وغيرها. وسبق أن قلت أنك ترسم حسب ما تطلب هذه المجلات التي قد تكون سياسية أو اجتماعية.. الخ. إلى أي حد تتحكم المجلات والصحف بالرسامين الذين يرسمون لها من حيث فرض قوالب معينة عليهم أو إلزامهم بنمط واحد معين من الأفكار والرسوم؟
- لكل صحيفة أو مجلة سياسة ما تسير بمقتضاها، فمثلا هناك مجلات مختصة بالسياسة فإذا كنت تعمل في هذه المجلة لن تجد فرصة لنشر أية لوحة لك غير سياسية و العكس صحيح فهناك صحف أو مجلات مختصة بالرياضة ومن الطبيعي أن لا تنشر لك لوحات عن ويلات الحروب أو عن الفضائح السياسية أو عن الفساد في مؤسسات الدولة لذلك ترى أن الكثير من فناني الكاريكاتير يرسمون بعدة صحف أو مجلات تكون مختلفة بتوجهاتها واهتماماتها كي يضمنوا نشر رسومهم بمختلف المواضيع وهذا طبعا يشكل أعباءً إضافية على الفنان تجعله مشتتا ً في أكثر من مجال و يؤثر سلبا ً باعتقادي على مستوى أداءه الفني.

* أبديت إعجابك بتطور فن الكاريكاتير في إيران. برأيك ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا التطور رغم أنه يتم إغلاق الصحف..؟
- كونت رأيي هذا من خلال متابعتي لأعمال الرسامين الإيرانيين على شبكة الانترنيت التي تذخر بمواقع الكاريكاتير الإيرانية و بالمجلات المختصة بالكاريكاتير إلى جانب المسابقات العالمية التي تقيمها المؤسسات الثقافية والمجلات والصحف بشكل دوري لهذا الفن ، و التي يشترك بها رسامون من كل أنحاء العالم. و الملفت للانتباه أن هذه النشاطات تحظى باهتمام ورعاية مباشرة من أعلى المراتب السياسية في البلد حيث حضر رئيس الجمهورية السيد خاتمي إحدى المسابقات التي أقامتها مجلة ( كل آقا) الإيرانية وكان شعارها (حوار الحضارات) وقام شخصيا ً بتوزيع الجوائز على الفنانين بعد أن ألقى كلمة (قرأتها مترجمة إلى العربية ) تنم عن ثقافة عالية يحسده عليها الكثير من المثقفين. في الحقيقة لا يوجد عندي تفسير لذلك. لأني أجهل اللغة الفارسية وبالتالي لا أستطيع قراءة أدبياتهم، أو مقالاتهم النقدية، ولم يقع بين يدي أية ترجمات باللغة العربية عن فن الكاريكاتير الإيراني، ولكن إذا أردنا التكهن، فمن حيث المنطق يزدهر فن الكاريكاتير و- يا للمفارقة - في بيئتين مختلفتين ومتناقضتين تماما ً، إما أن يكون هناك حرية صحافة كبيرة وبالتالي حركة ثقافية نشيطة تتفاعل بكافة جوانبها ويكون تطور أي نوع من الفنون نتاجا طبيعياً لهذه الحركة. أو يكون هناك قمعا ً فكريا ً يمارس على الحركة الثقافية بشكل عام، وهنا يبرز دور الكاريكاتير كأحد وسائل الدفاع وكرد طبيعي على القمع الذي يمارس من قبل السلطة على الحركة الثقافية والمجتمع عموما ً، ليعبر من خلاله الفنانون عن مواقفهم وآرائهم باستخدام الترميز والالتفاف على الفكرة للهروب من هراوة الرقيب، وكلما زاد القمع كلما تطورت أساليب هذا الفن وأصبح أكثر ذكاءً في مقارعة التسلط ومن هنا يكتسب شيئا ً فشيئاً القدرة على الاستمرار والتطور ليصل في النهاية إلى درجة يستطيع من خلالها رسم صورة بانو رامية للحياة الثقافية والاجتماعية في هذا البلد. فما هي الحال في إيران برأيك؟؟

