حوار مع الروائي الجزائري الطاهر وطار:
الجمهور العربي محب للشعر واستغرب لماذا لم تتاثر ( احلام ) بي

حاوره خالد طه من الدوحة: يعتبر الطاهر وطار احد الروائيين العرب وهو ابن الصحراء الجزائرية الذي قدم من اعماق المجهول والاشباح والتوجسات الصحراوية فهو يبحث عن العقل في عالم بات يفتقده. اعماله قاربت الاربعة عشرة عملا ترجمت الى 15 لغة عالمية وهو كاتب تجريبي لا يرضى باي شكل من الاشكال عن اعماله التي وصل اليها ويبقى باحثا عن الجديد باستمرار وربما هذا ما جعله يتعرض لهجوم حاد من بعض النقاد وكان دائم الصراع معهم. "ايلاف" التقت وطار في هذا الحوار:

* هل انت مع الراي القائل بتواري القصيدة العربية امام الرواية؟
- هذا سؤال كلاسيكي يطرح من 10 سنوات ومقروئية الشعر والقصة القصيرة هي التي تراجعت في العالم اجمع وليس لان الرواية او القصة جاءت بل ان هناك اسبابا كثيرة منها لجوء الشاعر الى الغموض والى التجريد ومنها اشكالية خدمية على ذهنية عربية مفقودة على ايقاعات وتفعيلة. فالعالم العربي اليوم لا يجد من يستمع الى عدا ما كان معروفا بالبداية الاشتراكية السابقة حيث ما يزال الناس هناك يقراون الشعر ويجدون جمهورا للشعر وبصفة عامة اقول ان الجمهور العربي محب للشعر وممكن نجد 20 الف شخص في امسية لدرويش او سميح القاسم بينما في اوربا لو نظمت امسية شعرية قد لا تجد 10 اشخاص يحضرون هذه الامسية وفي العالم العربي نجد من ينشر الرواية بعكس اوربا لا يوجد ناشر اطلاقا وكثير من الشعراء يبيعون انتاجهم مطبوعا ومسحوبا على الطابعة في فوهات المترو.


* ماذا تعني لك الجاحظيات؟
- تعني الحكمة والعقل والمعرفة والتوازن وتعني احد اساليب العودة الى العصر الذي ينبغي ان يعتمده العالم العربي وان يستقي منه

* هل للجاحظيات فروع في بلاد عربية اخرى؟
- خارج الجزائر لا يوجد وفي بلادنا افتتحنا منذ فترة فرعا لنا في مدينة مسكرة وهو عبارة عن ناد يلقتي فيه المثقفون على اختلاف مشاربهم وليس من الضروري ان ينتسبوا الى الجاحظية كليا وعمليا ننظم انشطة ثقافية ولدينا شعراء ونملك مطبعة صغيرة تصدر ملا يقل عن كتابين ونصف شهريا ونحن نمول انفسنا والدولة تساعدنا بنسبة 7 % اضافة الى تبرعات بعض الاخوة العرب

* كل يوم نسمع عن بلاد المليون شهيد ماذا تركت لديك هذه الدماء كروائي؟
- انا رجل عقلاني واعرف شخصية الشعب الجزائري بعمق واحب هذه الشخصية فاول شيء سررت بكون الجزائر ظهرت فيها حكومات ترفض ايدولوجيات اخرى وتغريب اخر وكان ذلك دليلا على ان هناك عرقا مازال ينبض بالحياة.. جميعنا نتحمل ذنب الجزائر والعنف والدم وقد كتبت روايتي في ذلك "الشمعة والدهاليز" ورواية "الولي الطاهر يعود الى مقامه الزكي" ونشرت الواية الاولى في القاهرة والاردن اما في الجزائر فنشرت في الجاحظيات بطبعة سيئة.


* لوحظ وجود تشابه بينك وبين شخصية علي الحوات في روايتك "الحوات والقصر" ماهي علاقتك به؟
- علي الحوات يذكرني بشخصية رجل صاحب مبدأ وقيم ومثالية وصبر والحوات هو نحن الذين نعمل بصدق وشرف ، صحيح انني كتبت الرواية بعد صدمة كبيرة الا ان الرواية كانت بداية للخروج عن الشكل الغربي للرواية.

* ماذا تعني لك قسطنطينة؟
- القسطنطينة مدينة شبابي وبالرغم من انني لم اعش فيها اكثر من 3 سنوات لكنني احببتها لانها تقع فوق صخرة واحدة يشقها واد عميق وهذا الوادي وهذه الصخرة يثيران في نفسي الشعور بعدم الامان وبان المنطقة ستتحرك وتنهار ولذلك كتبت عنها

* اذن روايتك "الزلزال" تتحدث عن قسطنطينة؟
- نعم هي كذلك

* احلام مستغنماني كتبت عن قسطنطينة في روايتها "ذاكرة الجسد" و"فوضى الحواس"؟
- لم اقرا لاحلام غير ذاكرة الجسد وكتبت افتتاحيتها للدفاع عنها عندما اتهمت بسرقتها من سعدي يوسف واستغرب لماذا لم تتاثر احلام بي او بغيري من الكتاب الذي سبقوها انا ايضا تاثرت بغيري

* هل انت راض عما كتبته احلام عن المناضلين وقسطنطينة؟
- افضل تجنب الحديث عن الروائيين واصدار الاحكام بحق الكتاب هناك من كتب عشر روايات وظهر انه غير روائي في العالم العربي ان اصدار حكم على احلام امر يحتاج الى نقاد واحلام حساسة وتشعر انها محسودة على السمعة التي نالتها اتمنى لها التوفيق في اعمالها القادمة

*هناك اتهامات وجهت لك بانك اخذت اعمال روايات سيدة اسمها "زليخة" ماهي ملابسات القضية؟
- زليخة كاتبة انا اظهرتها في حقبة الستينات وكانت مشروع ناقدة وكاتبة لكنها ما تت مبكرا وحصلت ضجة مفتعلة فقد صدر كتاب جمع اعمالها حتى ان زوجها الاول يشهد بانني صاحب فضل عليها واتهموني بانني استوليت على كتبها.


* ماهو مفهوم التجريد؟
- التجريد هو وضع اشكال في الرسم او قول كلمات لا تعبر مباشرة انما هي إيحاءات كالموسيقى فن تجريدي تثري نفس المتلقي واحاسيسه.