هيام يونس تتألق في صنعاء

عبده عايش من صنعاء: تألقت نجمة الغناء العربي هيام يونس مساء الخميس وهي تطرب أسماع اليمنيين في صنعاء بأصالة أغانيها وخامة صوتها المميز ، وتمكنت من إعادة زمن الطرب الجميل ، وحازت إعجابا كبيرا من الجمهور اليمني الذي احتشد في قاعة المركز الثقافي في العاصمة صنعاء ، وكان بينهم وزير الثقافة اليمني خالد الرويشان وجمع من المسئولين الحكوميين والبرلمانيين ودبلوماسيون عرب وأجانب .
وتأتي مشاركة هيام يونس لإحياء عدة حفلات فنية في صنعاء، ضمن يوميات صنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004م، وتعتبر مشاركة هي الأولى من نوعها
والزيارة الأولى لليمن برغم عشق اليمنيين لفنها الجميل ، وتعاونها مع فنانين وملحنين وشعراء من اليمن في العقود الماضية إبان تألقها وإنطلاقتها على المستوى الوطن العربي .
وأمتعت الجمهور اليمني بحوالي بأداء ثلاثة عشرو أغنية توزعت بين القديمة مثل "تعلق قلبي، أسمر عبر ، وطارت الطيارة"، وبين جديدها الغنائي الذي احتواه ألبومها الأخير "راجعة" الصادر في عام 2001م.
وأثناء السهرة الفنية قام وزير الثقافة اليمني بإهداء الفنانة هيام يونس تذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية ، وأشاد الوزيرخالد الرويشان برقي فنها ، وريادتها الغنائية ،
وخاصة إطلالتها الأولى على جمهورها في اليمن، رغم صلاتها الوثيقة بموروثه الغنائي التراي الأصيل، وعلاقتها القديمة بكبار عمالقة الفن اليمني من فنانين وشعراء وملحين.
هيام يونس غنت "الله بالخير ، راجعة ، جدلي ، أسمر عبر ، دق أبواب الناس ، عيناه البن ، رمت الفؤاد ، سافر ياحبيبي ، دانا دانا ، عن هواه لن أتوب ، تعلق قلبي ، راح ما نودعكم ، ويا صبايا " وقد بثت الفضائية اليمنية سهرتها في نفس الليلة وأعاد نقلها عصر الجمعة .
وتأتي حفلة صنعاء للفنانة البنانية هيام يونس بعد انقطاع طويل عن جمهورها وعشاقها في الوطن العربي كله ، وبانطلاقة قوية عقب عودتها للفن مع بداية الألفية الجديدة بعد انقطاع دام سنوات منذ منتصف ثمانييات القرن العشرين الماضي.
وقد شكل اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، ووفاة شقيقتها الفنانة نزهة يونس ، سببا في غيابها عن ساحة الفن ، إلى جانب الهبوط في مستوى الأغنية العربية في ذلك الوقت خاصة في أوائل عقد التسعينات من القرن العشرين.
هيام يونس بدأت موهبتها منذ كانت في عنر ثلاث سنوات ونصف ، ورعاها بشكل مباشر الرئيس اللبناني الأسبق بشارة الخوري وعقيلته نور ، وقد أطلق عليها أعجوبة القرن العشرين، وتألقت في عقدي الخمسينات والستينات ، وكان اهالي حلب السورية يسمونها الطفلة الزرقاوية، وفي تونس كانوا يعرفونها بالمطربة السعودية.
وبرغم انقطاعها عن جمهورها حوالي عشر سنوات ، إلا أن مشاعر معجبيها وتحريضهم لها على العودة من خلال إتصالات تلفونية عبر قناة لبنانية ، أجبر هيام على العودة من جديد إلى ساحة الفن ، والعمل على تجديد قديمها الغنائي ، واستحداث أغاني يطرب لها الجمهور بصوتها المميز .
وفي صنعاء تمكنت كعادتها إعادة عجلة الزمن للوراء ، حين ترنمت وصدت بصوتها ، بقديمها المتجدد ، واستطاعت هز أشواق اليمنيين بعبق أغانيها العذبة الأصيلة، وأعادتهم إلى زمان الصبا والوصل والمواقف والذكريات التي لا تنسى حيث الحب والحياة والفرح والشجن.
وقد برعت هيام يونس في أداء كلمات أغانيها بانسجام، واستطاعت أداء أغان بكافة لهجات بلدان الوطن العربي ، من الخليج شرقا وحتى المغرب غربا ومن لبنان شمالا وحتى اليمن والسودان جنوبا ، وبإتقان للهجة وكأنها إبنة الوطن العربي كله، من سمعها ظن أنها من نفس بلدته .
وقد أطلق عليها " جامعة الوطن العربي " لغائنها باللهجات المصرية والسعودية واليمنية والشامية السورية والأردنية ، وأتقنت أيضا أداء أغان باللهجة السودانية والليبية والجزائرية والتونسية والكويتية ، وبرعت في الأغان الفصيحة والشعبية .
وغنت حوالي 15 اغنية يمنية ، وتعاونت مع فنانين ومطربين وشعراء وملحنين يمنيين أمثال المطرب والملحن الراحل محمد سعد عبدالله، ووالشاعر الراحل لطفي جعفر آمان، ووالشاعرالراحل محمد عبده غانم، وآخرون.
وكانت أبرز الأغاني اليمني التي قدمتها "قمري تغنى على الأغصان" وهي للفنان الراحل أحمد بن أحمد قاسم ، وأغنية " في جفونك " للشاعرالراحل محمد عبده غانم ، بالإضافة لإغنية "على شانه".
وفي تصريحات لها قالت هيام يونس "إن لليمنيين خصوصية في الذائقة الفنية ، فالجمهور اليمني، مثقف، ويمتلك ذائقة فنية عالية، وعلاقتي بالجمهور في اليمن علاقة قديمة مثل أي جمهور عربي آخر، تأسست عبر أجهزة الإعلام خلال الفترة الماضية".
وكشفت عن رغبتها في الخروج بعمل فني جديد يكون ثمرة التعاون بينها، وبين الملحنين والشعراء والأدباء اليمنيين، وقالت "أعرف الكثير من الفنانين والأدباء والمثقفين اليمنيين سواء من خلال مشاركتهم في لبنان، أو من خلال متابعتي واطلاعي، وسأحاول أن التقي بالكثير من هذه الإبداعات في مختلف الأوساط الفنية والأدبية في اليمن للخروج بعمل جديد".