* معظم القراء يفضّلون الكاريكاتير السياسي أكثر من الاجتماعي مثلا. برأيك لماذا؟ وأي نمط من الكاريكاتير تتمنى دوما رسمه؟
- لم ألحظ من خلال تجربتي أن معظم الناس يفضلون الكاريكاتير السياسي على الاجتماعي أو غيره وأعتقد أن هذا الأمر بحاجة لإحصاء للوقوف على صحة هذا الفرض.
أتصور أن الناس يهتمون بما يعبر عنهم وعن مشاكلهم وهمومهم وعن بيئتهم بشكل عام سواء كان سياسيا أم اجتماعيا ً وإلا ما سبب انتشار ظاهرة علي الديك مثلا ً بهذه الطريقة بغض النظر عن رأينا الثقافي و الفلسفي ووووووووو... بها ( و بالمناسبة أقترح على الجهات التي تعمل بالسياسة في سورية من أحزاب معارضة وغيرها دراسة ظاهرة علي الديك والاستفادة منها في الوصول إلى الناس).أما النمط الذي أفضل رسمه، فلا يوجد نمط معين، المهم برأيي أن يحمل العمل قيمة فكرية تقدم للناس بقالب فني يحترم عقولهم و بصرهم.

* يقال دوما أن المحارب لا يستطيع القتال إذا كانت معدته خاوية. أنت كرسام كاريكاتير محترف ومعروف هل ترى أن هذا الفن حقق لك نتائج جيدة من الناحية المادية؟ أم أن الرسام يعاني نفس مشاكل الشاعر والروائي الذي ينتظر دور النشر أن تبيع له كتبه؟
- للأسف الشديد لم يحقق لي هذا الفن داخل سوريا أي منفعة مادية وذلك لضعف المخصصات المادية في صحفنا ومجلاتنا المحلية لصفحة الكاريكاتير حتى لتكاد تعتبر نفسك تعمل مجانا ً، ولم أستطع تحقيق أي شيء من الناحية المادية حتى عملت خارج سورية حيث هناك تحصل على مقابل لعملك تشعر معه بالإنصاف، و لكن للحقيقة أقول : إن للصحف السورية والمراكز الثقافية السورية الفضل الأكبر في انتشار اسمي وتسليط الضوء على تجربتي الفنية من خلال اللقاءات المتكررة في الصحف، والمعارض التي أقمتها في المراكز الثقافية مما أهلني فيما بعد للإنطاق إلى الخارج بثقة وقوة أكبر.

نلاحظ في عالمنا العربي كيف تسلط الأضواء على " فنانين " يجرّبون أصواتهم في حفلات أو أمسيات وتعطى لهم ساعات طويلة للتحدث كما لو أنهم عماد الثقافة والأدب والفن في هذا العالم. هل أحسست بغبن ما من وراء تجاهل الإعلام للمحترفين والخامات البارزة والتركيز على الهواة الناشئين و " الجسد " و " الضجيج "؟
- بالطبع أشعر بالحزن والأسى للتغييب المتعمد في كافة وسائل الإعلام للمبدعين الكبار في كافة المجالات لصالح ما تسميه الضجيج أو الجسد المبتذل، وأجزم أن الموضوع ليس بريئا ً كما يرى البعض و أرجو أن لا أوصف بأني من أصحاب نظرية المؤامرة مع أن كل ما حولنا يدل على أن هناك مؤامرات وليس مؤامرة واحدة. فأنا أرى أن هذه حربا ً أخرى تتعرض لها مجتمعاتنا بالتوازي مع الحرب العسكرية، فما لم تستطع الدبابات والطائرات والصواريخ تدميره تتكفل به القنوات الفضائية وكافة وسائل الإعلام من خلال حكومات عربية غارقة في التآمر على شعوبها لإرضاء القوى المهيمنة عالميا ً، على رأسها الولايات المتحدة، للحفاظ على مكاسبها ومناصبها، و الاستمرار في السلطة بعيدا ً عن كل الشعارات و الأهداف التي تلوح بها ( كلما دق الكوز بالجرة )

