إيلاف من بغداد: قال نائب رئيس جمهورية العراق نوري المالكي "إن العراق يخوض حاليًا معركة الحسم النهائي مع تنظيم داعش الإرهابي، وإن الأخطاء الأميركية السابقة هي التي خلقت داعش في المنطقة"، مشيرًا الى "أن هناك إجماعًا دوليًا على ضرورة إيقاف وإدانة كل من يؤسس لمنظمة إرهابية، لكن ذلك لاينفي وجود مصالح دولية قد تقتضي إيجاد منظمة إرهابية أخرى بديلة عن داعش في المنطقة".&

وأضاف المالكي في حوار موسع مع «إيلاف»: "أن لدى تركيا أطماعاً في محافظة الموصل، وهناك من يريد تقسيمها، فبماذا نفسر وجود القوات التركية قرب الموصل، كيف دخلت هذه القوات عبر منفذ ابراهيم الخليل وزاخو ودهوك والموصل وبعشيقة، هناك نوايا طالما كشفت عنها الادارة التركية ويبنونها على الاتفاقية التي كانت بين الدولة العثمانية والحلفاء، وللاسف الشديد طريقة تعامل حكومة اقليم كردستان ومسعود بارزاني واعتبارها فرصة للتمدد على اراضي محافظة نينوى لم تكن مناسبة، فربما سيستفيدون من المعركة، لكن غداً عندما تهدأ اصوات الرصاص ستبدأ المطالبة بالمناطق واخراج القوات وخاصة القوات التركية".

وأضاف "أن ما يهدد الموصل أيضًا من المخاطر هو ما يسمى بالحشد العشائري الذي يترأسه اثيل النجيفي واسامة النجيفي، وهذا الحشد يطالب ان تكون الادارة الامنية بيدهم بعد تحرير الموصل وهذا هو بداية الخطر، ان يكون أمن الموصل بيد من اربكوه واسقطوا الموصل بسبب سياستهم، حينما كان محافظاً، ولايمكن ان يعود ويتولى ادارة الملف الامني".&

وحول قطع ميزانية كردستان، أكد المالكي "ليس هناك شيء في الميزانية يسمى رواتب موظفي كردستان، بل هناك حصة 17% من الميزانية لإقليم كردستان، وتم قطعها لعدم إلتزام حكومة بارزاني بالإتفاقات النفطية، وليس معقولاً أن تمتنع حكومة الإقليم من إرسال إيراداتها النفطية الى المركز وتطالب بحصتها من نفط البصرة".

لقراءة الحلقة الاولى:&

&

هنا الجزء الثاني والأخير من الحوار:

* هل يحتاج العراق الى مصالحة وطنية حقيقية بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي؟

- بالتاكيد، ولذلك انا تبنيت هذا الموضوع شخصياً، وشكلنا لجنة من التحالف الوطني، وهذه اللجنة تعمل منذ عدة شهور بالتعاون مع الامم المتحدة وتوصلنا الى اقرار ورقة تسوية وطنية، وهذه التسوية تحتوي على جوانب فكرية وتنظيمية والمبادئ التي نعتمدها للعراق منها، وحدة العراق ورفض الطائفية، وان يكون السلاح فقط بيد الدولة، واحترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤوننا، والاستثمار الامثل للثروات والمساواة، وغير ذلك من امور اكتملت جميعها وقمنا باقرارها، الآن اخذتها الامم المتحدة وستعرضها على فريق من اخواننا من المكون السني حتى ننتقل الى مرحلة الاجراءات والتنفيذ، نعم السلاح لاينهي الارهاب، انما ينتهي الارهاب وبجانبه المشاريع السياسية التي تتضمن اصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية ونحن ماضون بهذا وبقوة.

