إنسحاب بهاء سلطان مباشرة على الهواء


النجم بهاء سلطان
رولا نصر من الدوحة: بدا متعبًا ومرهقًا منذ لحظة صعوده الى المسرح... لا بل حتى قبل ذلك. كان التعب باديًا بشكل واضح على عينيه وتعابير وجهه خلال اللقاء الذي جمعه بالزملاء الصحفيين المتواجدين في الدوحة... إنه الفنان المصري النجم بهاء سلطان التي تمكّن من البروز وبقوّة على خارطة الغناء العربي، هو الذي أحدث ضجة واقام الدنيا ولم بقعدها عندما غنى وقال: قوم اوقف وانت بتكلمني". في مشاركته الأولى في مهرجان الدوحة، الذي اعتره بهاء فخرًا وشرفًا، وامل ان يكون على القدر الكافي من المسؤولية، لم يكمل وصلته الغنائية المقررة في الليلة الثانية من ليالي المهرجان (23 يناير 2005).
إعتلىالمسرح غ\في حوالي الساعة العاشرة الا رعًا بتوقيت الدوحة، وبدأ بأغنية "يا ترى". التوتر كان واضحًا، حيّا الجمهور وأكمل مع اغنية "يا حبيبي". صوته بدا مخنوقًا، متعبًا والكل يستغرب... ترى ما الذي حصل مع بهاء خصوصًا وان الكل يعرف قدراته الصوتية وأدائه المتمكن على المسرح. علم بتشساؤلاتنا التي لم نطرحها الا فينا بيننا، وكأنه سمعنا فقال: اريد ان اعتذر من الجمهور، صوتي متعب وآسف إن كنت سأتسبب بأي إزعاج"... وأكمل وكأنه يجبر نفسه على الغناء، مع اغنية "قوم اوقف". حاول جاهدًا أن يؤدي بشكل جيد الا أن صوته كان متعبًا للغاية، بالكاد يلفظ الكلمات، منزعج وغير راض عما يحصل.... فقرر ان يختتم الحفل مع الأغنية الرابعة والتي كانت بعنوان "قلي". بعد انتهاء الأغنية، خاطب بهاء الجمهور وكذلك إدارة المهرجان وقدم اعتذارًا على هواء تلفزيون قطر، وقال: اعذروني، سأتوقف عن الغناء، لأنه في حال اكملت سأكون دون مستوى هذا المهرجان الكبير، وهذا ما لا أريده".
كانت تلك الوصلة القصيرة جدًا مع الأسف للفنان بهاء سلطان الذي أوضح بعد الحفل انه مصاب بنزلة برد شديد أتعبته وأثرت على صوته وادائه أكثر بعد السفر والتعب والحفلات الأخرى التي احياها في القاهرة. غير أن الطريقة التي اعتذر من خلالها للجمهور، كانت راقية جدًا تشير فعلًا الى رهافة حسّ هذا الفنان الذي احترم جمهوره وكذلك المهرجان مفضلًا الإنسحاب بدلًا من الغناء بطريقة غير لائقة هي أقل من مستوى المهرجان بالفعل، متمنيًا ان يلتقي بالجمهور القطري في اعاوم مقبلة في حال أراد المهرجان استضافته من جديد، واعدًا إياهم بالتعويض....

من المؤتمر الصحفي لبهاء سلطان: نصر محروس صاحب القرار في اختيار اغنياتنا

وكان بهاء قد عقد مؤتمرًا صحفيًا في اليوم الذي تلا وصوله الى الدوحة، والظريف نا بهاء صرح في بداية المؤتمر انها المرة الأولى التي ييعقد فيها مؤتمرًا صحفيًا. إفتتح المؤتمر بسؤال عن الدويتو الأخير الذي قدمه بهاء سلطان مع الفنانة سومة (البوم فري ميكس)، ولماذا اختار بهاء الغناء مع مطربة مغمورة، وهل يعني ذلك انه لم يختر مطربة مشهورة كي لا تؤثر عليه وتخطف منه الأضواء...؟ فقال بهاء ان فكرة الدويتو هي اساسًا لنصر محروس، وكونه منتسب الى شركته فإنه من الصعب جدًا ان يغني مع مطربة من شركة اخرى. وأكدّ بهاء أنه لا يخاف دون شك من تقديم دويتو مع مطربة مشهورة، بل على العكس تمامًا، فهو على سبيل المثال يتمنى تقديم دويتو نع شيرين، وبأن مثل هذا التعاون سيضيف اليه دون شك، وليس العكس.
وتقدّم احد الزملاء بسؤال الى بهاء يسأله فيه عن رأيه في مسألة تشبيه صوته بصوت الفنان احمد عدوية، فهو اولًا واخيرًا فنان لا يتكرر مؤكدًا أنه يتمنى الإستمرار وان يكون امتدادًا للغناء التراثي الشعبي.
وطرح سؤال حول الكمّ الكبير من الشائعات التي طالت بهاء سلطان خصوصا اتهامه بالتجسس لصالح إسرائيل، فقال بهاء أنه اساسًا لا يتابع السياسة ولا يدرك متاهاتها، ودون شك إن هو ليس محتاجًا للتبرير لأن الخبر غير صحيح، والموضوع سخيف لدرجة أنه لا يتحمّل الردّ. اما عن عدم تعاونه مع الملحن مصطفى كامل، أكدّ بهاء ان مصطفى ماكل هو بالفعل من اكتشفه، غير ان عدم التعاون حاليًا ليس بسبب خلاف، بل بسبب انشغال كامل نفسه بشركة الإنتاج الخاصة التي أسسها.
اما عن الأغنية التي حققت مراتب متقدمة جدا في سوق المبيعات في 2004، سأله احد الزملاء عن سبب قبوله بتقديم هذه الأغنية، خصوصًا وان كلامها عادي جدًا ودون معنى، في الوقت الذي يمتلك فيه بهاء كل مقومات الفنان الناجح؟
قال بهاء: كل تقوله صحيح، فإن كلام الأغنية مستفزّ، مؤكدًا انه تردد في البداية قبل الموافقة على تقديم الأغنية، ولكن بعد ان سمع الكلام واللحن كاملين من تامر حسني، بدل رأيه ووجدها أغنية جميلة جدا، خصوصا وان فكرتها كوميدية بين صديقين يتحدثان، وليس فيها اي تعابير وقحة او خارجة عن الذوق العام، والا لما غناها طبعًا، متمنيًا ان يوفق في المستقبل لتقديم اغنيات اكثر جدية، مؤكدًا انه لم يكن يتوقع أبدًا ان تحقق الأغنية كل هذه الضجة.
وردًا على سؤال حول سرقة جملة "قوم اوقف" من اغنية للفنانة وردة الجزائرية، وتحديدًا في جملة "ولما صحيت على حبك"، قال بهاء ان التوارد موجود وليس شرطًا ان يكون الملحن قد تقصد السرقة، والسؤال يجب ان يطرح على تامر لأنه هو من لحن الأغنية.
اما عن سبب اتجاهه لتقيم الأغنيات الشعبية دون سواها، فقال بهاء ان نصر محروسوبحكم العقد الإحتكاري المبرم بينهما، يختار حوالي 80 % من الأغنيات التي تصدر، وبأنه ليس حرًا في اختياراته، مؤكدًا على احترامه الكبير لنصر محروس وخبرته العميقة في مسألة اختيار الأغاني، بينما هو لا يزال في البدايات، مؤكدًا أنه سيحرص في المستقبل على التنويع في أعماله الغنائية.

[email protected]