* لديك اعتقاد واضح بأن الكاريكاتير يصل إلى الناس عبر الصحافة المطبوعة أكثر من الانترنت، متى يمكن برأيك أن يقوم الانترنت بما تقوم به الصحافة المطبوعة في هذا المجال؟
- حتى الآن لم يدخل الإنترنيت إلى بيوت الناس بنفس السهولة والبساطة التي تدخل بها الصحيفة فسعر الصحيفة البسيط وسهولة الحصول عليها وسهولة التخلص منها من غير أسف وتعدد استعمالاتها يجعلها تكسب النقاط أمام الانترنيت، وأعتقد أن الانترنيت لن يستطيع أن يقوم بما تقوم به الصحافة على الإطلاق إلا لقلة من الناس المهتمين والدارسين.

* لاحظ الراحل بو علي ياسين في مقدمته لكتابك " ما قل ودل " أنك ترسم الكاريكاتير عن الموت وهذا يندر في الكاريكاتير العربي. ما الذي دفعك للتعبير عن الموت في رسومك؟
- أنا أرى الموت ظاهرة طبيعية موجودة في حياتنا باستمرار وتحيط بنا هالتها كيفما تحركنا وهي بالتالي مثل باقي الظواهر قد تحوي أحيانا ً مفارقات مضحكة تستفز الفنان ليرصدها و يعالجها بلوحة ما أو قصيدة أو مقطوعة موسيقية. ومن منا لم يقع فريسةً للضحك المحرج في أكثر التعازي مأساوية ً. إذا هو موضوع ككل المواضيع الأخرى، وعلى كل حال لم أرسم إلا بضع لوحات عن الموت أثارت وقتها انتباه الراحل بو علي ياسين وعلق عليها باعتبارها أعمال تجلب الكرب.

* لقد حاولت الدخول إلى كلية الفنون الجميلة بعد نجاحك في الثانوية ولكن لم تقبل. هل تشعر أنك مثلا حرمت من دخول هذه الكلية وأنت حزين على ذلك، أم أنها لم تكن لتغير في الأمر شيئا طالما تواجدت لديك موهبة وحرفية الرسم؟
- أعتقد أن كلية الفنون تعطي للدارس فيها إمكانية الإطلاع والاستفادة من تجارب الآخرين وبالتالي اختصار الطريق بشكل كبير أمام الفنان. في البداية شعرت بالحزن لعدم قبولي ولكن ذلك لم يدم طويلا ً وقررت المتابعة بمفردي وهكذا تعلمت شيئاً فشيئا ً و ما زلت أتعلم وهذا الطريق لا ينتهي أبدا ً وكلما تعلمتَ أكثر، كلما أدركتَ مدى جهلك أكثر! وبالمناسبة فقد التقيت أثناء زيارة لي إلى بيروت الفنان السوري العالمي سامي برهان وعندما شاهد أعمالي نظر إليها مليا ً ثم سألني هل أنت خريج كلية الفنون؟ فأجبته بالنفي.
فقال لي مبتسما: "عم قول لحالي ما ممكن واحد دارس بكلية الفنون يطلع معو هيك فن أصيل وجميل".

*أقمت معرضاً في باريس العام الماضي كانت التجربة الأولى لك خارج سورية. كيف تصف لنا هذه التجربة ومدى تأثيرها عليك أو على رسومك؟
- حقيقة ً لم أذهب إلى باريس كإبن ريف نازلا ً إلى المدينة لأول مرة ، لقد ذهبت وكلي ثقة بنفسي وبعملي ومن غير رهبة، بل على العكس فقد ذهبت لأقدم نفسي للآخر بكل بساطة وأقول نحن هنا أبناء هذه المنطقة لدينا الكثير لنقوله , وخاصة أن المعرض جاء ضمن تظاهرة على مستوى باريس بعنوان ( أسبوع الثقافات الأجنبية ) وقد اشترك بهذا الأسبوع 28 مركزا ً ثقافياً من كل أنحاء العالم. وأحسست أني استطعت الوصول إلى المتلقي الغربي بشكل لائق ومحترم.