ستار أكاديمي 2: نشاز وإرتباك

رندى

سعيد حريري من بيروت: بعد مضيّ أسبوع واحد فقط على دخول الطلاّب الستّة عشر الجدد إلى الأكاديميّة في الموسم الثاني من برنامج ستار أكاديميّ، قدّم الطلاّب "البرايم" الثاني لهم، بعد أن قدّموا "البرايم" الأوّل ليلة رأس السنة، ويعدّ "البرايم" الثاني هو "البرايم" الأوّل الذي يقدّمه الطلاّب بعد حضورهم للصفوف المختلفة التي تنمّي معرفتهم بأصول الغناء، والآداء الصحيح، وكيفيّة الوقوف على المسرح والتعبير المسرحي... إلاّ أنّ الظهور الأوّل للطلاّب على المسرح، ومواجهتهم للجمهور الذي أصبح يعرفهم واحداً واحداً، وبات يؤسّس لنجمه أو نجومه المفضّلين مواقع تشجيعيّة خاصّة بهم على شبكة الإنترنت، لم يكن مشجّعاً البتّة، بل كان سيّئاً إلى أقصى الحدود، فمستوى الصوت الذي يملكه المشتركون ضعيف جدّاً، بل يكاد يكون معدوماً، والنشاز كان سيّد الموقف في كلّ الأغاني واللوحات التي قدّمها المشتركون، وهذا ليس رأينا فحسب بل هو رأي معظم، لا بل كلّ أساتذة الأكاديميّة، الذين، وحسب ما ظهروا في البرنامج اليوميّ، كانوا غير راضين البتّة عن أصوات الطلاّب، وتنشيزهم في معظم الأغاني، كما ولم يتقبّلوا آداءهم المسرحيّ، ولا وقوفهم على المسرح، ومن أبرز الأساتذة الذين إنتقدوا الطلاّب، ولاموهم بشدّة، هو أسامة الرحباني الذي وصل به الأمر إلى حدّ السخرية والضحك على آداء الطلاّب في البرايم، ذلك إضافةً إلى أنّ إليسار كركلا تعجبّت من أنّ الطلاّب لم يتمكّنوا حتّى من آداء الحركات البسيطة التي أوكلتها إليهم في البرايم الأوّل، وانتقدت ماري محفوظ الطلاّب على عدم تطبيق النصائح التي أسدتها إلى الطلاّب في إتباع التقنيات الصوتيّة الصحيحة، كفتح الفم جيّداً أثناء الغناء لتأدية "النوتات" الموسيقيّة" بشكلٍ صحيح.
إلاّ أنّ ما يغفر للطلاّب هو أنّهم ما زالوا جدداً في اختبار كلّ هذه التجارب التي أوقعتهم في فخّ الخوف والإرتباك من مواجهة الجمهور، والأضواء، والكاميرات... إلاّ أنّ الأمر الذي يطرح تساؤلاً جديّاً حوله، هو إصرار المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال، التي تملك خبرةً واسعةً على قدر كبير من الأهميّة في إنتاج برامج "صناعة النجوم" كبرنامج "استوديو الفنّ" الذي خرّج دفعةً كبيرة من أهمّ وألمع نجوم الغناء اللبنانيّ الذين

عرفوا شهرةً عربيّة واسعة إمتدّت من المحيط إلى الخليج، على إستقدام الأصوات الضعيفة، والعديمة الإمكانات إلى برنامج ضخم من نوع "ستار أكاديمي"، علماً أنّ البرنامج جال في معظم الدول العربيّة لاكتشاف المواهب، وكان حريّاً بإدارة المحطّة، وإدارة البرنامج التركيز بقوّة على عملية اختيار المشتركين هذا العام، خصوصاً بعد حملة الإنتقادات الشرسة التي واجهها البرنامج العام الماضي لأسباب كثيرة أهمّها ضعف أصوات المشتركين، وإذا كان البرنامج يشترط في عملية إختيار المشتركين على إيجاد الشخصيّة "الكاراكتير" إذا صحّ التعبير، أي الشخصيّة الفريدة التي تتمتّع بمميّزات لافتة كالطرافة، والظرف، وجمال الشكل، وتناسق الجسد، وأن تجمع أيضاً بين موهبتي التمثيل والرقص، إلاّ أنّه من الأساسيّ التركيز على عامل جودة الصوت وإمكانياته، لأنّ البرنامج يهدف