قتل 54 شخصا وجرح مئة آخرون في تفجير بشاحنة مفخخة استهدف سوقا في مدينة الصدر في شمال بغداد، وتبناه تنظيم داعش، ويعد من الأشد دموية في العاصمة العراقية منذ أشهر.

بغداد: قتل نحو 54 شخصا وجرح&مئة الخميس في تفجير في شاحنة مفخخة استهدف سوقا في منطقة ذات غالبية شيعية في بغداد، وتبناه تنظيم داعش. وهز الانفجار منطقة مدينة الصدر في شمال بغداد في الصباح الباكر.

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية ان "شاحنة مفخخة انفجرت قرابة الساعة السادسة صباح اليوم (03,00 تغ) في سوق شعبية للبيع بالجملة". وكانت حصيلة سابقة افادت عن مقتل 38 شخصا على الاقل. واكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة التفجير الذي وقع في ساعة الذروة في السوق التي تشهد تجمع العديد من التجار.

وقام مسعفون في المكان بجمع اشلاء بشرية، بينما قام آخرون بنقل جرحى الى سيارات الاسعاف، او معالجة المصابين بشكل طفيف في المكان.

كما ادى التفجير الى دمار كبير خصوصا في الشاحنات المبردة الناقلة للخضار، وتسبب التفجير وسط السوق بتناثر البضائع. كما امكن مشاهدة عدد من الاحصنة التي تستخدم لجر عربات الخضار، وقد قضت في التفجير او اصيبت بجروح.

وتبنى تنظيم داعش الهجوم. وجاء في بيان تداولته حسابات مؤيدة للتنظيم على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، "بعملية مباركة مكن الله لجنود داعش تفجير شاحنة مفخخة مركونة وسط تجمع لعناصر من جيش الدجال والحشد الرافضي في احد اهم معاقلهم في مدينة الصدر".

وعادة ما يقول التنظيم في بيانات تبني التفجيرات التي تستهدف مناطق يقطنها شيعة يشير اليهم بمصطلح "الرافضة"، انه استهدف الجيش وقوات الحشد الشعبي، المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية تقاتل الى جانب القوات الامنية، لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون منذ هجومهم الكاسح في العراق في حزيران/يونيو 2014.

وأدانت ايران غير المنضوية في الائتلاف التفجير، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية "ايرنا" عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية افخم.

وتخوض القوات العراقية بدعم من مسلحين غالبيتهم من فصائل شيعية مدعومة من ايران، وبمساندة طيران الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن، معارك لاستعادة بعض هذه المناطق. ويأتي تفجير بغداد بعد ايام من تبني التنظيم تفجيرين انتحاريين استهدفا مساء الاثنين مناطق ذات غالبية شيعية في محافظة ديالى شمال شرق العاصمة، ما ادى الى مقتل 30 شخصا على الاقل.

وتبنى التنظيم مؤخرا سلسلة تفجيرات في المحافظة الحدودية مع ايران، كان اشدها تفجير انتحاري في سوق منطقة خان بني سعد ذات الغالبية الشيعية في تموز/يوليو، ادى الى مقتل 120 شخصا على الاقل.

وكانت السلطات العراقية اعلنت في كانون الثاني/يناير "تحرير" المحافظة المختلطة مذهبيا من تواجد التنظيم. الا ان الجهاديين عاودوا في الفترة الماضية اعتماد تكتيكات الهجمات المباغتة والتفجيرات.

وادى تفجير خان بني سعد، الذي يعد من الاكثر دموية منذ الاجتياح الاميركي للبلاد في 2003، الى توتر بين البلدة ذات الغالبية الشيعية، والقرى ذات الغالبية السنية المحيطة بها. وكانت ديالى واحدة من اكثر محافظات العراق توترا خلال الحرب المذهبية بين 2006 و2008.

وفي ظل العلاقة الشائكة بين ابرز مكونين مذهبيين في العراق، اعتبر رئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال رايموند اودييرنو الاربعاء ان تحقيق المصالحة بينهما يزداد صعوبة، ما قد يجعل التقسيم "الحل الوحيد".

وخلال مؤتمر صحافي وداعي قبل تقاعده الجمعة، قال ردا على سؤال عن فرص المصالحة بين الطرفين، ان الامر "يزداد صعوبة يوما بعد يوم". وتوقع الضابط الذي كان قائدا للقوات الاميركية في العراق بين العامين 2008 و2010، ان مستقبل العراق "لن يشبه ما كان عليه في السابق".

وردا على سؤال عن امكانية تقسيم البلاد، قال اودييرنو "اعتقد انه يعود الى المنطقة، الى الشخصيات السياسية والدبلوماسيين ان يروا كيف يمكن لهذا الامر ان يجري، ولكن هذا امر يمكن ان يحصل"، مضيفا "ربما يكون هذا الحل الوحيد ولكني لست مستعدا بعد لتأكيده".

وشدد على ان الاولوية يجب ان تبقى قتال الجهاديين الذين تقود واشنطن منذ الصيف ائتلافا دوليا يشن غارات جوية ضدهم في سوريا والعراق، اضافة الى تواجد مستشارين عسكريين ومدربين في العراق لتدريب قواته.

وقال اودييرنو "علينا اولا ان نعالج (مشكلة) تنظيم داعش وان نقرر ماذا سيكون عليه الامر لاحقا".

واشار الى ان جهود مكافحة التنظيم والتي شملت تنفيذ اكثر من خمسة آلاف غارة جوية، ادت الى كبح التنظيم لا سيما في العراق وشمال سوريا. الا انه اعتبر ان ثمة "نوعا من المراوحة" حاليا، رغم وجود "بعض التقدم".

وفي حين تمكنت القوات العراقية من استعادة بعض المناطق التي سقطت بيد التنظيم العام الماضي، الا ان الاخير لا يزال يسيطر على مناطق رئيسة كالموصل مركز محافظة نينوى (شمال)، وتمكن في ايار/مايو الماضي من السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار (غرب).