بعد أن انتشرت صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تجرّ عربة تحمل البضائع، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فتاة مصرية تدعى منى السيد، تقديرًا لها على كفاحها من أجل أسرتها.

إيلاف من القاهرة: في لافتة إنسانية، وتقديرًا للمصريين الفقراء المكافحين، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء أمس الأحد، في قصر الاتحادية في القاهرة، فتاة من مدينة الإسكندرية تدعي منى السيد، تقديرًا لها على كفاحها من أجل أسرتها، وذلك بعد انتشار صورتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما فيسبوك، وهي تجر عربة خشبية عليها الكثير من البضائع.

وبث التلفزيون المصري وقائع اللقاء الذي استغرق 15 دقيقة، وبدأه السيسي مرحبًا بالفتاة، وقال "أهلًا وسهلًا شرفتينا"، وردت الفتاة قائلة: "أنا اللي سعيدة بك، وربنا يعينك ويعينا".

وتركز الحوار بين السيسي و"فتاة العربة" حول تقدير العمل، وقالت: "يارب مصر تبقى بخير وسعادة"، فردّ السيسي: "طول ما فيها ناس مثلك ستبقى بخير".

وانتقدت عدم سعي بعض الشباب للعمل، وتفضيل الجلوس على المقاهي، بدلاً من البحث عن لقمة العيش، مشيرة إلى أنها تعمل حتى لا تحتاج إلى أي شخص، وقال السيسي: "ربنا ما يحوجك لحد"، وردت: "ربنا ما يرميك في ضيقة"، وأمن هو على دعوتها "آمين يا رب".

وأعرب الرئيس المصري عن سعادته بلقاء الفتاة، مشيرا إلى أنه يكنّ لها كل الاحترام والتقدير.

وعرض السيسي المساعدة على الفتاة، ولكنها ردت بالقول: "المهم إني شوفتك بخير، والمهم الستر من عند ربنا"، ولكن السيسي أخبرها أنه قرر التكفل بسفرها لأداء العمرة، كما منحها شقة وسيارة لتعمل عليها، تقديرًا لكفاحها. وأمر بتدريبها على قيادة السيارة.

قدوة عظيمة

وقالت الفتاة إنه يجب على الناس العمل والاجتهاد، حتى يفتح الله عليهم أبواب الرزق بالحلال، وقال لها الرئيس السيسي: " أنت أصبحت مثلا للمصريين، مثلا جميلا وقدوة عظيمة".

وأضافت موجهة حديثها للسيسي: "أنا سعيدة إني شوفتك، وفرحانة أنك بخير وسلام، وربنا يعطيك الصحة والعافية ويخلي لك عيالك ويديك على قد نيتك"، فيرد الرئيس عليها: يعطيني من فضله أحسن".

وطلب السيسي من فتاة العربة توجيه كلمة للمصريين، فقالت: "أقول لهم اشتغلوا واتعبوا"، وقال لها السيسي: هل تعرفين ما أريده؟ فردت عليه: "الستر"، فقال: "أريد ستر مصر".

وعلق السيسي على نحافتها الواضحة، وردت بالقول إنها تأكل مرة واحدة في اليوم فقط. وقال: "أنا أتعجب على قدرة ربنا في خلقه إنه جعل الست منى مثلا لنا". وقال لها: أنا تشرفت بك، اليوم التقيت إنسانة صالحة".

ووصف السيسي عمل "فتاة العربة" لمدة عشرين سنة في جر عربة البضائع، بأنه "قمة الشرف"، وتابع قائلاً إنه يوم جميل أن التقي بها، وتعمل منها أشياء جديدة.

ودعا الرئيس المصري الفتاة إلى حضور مؤتمر الشباب المقبل، وإلقاء كلمة إلى الشباب.

كسر البرتوكول

ولم يكتف السيسي باستقبال الفتاة ومنحها شقة وسيارة وعمرة، بل كسر قواعد البروتوكول، ورافقها من داخل القصر إلى السيارة التي تقلها من العاصمة القاهرة إلى مدينة الاسكندرية، بل وفتح لها باب السيارة شخصيًا.

وكانت انتشرت صورة الفتاة منى السيد، وهي تجر عربة تحمل بضائع ثقيلة، وانتشرت صورة الفتاة التي تعيش في مدينة الاسكندرية، بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، ولاسيما فيسبوك، واتهمت وسائل الإعلام المصرية بقصتها، وأجرى الإعلامي عمرو أديب اتصالًا بها، وقالت: "استيقظ منذ الصباح الباكر كل يوم وأعمل حتى الساعة 8 مساء وأقوم بتحميل البضاعة وأوزعها على المحلات وأمشي من منطقة العطارين حتى بحري كل يوم بين أزقة متعرجة وضيقة وكل ما اتمناه هو الستر".

وأعلن أحد رجال الأعمال التبرع بمبلغ مالي لمساعدتها، وقالت منى السيد: "لا أريد شيئا من الدنيا وفخورة بنفسي والمال الذي تبرع به أحد رجال الأعمال لي سوف أمنح منه جزءا لأبناء أخي، وأتمنى أن أقوم بأداء عمرة ومعي زوجة أخي".

ولما شاهدها الرئيس عبد الفتاح السيسي في التلفزيون، قرر استقبالها في القصر الرئاسي، وتحقيق أمنياتها، تقديرًا لكفاحها.

ليست المرة الأولى التي يستقبل فيها السيسي شخصيات عادية تقديرًا لهم، بل سبق أن استقبل في قصر الاتحادية أيضاً سيدة تنكرت في ملابس الرجال عشرات السنين، من أجل العمل، وتوفير الحياة الكريمة لأسرتها.