في الأساس إلى تخريج نجم غناء بالدرجة الأولى، ويعود ذلك ببساطة إلى أنّ الهدف من كلّ الصفوف التعليميّة داخل الأكاديميّة هو كيفية الغناء بشكلٍ صحيح على المسرح، وليس كيفية التمثيل أو الرقص، على أهميّة هذا النوع من الفنّ وتأثيره بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على فنّ الغناء. وإذا كان هدف البرنامج هو صناعة "ممثّلين" يشاركون في مسلسل يوميّ بدون نصوص مكتوبة، وسيناريوهات، ويعتمد فقط على أحداث الواقع الذي ترصده الكاميرات 24/24 ساعة، فقد تنجح القناة في إستقطاب عدد كبير من المشاهدين لمتابعة البرنامج بدافع الحشريّة في معرفة أسرار وتفاصيل حياة الغير، وبالتالي تحقّق نسبة إعلانات عالية، ومن ثمّ أرباحاً كبيرة من إيراد الحفلات التي تنظّم للمشتركين بعد انتهاء البرنامج حيث يتدافع الجمهور إلى رؤية من عاش معهم لحظةً بلحظة، وتابع أدقّ تفاصيل حياتهم اليوميّة مباشرة على شاشة التلفاز، ولكنّها في الوقت نفسه تكون قد استعملت قناع "الغناء" في هذه العمليّة، وألصقته بالمشتركين، الذين لا يملك معظمهم أدنى موهبة في الغناء، مسيئةً بذلك إلى هذا الفنّ، ومسهمةً في تدنّي مستواه، وفي تخريب الذوق العام، على الرغم من أنّها خرّجت قبل سنوات أهمّ وألمع نجوم الغناء في الوطن العربيّ، فما المانع إذاً من البحث عن المشتركين الذين يملكون موهبة الغناء والصوت الجميل بالمرتبة الأولى، والذين يتحلّون في الوقت نفسه بالصفات المكمّلة الباقية، نقول هذا الكلام حرصاً على مصداقيتنا أمام الجمهور، وحرصاً على مصلحة القناة الأكثر ريادةً في مجال إنتاج برامج المنوّعات في الوطن العربيّ.
وحلّ ضيفاً على البرايم الأوّل كلّ من الفنّانة سميرة سعيد، والفنّان وائل كفوري اللذان زارا الطلاّب في الأكاديميّة، وشاركاهم الغناء في "البرايم" على المسرح، بدأ "البرايم" بـأغنية جماعية أدّاها الطلاّب وهي بعنوان "عيش"، وهي النسخة العربيّة من أغنية "fame"، ثمّ ميدلي غنائيّ مؤلّف من أغنيات عدّة، هي: "يا صبّابين الشاي"، و"بنت السلطان"، و"ما شربش الشاي"، و"يا سمرة يا تمر هندي" أدّاه كل ّمن سلمى من الجزائر، وبشّار غزّاوي من الأردن، وحنان من المغرب، وأحمد حسين من الكويت، وكان الكلّ مرتبكاً، ولم يؤدّي بشكلٍ صحيح، ثمّ ميدلي غنائي آخر تألّف من الأغنيات: "بحبّك وبغار"، و"ليه بداري كده"، و"ما حدا لحدا"، أدّاه المرشّحون الثلاثة للخروج من الأكاديميّة أنس من ليبيا، ورندا من مصر، وإيمان من لبنان، ثمّ عرض ريبورتاج نقل لحظات دخول الطلاّب إلى الأكاديميّة ليلة رأس السنة، ثمّ أغنية "ليلة حبيبي" أدّتها كاتيا حركة بمرافقة الفنّانة سميرة سعيد، وكانت تنشّز طوال الأغنية، ثم عرض تقرير ظريف بعنوان "حزب جهلة الفرنسية" وهو حزب أسّسته المشتركة المصريّة زيزي، التي تتمتّع بخفّة الدمّ، ويتألّف أعضاؤه من المشتركين الذين لا يجيدون التحدّث باللغة الفرنسيّة التي يتكلّمها عدد كبير من الطلاّب الباقين. ثمّ قدّم المشتركان سامر من لبنان، وزيزي من مصر، لوحةً غنائيّة راقصة بعنوان "طال السهر" مأخوذة من مسرحيّة "سنغف سنغف" ، ومن بطولة سلوى القطريب، وطوني حنّا، وكانت حركات سامر جامدة، أمّا الغناء فكان أغلبه نشازاً.