* هناك اتهامات ضدك بالسيطرة على مجلس القضاء الاعلى وبأنه مسيس خصوصاً في اصدار بعض القرارات، ما رأيكم بهذا الموضوع؟

- ان هذا الموضوع يأتي من ضمن تبريرات المذنبين ويقولون بأن القضاء مسيس، أقول يا ايها الوزير الذي تقول بأن القضاء مسيس، عندما ثبتت عليك ملفات الفساد امام الجمهور وعلى شاشات التلفاز الا ينبغي العمل وفق هذه النتيجة، فلماذا تنكر فسادك و تقول بأن القضاء مسيس، سألت القضاء في ملفات متعلقة بي شخصياً فقالوا لي أن هذا حقك كما ان واحد + واحد يساوي اثنين، لكن مع ذلك لم يحكم القضاء لصالحي، فاذا كنت انا متحكماً بهذا المجلس فلماذا لاتسير القضايا الخاصة بي وفق مصلحتي، لماذا ابعدت عن منصب نائب رئيس الجمهورية لمدة عام وفقاً لقرار غير دستوري فلماذ استغرقت المحكمة عاماً كاملا للحكم في قضيتي لو كان الامر بيدي لانتهت القضية من اول يومين، انا لا ابرئ القضاء 100% لكن ارفض اتهامه بالتسييس، نعم هناك ضغوطات وتهديد على بعض القضاة وبالتحديد من الميلشيات والعصابات وبالتاكيد هذه تؤثر على القاضي، لكن بالمعنى الاطلاقي بان القضاء مسيس فهذا غير صحيح.

* قضية مهمة بالنسبة لاقليم كردستان وهي الأزمة المالية، هناك اتهامات لحضرتكم بقطع حصة اقليم كردستان، نريد ان نعرف منكم الحقيقة الكاملة ولماذا وصل الامر الى هذا الحد؟

- اولاً ما تم الاتفاق عليه ان كان صحاً ام خطأ فإنه بموجب ما إتفقنا عليه هناك حصة للاقليم من الموازنة بنسبة 17%، السؤال هو من اين تتشكل الموازنة العراقية العامة؟، تتشكل هذه الموازنة من نفط البصرة والوسط والشمال، بمعنى ان النفط والغاز ملك لجميع ابناء الشعب العراقي وفق الدستور، وهذا يعني واردات كل هذا النفط تجمع في موازنة واحدة ومن ثم توزع على ابناء الشعب العراقي ومنها حصة الاقليم 17/%، وعندما يأخذ الاقليم حصته نحن لسنا مسؤولين كيف يصرفها كرواتب أو خدمات أو امور اخرى أو تسرق ليس لنا علاقة بهذا، المهم ان الاقليم اخذ حصته وهو الذي تصرف بها، ولايوجد شيء اسمه قطع رواتب موظفي كردستان، انما يوجد ادارة في اقليم كردستان امتنعت عن تسليم النفط للموازنة، وهي تأخذ 17%، وترفض تسليم النفط للموازنة، اليس من المنطقي والحق ان تقطع هذه الحصة، لم تقطع الرواتب بل قطعت حصة الاقليم التي هي من ضمنها رواتب وخدمات أو غيرها، قلت لهم اعطونا أي شيء حتى ولو 100 الف برميل وستكون حصتكم ماشية ونشكل لجنة مشتركة فيما بيننا تشرف على الانتاج، وتشكلت هذه اللجنة بالفعل لكنهم منعوها من العمل، فاخبرناهم وقلنا لهم اعطونا النفط نعطيكم 17%، لا تعطوننا نفط لن نعطيكم حصتكم، لان محافظة البصرة ستحتج وتقول لماذا يأخذ الاقليم حصته من الموازنة من نفطنا، فعندما يتصرفون بنفطهم لماذا لايصرفون رواتب الموظفين، فالذي يتحمل مسؤولية قطع رواتب الموظفين هو الاقليم لانه تصرف بهذه الطريقة ولم يسلم نفطه وأراد الاستمرار في اخذ حصته وهذا ظلم لباقي المحافظات.

