&بعد تردد ورفض دخول قوات الحشد الشعبي ذات الغالبية الشيعية من دخول محافظة الأنبار، صوت مجلس محافظتها على دخول هذه القوات لتحريرها من داعش تزامناً مع دعوات مماثلة لشيوخ عشائرها.

عبد الرحمن الماجدي: تزامنت دعوة عشائر محافظة الانبار، كبرى المحافظات العراقية، للحشد الشعبي لدخولها مع تصويت مجلس المحافظة على ذات الطلب من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

يأتي ذلك بعد دعوات رفض متواصلة من شيوخ وساسة المحافظة يقيمون خارج العراق أو في إقليم كردستان بعدم السماح لمتطوعي الحشد الشعبي دخول المحافظة وتحريرها من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، متهمين الحشد الشعبي بالعمل وفق أجندات إيرانية مطالبين بتسليح عشائرها.

موافقة

وأفاد رئيس اللجنة الامنية بمحافظة الانبار احمد العلواني، اليوم الاحد، عن موافقة المجلس لإشراك قوات الحشد الشعبي بمعارك تحرير المحافظة،&وقال العلواني لوسائل إعلام محلية إن "مجلس محافظة الأنبار قرر بإجتماعه الذي عقده، اليوم، إشراك قوات الحشد الشعبي في معارك تحرير الانبار".

وأضاف أن "المجلس وقع على طلب رسمي بالإجماع موجه الى رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، يقضي بإشراك قوات الحشد بالمعارك"،&وأكد العلواني أن "الطلب سيصل بيد رئيس المجلس صباح الكرحوت بالسريع العاجل الى العبادي".

مطالبة بالحشد الشعبي

من جانبها، قالت عشائر المحافظة في مؤتمر صحافي عقدته في قضاء الخالدية بالانبار اليوم الأحد إن "شيوخ عشائر الأنبار ومقاتلي المحافظة طالبوا رئيس الوزراء حيدر العبادي بإرسال تعزيزات أمنية والحشد الشعبي الى مدينة الرمادي بأسرع وقت".

وقد سيطر مسلحو ( داعش) قبل يومين على المجمع الحكومي في الرمادي بمحافظة الأنبار، &ما يعني أنهم سيطروا فعليًا على كل المدينة تقريبًا، وسط تواصل المعارك فيها ووصول قوات "الفرقة الذهبية" من بغداد.

&وواصل داعش بسط سيطرته على مناطق في المحافظة، بينما نزح الآلاف من منازلهم خشية من وصول داعش لهم بسبب تراجع القدرة القتالية لدى قوات الجيش والشرطة العراقيين واعتمادهما في تحرير المناطق على القوة الاندفاعية لدى متطوعي الحشد الشعبي، التي&دفعت شيوخ المحافظة الى الاستعانة بالحشد الشعبي الذي ساهم بتحرير محافظة صلاح الدين الشهر الماضي.

&تحذير من السقوط

وكان قياديون في الفصائل المسلحة التابعة لعشائر سنية في الرمادي حذروا من أن المدينة معرضة للسقوط بشكل تام في يد مسلحي التنظيم، إذا لم يتم إرسال تعزيزات عسكرية من الجيش والقوات الأمنية أو تسليح العشائر بشكل كافٍ.

&ودفعت هذه التطورات بشيوخ من عشائر الانبار بالاستعانة بالحشد الشعبي، وفي مقدمتهم شيخ قبيلة البو محل الطرابشة، أحد شيوخ عشائر ناحية البغدادي غربي مدينة الرمادي الذي وجه نداءً الى الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي لإرسال قطعات الحشد الشعبي الى الناحية والبدء بعمليات ضد عناصر تنظيم "داعش" الارهابي.

التدخل المشروط

وكان قادة في الحشد الشعبي أعلنوا الاسبوع الماضي أنهم لن يدخلوا أي مناطق ذات غالبية سنية يسيطر عليها داعش دون موافقة من سكانها.

وقال الشيخ عاشور الحمادي عبر وسائل إعلام محلية "أوجه ندائي الى هادي العامري ومقتدى الصدر وقيس الخزعلي لإرسال قطعات الحشد الشعبي الى ناحية البغدادي والبدء بعمليات تحرير المناطق التي يتواجد فيها الارهابيون"، معتبراً الرافضين لدخول الحشد الشعبي الى الانبار "أصوات نشاز".

وأضاف الحمادي "نطالب الحكومة بسرعة إرسال الاسلحة والاعتدة الى مقاتلي العشائر في ناحية البغدادي" التي يحاصرها مقاتلو التنظيم وتضم أكبر قاعدة عسكرية يتواجد فيها مئات الخبراء الأجانب من أميركا وأوربا الذين يشرفون على تدريب القوات العراقية. وقال زعيم قبلي إن البلدة التي بها قاعدة الأسد الجوية، وعدد من المستشارين العسكريين الأميركيين، تركت بلا حماية كافية.

&تسلل

وكان قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن ناصر الغنام أعلن الأربعاء الماضي عن مقتل أربعة إرهابيين وتدمير زورق لدى محاولتهم التسلل إلى ناحية البغدادي، بعد أن كان مقاتلو "داعش" سيطروا الاسبوع الماضي على منطقة جبُة القريبة على ناحية البغدادي بعد هجوم بـ9 سيارات مفخخة استهدفت مواقع القوات الأمنية.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر في شرطة الأنبار أن مسلحين استخدموا جرافة مصفحة لازالة الستائر الكونكريتية التي كانت قد نصبت في الشوارع المؤدية إلى مقر قيادة الشرطة المجاورة للمجمع الحكومي ثم قاموا بتفجير الجرافة عندما وصلت إلى المقر.

وأفادت تقارير من مصادر أمنية ومحلية متطابقة أن أفرادًا من الشرطة المحلية قد تركوا أسلحتهم وهربوا بملابس مدنية إلى مناطق بالمدينة لاتزال تخضع لسيطرة القوات الحكومية.

يذكر أن محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد) تمتد على مساحة واسعة تشكل ثلث مساحة العراق وقد سقطت معظمها بيد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) منذ حزيران( يونيو) الماضي. وتتردد الحكومة العراقية بتسليح عشائرها لمقاتلة داعش خوفاً من ذهاب بعض السلاح لمقاتلي التنظيم. ويفضل ساسة من المحافظة انفصالها عن المركز في إقليم سني مع محافظات سنية أخرى على غرار إقليم كردستان. ونزح من المحافظة آلاف الاسر الى العاصمة بغداد ومحافظتي كربلاء وبابل حيث يجري التدقيق في هويات الشباب من النازحين خشية تسلل مقاتلي داعش بينهم، حسب ما قاله قادة أمنيون عراقيون.

&