ثمّ قدّم كلّ من أحمد حسين من الكويت، وأماني السويسي من تونس، أغنية "جنّ الهوى" بمرافقة النجم وائل كفوري، وكان وقوف أحمد على المسرح جامداً أيضاً يسيطر عليه الإرتباك، حتّى أنّه بدا غائباً تماماً في بداية الأغنية، وقد وصفه أسامة الرحباني بـ "لوح واقف على المسرح"!، في حين كانت أماني تغنّي خارج المقام الموسيقيّ، علماً أنّها كانت تتمتّع بالثقة بالنفس، والحضور، وإذا تمرّنت أكثر يمكن لها التقدّم والنجاح، ثمّ عرض تقرير عن انطباع الطلاّب لدى دخولهم إلى الأكاديميّة، ثمّ أدّى كلّ من فهد من الكويت، وأحمد من الكويت، وهشام من السعوديّة أغنية "يا طيب القلب"، وكان النشاز والإرتباك سيّدا الموقف أيضاً.
ثمّ لوحة راقصة بعنوان "قصقص ورق"، مأخوذة من مسرحيّة "ناس من ورق" للأخوين رحباني، قدّمها المرشّحون الثلاثة للخروج من الأكاديميّة :إيمان من لبنان، ورندة من مصر، وأنس من ليبيا، إضافةً إلى هشام من السعوديّة، وبشّار القيسي من العراق، وطبعاً كان النشاز والإرتباك مسيطراً على الجميع، ولا يلام المرشّحون على ذلك، إلاّ أنّ ظهور هشام في اللوحة كان فجّا، ومجرّداً من الليونة والحضور المسرحيّ السلس، وصوته كان ضخماً، وهو ضائع بين أن يكون مغنٍ أو مونولوجيست، بحسب الرحباني، حيث أنّه يدّعي الظرف والفكاهة في الكثير من تصرّفاته، في حين أن مشيةبشار القيسيلحظة دخوله إلى اللوحة كانت "مايعة"، ولم يتوان أسامة الرحباني عن القول له:" البنات لم يمشين كما مشيت"!
ثمّ ريبورتاج ظريف عن "غرفة رولا سعد" التي استحدثت هذا العام داخل الأكاديمية، ليستدعى إليها الطلاّب لدى تعرّضهم أو تورّطهم في المشاكل، وكانت تعليقات الطلاّب حول تلك الغرفة "المرعبة" طريفة جدّاً.
أحمد صلاح الدين من البحرين، وسامر من لبنان، وفهد من الكويت أدّوا أغنية "كلّ القصايد" لمروان الرحباني، ولكم أن تتوقّعوا التعليق على آدائهم.
سميرة سعيد تؤدّي منفردة أغنية "هيّ جت عليّ" من ألبومها الجديد، ثمّ تؤدّي كلّ أماني وزيزي أغنية "صبري قليل" لشيرين، ومن ثمّ يؤدّي وائل كفوري منفرداً أغنية "أنا قلبي مشتاق".
ويحين موعد اللحظة الحاسمة لإعلان نتائج تصويت الجمهور للمرشّحين الثلاثة: إيمان من لبنان، ورندة من مصر، وأنس من ليبيا، ليفوز أنس بأغلبية 54.16 % من الأصوات، ممّا خوّله العودة مباشرةً إلى الأكاديميّة، وعلى الرغم من نيل المصريّة رندة 27.13 % من أصوات الجمهور، متفوّقة على زميلتها اللبنانيّة إيمان التي حازت على 18.71% من الأصوات، إلاّ أنّ قوانين البرنامج لا تخوّلها من العودة إلى رفاقها في الأكاديميّة، بل تلزم هؤلاء بالتصويت لإنقاذ إحدى الفتاتين، فكانت النتيجة أن صوّت لرندا ثلاثة فقط من رفاقها وهم زيزي من مصر، وحنان من المغرب، وفهد من الكويت، في حيث أعطى الباقون أصواتهم لإيمان.
وبهذا يتقلّص عدد المشتركين من 16 مشتركاًَ إلى 15 بعد مضيّ أسبوع واحد على انطلاق "ستار أكاديمي 2"، وبانتظار الأسابيع المقبلة يتطلّع الجميع إلى تحسّن مستوى الأصوات والآداء لدى الطلاّب الذين يعيشون فترةً من القلق المعتاد قبل التقييم الأسبوعيّ يوم غد الثلاثاء الذي ينتج عنه تسمية ثلاثة طلاّب للخروج من الأكاديميّة.
[email protected]