* اليس مفروضا على الحكومة الاتحادية أن تراجع الحسابات الختامية للحصة التي تمنح لاقليم كردستان؟

- نعم، يجب كشف الحسابات، لكن الاقليم يرفض الكشف عن اي شيء، ديوان الرقابة المالية يتابع سجلاتهم، وقلت لهم بأن هذا المبلغ الذي يعطى للاقليم هو لشبعنا الكردي ولأهلنا في كردستان، نريد ان نعرف هل يصل الى شعبنا الكردي كما يصل الى شعبنا في البصرة أم لا؟، قالوا هذا ليس من مسؤوليتكم انتم اعطونا حصتنا ونحن نتصرف بها، ومنعوا أي حالة تدقيق، ونحن لانعلم هل هذا المبلغ يصل الى الشعب ام لا؟، كم يصل منه للناس وكم لايصل لانعلم شيئاً.

* هناك اتهامات لقيادات الاتحاد الوطني وخاصة الدكتور لطيف رشيد وعادل مراد بانهما هما اللذان شجعوك على قطع حصة اقليم كردستان، فهل هذا صحيح؟

- هذا سخف في الاتهامات، وكما يقول المثل"حدث العاقل بما لايعقل فإن صدق فلا عقل له"، هل من الممكن ان تقوم قيادات كردية في الاقليم بطلب قطع الرواتب عن اهلهم وشعبهم؟ القضية معكوسة تماماً وهذه مناكفات سياسية، هؤلاء القيادات هم الذين جاؤا الي وطالبوني بصرف رواتب الموظفين وصرفت شهراً بسبب مطالبة الاستاذ عادل مراد، وطلبوا مني افادة للمحكمة بهذه القضية، فارسلت افادتي للمحكمة وقلت بانه لم يطلب مني لا عادل مراد ولا لطيف رشيد قطع رواتب موظفي كردستان، لان الراتب ليس لدي اساساً، الراتب لدى المسؤولين في اقليم كردستان أنفسهم، هذان القياديان طلبوا مني مساعدة اقليم كردستان فساعدنا الاقليم لشهر واحد، وللتاريخ اقول هما طلبا مني مساعدة الناس ومعالجة مشاكلهم، وما يقال افتراءات لا اساس لها من الصحة.

* الا يفترض بالحكومة الاتحادية ومجلس النواب التدخل لمعالجة الازمة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنين الآن في اقليم كردستان؟

- انا معكم واتمنى ان تستطيع الحكومة مساعدة شعب كردستان، مسعود بارزاني رئيس الاقليم يرفض أي تدخل بأي مستوى من المستويات في شؤون الاقليم، فكيف تستطيع الحكومة الإتحادية التدخل لمعالجة المشكلة، الجيش العراقي ممنوع ان يدخل في اي منطقة من كردستان، لكن القوات التركية تدخل بكل راحة، انظر الى المفارقة، والآن الجيش العراقي دخل الى بعض مناطق كردستان بفضل الضغط الأميركي والا لم يكن مسموحاً له بدخول اراضي اقليم كردستان، فالحكومة الاتحادية لاتستطيع ان تعمل اي شيء مع اصرار حكومة الاقليم على انها تتصرف بالعائدات النفطية، حتى في كركوك هناك تصرف بالعائدات النفطية، واذا لم يتعاون الاقليم فلا البرلمان ولا الحكومة الإتحادية تستطيع ان تعمل شيئاً، الآن الشعب الكردي في ذمة قيادته، وعلى القيادة في الاقليم ان تبحث عن حل ونحن سنساعدها، واذا قالت حكومة الاقليم هذا هو نفطي واعطوني 17% والله جميعنا سندعمها ونكون معها، لكن لايجوز ان تتصرف بعائدات النفط كما يحلو لها ومن ثم تأتي وتقول انتم قطعتم الرواتب، نحن لايوجد شيء في ميزانيتنا اسمه رواتب كردستان، هناك فقط فقرة حصة كردستان، أما كيف تصرف فلا ندري.

