استباقًا لمحادثات زعيمه مقتدى الصدر في طهران، رفض تياره اليوم الهتافات التي رددها المتظاهرون المحتجون ضدها، مؤكدًا أن زعيمه لن يخضع لأي ضغوطات بالترافق مع هجوم شنه ضده مستشار لخامنئي.. فيما أكد رئيس البرلمان لوفد أميركي ضرورة دعم الدول الكبرى للعراق في تجاوز أزمته الحالية، بينما نفى علاوي استعانته بالسفارة الأميركية لتولي رئاسة الحكومة.&

إيلاف من لندن: قال رئيس كتلة الاحرار النيابية الممثلة للتيار الصدري ضياء الاسدي إن زعيم التيار مقتدى الصدر "يحترم الجمهورية الاسلامية الإيرانية، وما حدث من هتافات ضدها أمر مرفوض".&

وقال إن موضوع سفر الصدر أمس إلى إيران "ان كان فعلاً قد وقع وهذا ما لا علم لي به قد أخذ ابعاداً مستغربة".. مضيفًا في بيان صحافي الثلاثاء، اطلعت على نصه "إيلاف"، أنّ "الرجل لديه جزء من عائلته ومتعلقيه في العراق وجزء في بيروت وجزء في إيران، وهو يزورهم بين الحين والآخر ولديه علاقات اجتماعية وعلمانية وسياسية في بلدان كثيرة، وقد قضى في سفرة واحدة اكثر من عام في إيران" قبل سنوات.

وتساءل الاسدي "لماذا الاستغراب من سفره أو مكوثه وتحميله ما لا يحتمل؟". وقال مخاطبًا متابعي تحركات الصدر، "اطمئنوا فإن سماحة السيد لو بقي في إيران نصف قرن لن يخضع لأي ضغوط في أي أمر لا يراه من مصلحة العراق، وهو مازال على فتوى ابيه الشهيد المرجع في احترام الجمهورية الاسلامية والتعاون معها، كما يحترم ويتعاون مع أية دولة عربية وإسلامية أخرى".&

واعتبر ما حصل من هتافات ضد إيران بعد اقتحام الخضراء "مرفوضًا من قبل الصدر، ومن قبل كتلة الاحرار وجماهير التيار الصدري الواعية".

وترافق وصول الصدر إلى طهران مع هجوم شنه ضده علي أكبر ولايتي مستشار المرشد إلإيراني علي خامنئي للشؤون الدولية، واصفًا تحركهم الأخير باقتحام مبنى البرلمان في المنطقة الخضراء وسط بغداد بأنه "تحرك غير قانوني".

ووصل الصدر إلى طهران امس بعد أن قاد السبت الماضي تظاهرات الاحتجاج التي اقتحمت المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان معلنًا اعتكافه العمل السياسي لمدة شهرين، تعبيرًا عن عدم رضاه عن الاوضاع في البلاد. وحل الصدر بإيران فيما تستمر ازمة سياسية يلعب فيها دورًا اساسيًا عبر المطالبة بالاصلاحات وتغيير الوزراء المرتبطين بالاحزاب المهيمنة على السلطة.&

وتوجه الصدر بصحبة رجلي دين متوجهًا إلى مطار الامام الخميني جنوب طهران على متن طائرة تابعة لشركة طيران إيرانية بعد يومين من اعتكافه عن النشاط السياسي لشهرين، اثر فشل مجلس النواب في عقد جلسة للتصويت على وزراء مستقلين ضمن مشروع اصلاحات، ما دفع بمتظاهرين غالبيتهم من أنصار التيار الصدري إلى اقتحام المنطقة الخضراء مقر الحكومة ومجلس النواب بهدف الضغط على البرلمان للموافقة على حكومة من وزراء مستقلين تكنوقراط، واقالة الوزراء المرتبطين بالاحزاب المهيمنة على السلطة.

والاحد، اعلنت إيران الغاء رحلاتها الجوية إلى العراق بعد ان ردد المتظاهرون هتافات ضدها وضد قائد فيلق القدس المسؤول عن الملف العراقي قاسم سليماني.. وقال رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني سعيد أوحدي إن إلغاء رحلات الطائرات الإيرانية&والمظاهرات الحاشدة والأضرار التي لحقت ببعض الأماكن عرقلت رحلات الزوار الإيرانيين إلى بغداد.. محذرًا من توجه الإيرانيين إلى بغداد خلال هذه الأيام.

وقد اظهرت تسجيلات فيديو انصار التيار الصدري وهم يهتفون لدى اقتحامهم لمبنى البرلمان العراقي السبت الماضي، "إيران برة برة بغداد تبقى حرة".. و"اسمع ياسليماني انا الصدر رباني"، في إشارة إلى قائد فيلق القدس المسؤول عن الملف العراقي الجنرال قاسم سليماني.&

واتهمت بعض الاوساط الشيعية البعثيين وانصار المرجع الشيعي العراقي العربي آية الله ألسيد محمود الحسني الصرخي بالاندساس بين المتظاهرين وترديد هذه الاتهامات متغافلة عن الشعور العام بالغضب لدى العراقيين من التدخل الإيراني السافر في شؤون بلادهم.&
&
علاوي ينفي استعانته بواشنطن للعودة لرئاسة الحكومة

نفى رئيس ائتلاف الوطنية اياد علاوي اليوم ما نشرته بعض وسائل الأعلام بشأن استعانة علاوي بالسفارة الأميركية لتولي منصب رئيس الحكومة، مؤكدًا انه لم يدخل أية سفارة عدا السفارة البريطانية.

