بعد حلقته في "لمن يجرؤ فقط": رامي عياش... كفى

رولا نصر من بيروت: عرضت شاشة "ال بي سي" مساء السبت الماضي، الحلقة الثانية من برنامج "لمن يجرؤ فقط"، من تقديم طوني خليفة، إخراج سيمون أسمر، وإعداد الزميلتين هلا المر وماغي سفر.
حلقة إجتذبت عدداً أعتقد انه كان قياسيًا قي تلك الليلة؛ ليس لأن الضيف واحد من نجوم الصفّ الأول، ولا لأنه أحد الظواهر الفنية التي تتمتع بجماهيرية عريضة... بل لأن الضيف ببساطة كان رامي عياش، الذي دارت حوله الأقاويل والشائعات منذ مدة، وتحديدًا منذ أن استضاف الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان في برنامجه "مايسترو" الإعلامية نضال الأحمدية التي صرّحت في تلك الليلة ان رامي عياش مصاب بمرض خبيث، وطلبت ممن يحبه ان يصلي له. ولا لزوم طبعاً للتذكير بأن "مايسترو" استضاف بعد ذلك الفنان رامي عياش لسؤاله عن هذا الموضوع، حيث لم ينس الجمهور بعد، لحظات البكاء عندما قال رامي ردًا على سؤال نيشان: "نعم انا مصاب بمرض السرطان حتى اشعار آخر".... كثيرون اعتبروا ما حصل على الهواء، مشهداً من مسرحية مركبة، وآخرون تأثروا وحزنوا وبكوا... وبالتأكيد صلوا.
وبالعودة الى موضوع حلقة "لمن يجرؤ فقط"، إستطاعت شاشة "ال بي سي" كما عادتها، ببراعة وحرفية، ومن خلال الإعلان عن الحلقة، أن تجتذب آلاف المشاهدين (على القناة الأرضية)، لأن الوتر الحساس كان بلا شك موضوع المرض والى أي مدى يمكن ان يكون رامي قد اختلق الكذبة ليحدث من حوله "فرقعة إعلامية".
يبدأ الحوار بشكل عادي، من خلال الحديث عن الغيرة بين اهل الوسط الفني، ومن ثم عن الكذب. فيسأل طوني: "هل تكذب؟"، يقول رامي: "نعم". فيسأل طوني من جديد: "ما هي اكبر كذبة كذبتها ومنذ متى؟" يقول رامي "لا أذكر"، ثم يستطرد مازحاً ويقول: "منذ حوالي ساعة". وبعد ذلك سؤال عن الأحوال المادية، فيقول رامي انه يعيش مستورًا، وبأنه يصرف على أهله وعلى الناس المحتاجين، مكررًا تلك العبارة اكثر من 4 مرات، وكأنه يمنن الناس، بينما لم تفارق عينيه نظرات التعالي والتكبر.
فتتصاعد وتيرة الحوار ليبدأ الحديث عن خلاف رامي مع سيمون اسمر، وعدم ظهوره على شاشة "ال بي سي" منذ وقت طويل، متذمرًا من تلقيه دعوة عادية للمشاركة في برنامج "ستار اكاديمي1"، حيث قال: "اتصلوا بي وطلبوا ان اكون ضيفًا ثالثًا او رابعًا"، وبنظرة مستهجنة ساخرة يضيف: "عيب..."، وكأنه فنان كبير بحجم محمد عبده او كاظم الساهر او جورج وسوف يستنكر تعاطي الناس معه بطريقة عادية...
بعد ذلك أنكر رامي حقيقة خلافه مع شركة روتانا، وقال بعد ان قرأ له طوني بعضًا من المقتطفات الصحافية حول هذا الموضوع، :"من وين جابولي قصة الخلاف مع روتانا.. مش مظبوط". وأيضا كان ذلك في الوقت الذي لا زلنا نذكر فيه سيل الإتهامات التي اطلقها رامي بحقّ الشركة المذكورة خلال حلقته مع "مايسترو"...ليس هذا فقط، بل أنكر رامي ايضاً حقيقة انه قال مرة لجورج وسوف (وكان لا يزال في بداياته) "كيفك يا زميل"، فقال رامي: ابداهالحكي مش مظبوط، هيدي اشاعة" بينما لم ينكر ذلك في مايسترو وقال حينها: ما كان قصدي"، وهنا استغربت صراحة كيف ان القيمين على برنامج "لم يجرؤ فقط" لم يعرضوا مقتطفات من حلقة رامي في مايسترو عندما قال هذا الكلام عن روتانا والوسوف لإظهار تناقض كلامه.
فعلا امر غريب، وكأن رامي اراد بعد كل تلك الضجة، ان يبدو في حلقته مع طوني خليفة، ألطف إنسان على وجه الكرة الأرضية، انسانًا يرشح منه الإيمان وتعلو جبينه الفضيلة...
لتأتي لحظات الذروة التي انتظرها الجميع، وهي بدء الحديث عن شائعة المرض والإتهامات التي طالته في موضوع إمكانية ان يكون قد اختلق كل الحكاية. بدأ طوني الحوار بمقال نشر في "إيلاف" وكتبته انا... وكنت في ذلك المقال اطرح تساؤلات عديدة حول التسلسل اللامنطقي في الأحداث، طبعًا فيما يخصّ تصريح رامي بأنه مريض، حيث كانت النقطة الأبرز، كيف يمكن لرامي ان يعلن على الملأ بأنه مصاب بمرض السرطان (ولو قال حتى اشعار آخر)، بينما لم تظهر نتائج الفحوصات بعد. كما طرحت في مقالتي رأي الإعلامي نيشان حول هذا الموضوع، وسؤال عن سبب إصراره على التحدث مع الطبيب المعالج لرامي مباشرة على الهواء في اليوم التالي، طالما ان صاحب العلاقة صرح علناً بذلك. فقال نيشان حينها: "لأن الرأي الطبي هو الفاصل، خصوصًا بعد ان انهالت علي الإتصالات التي كذّب بعضها ما قال رامي واعتبروه مدعيًا...".
وبعد أن قرأ طوني بعضًا مما جاء في مقالتي ومنها مقولة ان رامي قص شعره في شهر آب (اي قبل الشائعة)، قال رامي: شو اسمها؟؟، مدعيًا أنه لا يعرفني، لكنه بالتأكيد يعرف "إيلاف"، لأن مكتبه لطالما ارسل اخبارًا بغية نشرها على صفحاتنا، كما أنه هو شخصيًا يعرفني من خلال عملي الإعلامي، وعملي السابق في شركة روتانا لمدة عام ونصف العام كملحق إعلامي للشركة!!!!
المهم، لم يردّ رامي على أي من تلك التساؤلات رغم انني في ذلك الوقت لم أتهمه صراحة بالكذب، واكتفى هو بعبارة: "الله لا يجرب حدا عم يلتلت"، وهذه الكلمة بالعامية اللبنانية وتعني الثرثرة. شكرًا رامي.
ثم طرح اسم عدد من المطبوعات التي كتبت حول هذا الموضوع، ومنها مجلة نادين التي لم تشر صراحة الى اسم رامي، بل قالت في اخبار كواليسها "احد الفنانين الشباب". واعتقد ان الزميلة مجلة نادين ارادت بذلك أن تتجاهل الموضوع، كي لا تعطي رامي مراده، الا وهو الضجة الإعلامية. وقد اكون انا ايضًا ميالة الى هذا الرأي، لكنني مضطرة للكتابة، خصوصًا بعد شهادة الزميلة ريما صيرفي التي قطعت الشك من اليقين، وقالت في فقرة "لمن يجرؤ فقط" انه ادعى تلك الكذبة الخبيثة، لكنها انقلبت ضدّه لأن الناس لم يصدقوا. كما أوردت ريما في حديثها، خبرًا عن لقاء تمّ بينها وبين رامي قبل حوالي شهر من اطلاق الشائعة، حيث اجرت معه حوارًا وكان عند ذلك حليق الرأس، فسألته عن السبب، قال:

الزميلة ريما صيرفي
"اني احضّر مفاجاة"، ثم ذلّ لسانه وقال لها انه سيصور فيديو كليب يلعب فيه دور مصاب بالسرطان، مضيفًا :"مفاجأة رح تفرقع". صحيح انها فرقعت، ولكن بالشكل السلبي الذي لم يكن رامي يتوقعه، وقد بدا عليه التوتر والعصبية، وهو يسمع ما تقوله ريما خصوصًا عندما طرحت نفس سؤال "إيلاف" والذي كان : هل يعرف رامي اكثر من الأطباء؟ وكيف يعلن انه مريض قبل ان تظهر نتائج الفحوصات. كما اكدت ريما التي تحدثت بصراحة ووضوح، ان مكتب رامي عياش اتصل بها وطلب عدم نشر اي شيء حول موضوع المرض، لأن الجمهور سيعرف الحقيقة كاملة من خلال إحدى نشرات اخبار تلفزيون "ال بي سي" بعد اسبوع، والحقيقة كانت تصويره خلال إجراء العملية الجراحية التي لم تكن سوى مجرد استئصال لورم بسيط (دهن) موجود في جسد رامي منذ الطفولة، بينما نعرف جميعنا انه في العرف الطبي اي شيء يتم استئصاله لا بد وان يرسل الى المختبر على سبيل الحيطة فقط، حتى لو كان "لحمية" في الأنف. هذا وقد تاكد ان رامي كان يدعي، بعد ان اعلن ان الورم والحمدلله حميد وليس خبيثاً، بعد أن لعب على مشاعر الناس وعواطفهم. وهنا أيضا نستغرب طالما انه شفي ولا يعاني من شيء، لماذا ادعى انه مضطر للغناء وهو جالس على الكرسي خلال البرنامج. وقال رامي انه ليس بحاجة الى اختلاق مثل هذه الكذبة لانه اساسا مشهور، واغنيته "يا مسهر عيني" ضاربة، بينما تقول مصادر من شركة روتانا ان البومه الأخير لم يحقق اي مبيعات تذكر رغم ان الاغنية ضاربة... (ربما حصل ذلك بعد الشائعة، لا نعرف).
وراح رامي يلقي الإتهامات عشوائيًا بعد تصريح ريما، وقال ان ما تقوله ليس نابعًا من قلبها وهذا واضح من عينيها، لهذا نسأل رامي : هل تعتقد انها كانت منوّمة مغناطيسيًا واحدهم يطلب منهاان تقول ما قالته؟. كما سأل ان كانت ريما تغار؟ عفوًا، تغار ممن؟ ومنذ متى تغار الفتاة من الشاب؟. او ربما قصد رامي الغيرة الإعلامية من نضال بطريقة غير مباشرةكونها هي التي اعلنت الخبر اول مرة.كما قال رامي ان بعض الصحافيين ومن بينهم ريما، يكتبون مثل هذه المواضيع بهدف تحقيق الشهرة. عفوًا عن اي شهرة يتحدث؟ السنا نعرف ريما كصحافية واعلامية قبل ان نعرف رامي المطرب؟.... كما طلب رامي من ريما ان تكتب في عن "شي عليه القدر والقيمة"، لكننا نذكّره بأنها كتبت عنه، فهل ينطبق وصفه عليه هو شخصيًا؟.
حتى في الإعلان الإذاعي لحفل ليلة رأس السنة، استغلّ رامي مرة أخرى موضوع المرض وسجّل إعلانًا يطلب فيه من الناس ملاقاته الى مكان الحفل بعد ان شفي من المرض... هل هذا معقول؟؟؟ حيث يقول الإعلان: الله كبير، هلّق رح تقدرو ترجعوا تلتقوا برامي ليلة راس السنة. ارتبك رامي عند المواجهة، وتهرّب من الأجابة: وقال لطوني، طبعاً الله كبير، عندك شكّ إنّو الله كبير؟. طبعا يا رامي الله كبير، وقادر على كشف كلّ الحقائق.

