إيهاب الشاوش من تونس: ربما لم تجد روتانا في قوائمها الطويلة والعريضة المدججة بالهيفاوات والهويدات والرويدات و العبدالهات، غير هيفاء وهبي لاعتلاء مسرح قرطاج العريق...
لماذا تصر ادارة المهرجان على تسمية السهرة "بالحفل الغنائي"؟ كان يمكن القول انها "سهرة مع الغناء و الرقص" او الغناء والضحك"...
السهرة كانت في جزئين، الأول مع يوري مرقدي الذي حاول بنعله الأسود الطويل و "لوكه" المميز ان يجلب انتباه حفنة المتفرجين الذين أتوا خصيصا لرؤية هذا "العربي" في زيه الغربي.
صال و جال على ركح مسرح قرطاج و تمسك بالميكروفون كأنه يتمسك بآخر فرصة في الحياة،
تجول في كل الاتجاهات بحثا عن مردد لأغانيه لكنه في كل مرة كان يصطدم بمدرجات المسرح الصماء.
قطة هزيلة كانت تمر فوق سقف كواليس المسرح فاجأها صراخ يوري وهو يردد "بفكرر بجن جن جن..."، توقفت لحظة، نظرت في اتجاهه باستغراب ثم واصلت طريقها.
بعض المتفرجين تذكروا الجن و قصص السحر و الشعوذة!!
قبل انطلاق الحفل سألتني إحدى الزميلات عن موعد قدوم "ميادة الحناوي" فأجبتها بأنه وقع تغيير في البرنامج وعندما كررت على مسامعها "المعوضين" انتابتها الدهشة وفضلت ان تعود أدراجها على "وجع الرأس"...
مديرة أعمال يوري أصرت على ان لا يتحدث الفنان إلا بعد الحفل خوفا، كما قالت، على صوته لكنه في النهاية اضطر الى التحدث إلى قناة روتانا بعدما هاج الزميل أشرف الكعلي و ماج وكرر إلى ما لا نهاية بأن"بلاتو" روتانا ينتظر.
في طريق عودته الى الغرفة المخصصة للفنانين و قبيل انطلاق العرض، ألقى يوري من خلف الكواليس نظرة أخيرة في اتجاه حفنة المتفرجين هي نظرة كانت اقرب للوداع منها للقاء...
الجزء الثاني من السهرة أمنته هيفاء وهبي التي أرقصت كل شبر من جسدها، حتى المناطق التي لا توجد فيها عضلات.
هذا الجزء الذي سيبقى ذكرى في تاريخ مهرجان قرطاج، انقسم الى عدة مراحل إذ تبدأ هيفاء "بالغناء" ثم ترقص ثم ترمي الورود ثم تضحك بدلال و في الأخير يصرخ الجمهور...
بعد العرض الراقص دار نقاش بين عدد من الصحافيين و التقنيين حول حقيقة جمال هيفاء هل هو طبيعي ام من صنع "السيلكون" و كان التصويت لصالح الرأي الأول، لكن في المقابل اتفق الجميع على ان مهرجان قرطاج العريق اكبر بكثير من هيفاء و روتانا وغيرهم والدليل العدد الضئيل جداً من الحضور الذي لم يتخطى ال200 شخص وربما أقل.... هذا وقد علم ان اسم هيفاء ادرج في اللحطات الأخيرة، دون أن تتم مراعاة عدد ضئيل جداً من الكلمات هي: هذا مسرح قرطاج.