وقال المكتب الاعلامي لعلاوي في بيان تسلمت نصه "إيلاف"، إن "بعض وسائل الإعلام المغرضة والممولة من أجهزة إستخبارية معروفة نشرت خبراً ملفقاً وعارياً عن الصحة عن ذهاب اياد علاوي إلى السفارة الأميركية للحصول على منصب رئاسة الوزراء".. مبينًا أن "هذا الخبر رخيص ومدسوس".

وأضاف المكتب ان "علاوي لم يدخل أية سفارة عدا السفارة البريطانية، في دعوة عشاء عند تواجد وزير الخارجية البريطاني في بغداد قبل أسابيع، وبمعية عدد من القيادات العراقية".. مشيرًا إلى أنّه "لم يستجد أي منصب من قبل وأنما اُنتخب رئيساً للوزارة الأولى بإجماع مجلس الحكم بالكامل". وأوضح أن "علاوي لم يشترك بأية حكومة منذ ذلك الحين"، لافتًا إلى أنّ "مبادئه وثوابته وأخلاقه السياسية هي في الاعتماد على الإرادة الوطنية العراقية دون غيرها".

يذكّر أن عددًا من وسائل الاعلام كانت نشرت خبرًا امس قال إن أياد علاوي زار مقر السفارة الأميركية في بغداد للاستعانة بها لتوليه رئاسة الحكومة، وهو المنصب الذي كان تولاه عام 2004.
&
واشنطن تناقش الاحداث مع بغداد وتؤكد قوة العبادي

بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري اليوم الثلاثاء مع وفد الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور مارك روبيو، بحضور السفير الأميركي ستيوارت جونز، التطورات السياسية والاقتصادية في العراق.
وجرى خلال الاجتماع التأكيد على أهمية الحفاظ على استقرار العراق وعدم تعريضه لأي هزة قد تلقي بظلالها على أوضاع المنطقة ككل، لاسيما وأن العراق لم ينتهِ بعد من القضاء على عصابات داعش.

وأكد الجبوري على عزم هيئة الرئاسة توفير الظروف الملائمة لعودة جلسات مجلس النواب العراقي وبأقرب وقت ممكن لأجل ممارسة دوره التشريعي والرقابي. كما أشار إلى أن الأزمة الراهنة أثبتت أن العراق بحاجة ولا يزال إلى دعم المجتمع الدولي، "ولذا نجد الضرورة كبيرة لمساندة الدول الكبرى في دعمها للعملية السياسية ومساعدة العراق على تجاوز أزمته".

ومن جهته، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في موقف قوي رغم الاضطرابات السياسية في العراق، وإن ذلك يرجع لأسباب منها نجاحاته الميدانية والتزامه بأن تكون الدولة متعددة الطوائف.

وأضاف كارتر للصحافيين الذين كانوا يرافقونه اثناء هبوط طائرته في ألمانيا، "يبدو أنه في موقف قوي للغاية... نحن ندعمه بقوة طبعًا بسبب ما يؤمن به". ويمثل دعم كارتر الكامل للعبادي أحد أكثر المواقف الداعمة له حتى الآن، بعد أشهر من التشاحن السياسي الذي وضع البلاد في حالة من الاضطراب الشديد.

وقال "يؤمن رئيس الوزراء العبادي بكل الأشياء المهمة لمستقبل العراق، وكان شريكًا فيها.. أي دولة متماسكة وليست مجرد دولة تدور في دوامة الطائفية". وأضاف كارتر قبل محادثات في أوروبا هذا الأسبوع مع حلفاء في الحملة على الدولة الإسلامية، "لهذا السبب من المهم أن يساعد المجتمع الدولي الحكومة العراقية ويدعمها في هذا التوقيت".

وحاول العبادي استبدال الوزراء المنتمين للأحزاب بوزراء تكنوقراط في إطار حملة لمكافحة الفساد، لكن البرلمان المنقسم اخفق في الموافقة على الاقتراح وسط مشاجرات واحتجاجات.

وباتت مكافحة الفساد قضية رئيسية بعد انهيار أسعار النفط العالمية منذ عامين، وتقلص ميزانية الدولة، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى دخل إضافي لشن حرب على تنظيم داعش، والذي بدأ يتقهقر منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، عندما استعاد الجيش العراقي الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية، وخلال الشهر الماضي استعاد الجيش السيطرة على بلدة هيت ودفع عناصره إلى الشمال على طول وادي الفرات.