الإعلامية نضال الأحمدية
ومرة جديدة تهرّب من الإجابة عندما سأله طوني عن هذا الموضوع، تمامًا كما تهرب في كل المرات، وبدلاً من الرد بموضوعية وشفافية، راح يقول "الله كبير، الله لا يجرّب حدا".
ثم مداخلة للإعلامية الإذاعية ميراي عيد، (راديو دلتا)، التي أكدت على ما سبق وقالته ريما صيرفي وقالت انها شاهدت رامي قبل الشائعة في مبنى الإذاعة حيث كانت تجري معه حوارًا، وأخبرها انه يحضّر مفاجأة بعد ان سألته عن سبب قص شعره بهذه الطريقة".
بعد تلك الحلقة التي لم يحقق منها رامي الغاية المرجوّة منها، حيث انقلب السحر على الساحر، بعد ان حاول الكذب لكنه لم يكن ذكيًا، فتاكد للناس الف مرة، انه حتى ولو لم يكن رامي قد اطلق شائعة مرضه ليحدث فرقعة إعلامية، فهو بالتأكيد قد استغلها الى أبعد حدود الإستغلال تمامًا كما استغل مشاعر الناس ولعب بعواطفهم.
ذكر في حواره انه يرى في جورج وسوف فنانًا كبيراً، من هنا نقول له: ليتكيا راميتتشبه ببعض تصرفات جورج وسوففيما يتعلق باحترام الجمهور، خصوصًا عندما ظلّ الوسوف يتألم لأكثر من عام ويصرخ من وجعه، غير انه لم يصرّح مرة انه مريض، لا بل نكر الموضوع عشرات المرات، احترامًا لمشاعر الناس الذين بحبونه وكي لا يتسبب لهم بأي ألم او حزن، بينما لم يتأكد الجمهور من حقيقة مرض الوسوف الا بعد ان صورته قناة "ال بي سي" في المستشفى بعد أن اجرى العملية الجراحية في اميركا وشفي تمامًا.
رجاءً رامي عياش، كفى...!!!

ملاحظة: أجرت الإعلامية نضالالأحمدية مداخلة عبر الهاتف خلال الحلقة، (وقيل انه تم الإتصال بها لأنها الوحيدة التي تعاطفت مع رامي وقد اخبرها احدهم بما جرى)، واستنكرت كل ما قيل من اتهامات طالت رامي وطالتها، ووصفت الصحافيين الذين استشهد بهم طوني، بالـ"قبابيط". مع احترامنا لشخص نضال الأحمدية وتاريخها في العملالإعلامي، وحبرها الذي لم ينضب خلال 25 عاماً من الصحافة، ولكونها هامةً من همم الصحافة اللبنانيّة، فهل تخوّلها كل تلك الصفات من التقليل من شأن زملائها الذين هم من وزن الصحافي اللبنانيّ الكبير عبد الرحمن سلام، ومجلة الشبكةاو "إيلاف" الرائدة التي يزورها ملايين القراء حول العالم، ووصفهم بالقبابيط!!!

يذكر ان الحلقة يعادعرضها يوم الخميس على الشاشة الفضائية لتلفزيون "ال بي سي".
[email protected]