إنطلاق مهرجان مسقط في 21 يناير


من دورات سابقة

حيدر بن عبدالرضا من مسقط: الحدث السعيد الذي يستعد ويتهيأ له أبناء عمان في هذا الشهر وهم يحتفلون اليوم بأول أيام العام الميلادي 2005 هو الانتظار للمشاركة في فعاليات مهرجان مسقط 2005 الذي سوف يستمر لمدة حوالي شهر، والذي استطاع أن يفرض نفسه على خريطة المهرجانات الخليجية والعربية منذ انطلاقته قبل سبع سنوات. ويحمل هذا المهرجان كل عام فرحة وبهجة في نفوس الكثير من أبناء عمان والمقيميين والزائرين خاصة الأطفال منهم.
فعاليات مهرجان مسقط 2005 لهذه الدورة سوف تنطلق في 21 من الشهر الحالي ولغاية 18 من شهر فبراير المقبل. وقد رعت الدكتورة راجحـة بنت عبد الأمـير بن علي ـ وزير السياحـة مؤخرا حفلاً موسعاً لتدشـين المهرجان بحضور المسؤولين من بلدية مسقط- التي ترعى هذا الحدث- وبالتعاون مع لقطاعـين العام والخاص، وبدعم إعلامي من رجال الصحافة والأعلام بمختلف وسائلهم المتاحة المقروءة والمسموعة والمرئية.
ويتطلع الكثير من العمانيين والمقيمين في السلطنة لمشاهدة فعاليات هذا المهرجان الذي أصبح حدثا ثقافيا وفنيا واقتصاديا بحيث يتيح لمختلف الفئات سواء من الأطفال أو الشباب أو الكبار بمشاهدة الكثير من العروض الجميلة والأنشطة المتنوعة التي تصاحبه في العديد من المواقع العامة كالحدائق والمنتزهات، وعلى الشواطئ والأندية الثقافية والمجمعات الرياضية، بجانب المراكز التجارية الضخمة. ويقام خلال المهرجان العديد من الفعاليات الأخرى التي تهتم بالحفاظ على التراث والتقاليد والعادات والقيم العمانية التي تتميز بها السلطنة وحضارتها العريقة.
وكالعادة سيصاحب المهرجان هذا العام استعراضات فنية ومعارض تقيمها السفارات العربية والأجنبية في السلطنة، والتي من خلالها يلقى الضوء على العديد من الجوانب الاقتصادية والثقافية والفنية في تلك الدول، بجانب مشاركة بعض فرقها القومية في تقديم عروضها الفنية والشعبية.
لقد انطلق مهرجان مسقط لأول مرة في دورته الأولى في عام 1998. ومنذ ذلك العام فان فعالياته وأنشطته تتطور عاما بعد عام وتترك الأثر البالغ في نفوس المترديين عليه، كونه يحرص في المقام الأول على تعريف الجمهور العماني والخليجي خاصة، والدولي عامة ببرامجه المتنوعة من خلال تقديمه لمختلف الفعاليات التي تتناسب الأذواق سواء إن كان طفلا أو شابا أورب أسرة.
وحول مهرجان مسقط يقول المهندس عبد الله عباس رئيس بلدية مسقط إن الاستراتيجية البعيدة المدى لبلدية مسقط- من خلال قيامها بتنظيم هذا المهرجان- لا تنحصر في استمرار عمل و تطوير مدينة-

مسقط- وتنميتها، بل تمتد أيضا لتشمل مهمة الحفاظ على الموروث الحضاري لهذه المدينة العربية التاريخية وتطوير الحياة الثقافية فيها، وتفعيل الحركة السياحية بها، مؤكدا أن المهرجانات تمثل إحدى المداخل الشاملة للتواصل بين شعوب العالم وإبراز هويّاتها التاريخية والحضارية.
ويرى المسؤول العماني أن مثل هذا المهرجان السنوي يمثل لقاء يمكن من خلاله إيجاد التحاور ما بين المواطن والمقيم والسائح والزائر من جانب، والموروث الحضاري العماني بفنونه وحرفه وتقاليده من جانب آخر، وكذلك مع الموروث الحضاري العالمي الذي تعمل البلدية على تحقيق حضوره في مثل هذه المهرجانات منذ الدورة الأولى. كما أن المهرجان كحدث كبير يمكن من خلاله تقديم العديد من الفنون والتقنيات المعاصرة، وكذلك طرح العديد من القضايا من خلال تنظيم بعض الفعاليات في مجالات الأدب والمسرح وتنظيم المسابقات الثقافية في مختلف العلوم وغيرها من المناشط الفكرية للإنسان في عمان والعالم بغرض تحقيق التواصل مع شعوب العالم. وعموما فان مثل المهرجانات ومن خلال منا شطها وفعالياتها تعمل دائما على إبراز الوجه الحضاري للدول، وما تتميز بها من ملامح وقيم لموروثاتها التاريخية والثقافية، وما لديها من مقومات سياحية متنوعة. وهذا ما يهدف إليه مهرجان مسقط في دورته الجديدة.