* انتم قلتم بانكم لاتستطيعون التدخل في امور الاقليم، لكن كركوك محافظة عراقية لماذا تسمحون بالتحكم بعائدات نفط كركوك؟

- هذه الرسالة يجب ان تذهب الى الحكومة الاتحادية ووزارة النفط، وكركوك محافظة عراقية كما ان الاقليم اقليم عراقي، ويجب ان يكون التصرف بنفط المحافظة وفقاً للسياسات القانونية والدستورية، والذي يحدث الان في كركوك مخالف للسياقات القانونية.

* التقيتم السفير الأميركي مؤخرا، فهل كان يحمل رسالة معينة ام ماذا؟

- لا لم يكن يحمل اي رسالة وانما نستطيع ان نقول هي رسالة ضمنية لادامة العلاقة ومعالجة الخلل، وسفراء الدول الاوروبية دائماً يزورنا ويسمعون منا، وانا بحكم علاقتي معهم لمدة 8 سنوات فمن الطبيعي ان يزورني السفير الأميركي او ممثل اوباما، لكن لم يكن يحمل أي رسالة.

* ما الذي يمكن ان يغير فوز ترامب للعراق؟

- الولايات المتحدة دولة عظمى وهي بلد مؤسساتي، ولا اعتقد حصول اية حالة انكسارية في السياسة الأميركية، ربما تحدث تعديلات جزئية هنا أو هناك، لكن لا اعتقد حدوث اية حالة انكسارية الا اذا استجدت امور وتطورت احداث داخل وخارج أميركا ربما يحصل شيء عندها، ولكني لا اعتقد بان السياسة الأميركية ستتغير كثيراً بمجيء ترامب او غير ترامب.

* لكن هناك من يقول بأن الحزب الجمهوري هو اكثر اهتماماً بالسياسة العراقية.

- صحيح الجمهوريين لهم اهتمام اكثر بالعراق وهم الذين اسقطوا نظام صدام حسين وظلوا مواكبين للعملية السياسية ايضاً، كانت سياستهم جيدة عندما وافقوا على انسحاب القوات وحين وافقوا على اتفاقية الشراكة، ونتمنى من السيد ترامب وهو يستلم مهامه الجديدة ان يفعل الاتفاقية الستراتيجية التي وقعناها والتي فيها اقتصاد وسياسة ونفط وتجارة وجيش وعسكر، وانا اقول ان العراق يحتاج الى هذه الاتفاقية مع أميركا ويحتاج الى الجهد الأميركي والخبرة الأميركية في مختلف المجالات واتمنى على الرئيس ترامب ان يفعل هذه الاتفاقية لان الديمقراطيين لم يفعلوا هذه الاتفاقية ابداً رغم أننا طلبنا منهم ذلك، ولو كانوا استجابوا لطلبنا لما كانت داعش موجودة، طلبنا منهم سلاحاً لكي نضرب الجزيرة التي كانت مدخلاً لتنظيم داعش الارهابي من سوريا، لكن مع الاسف الشديد لم يتعاونوا معنا واعترفوا بعد ذلك بهذا الخطأ.
&
* هل تعتقد بأن مشروع جو بايدن حول تقسيم العراق قد انتهى بذهاب الإدارة السابقة؟

* انا احس بوجود شيء ما في ذهن بايدن اسمه تقسيم العراق، ثانياً يساعد على هذا الفهم ما يجري على الارض وكانها مقدمات لعملية التقسيم، انا لا انظر لعملية تحرير الموصل على انها تحرير فقط بل هي خطوات على طريق تقسيمها، ولا انظر الى بعض الممارسات الأميركية حول تسليح الكرد والسنة مباشرة، هؤلاء الكرد والسنة هم في داخل دولة ولايجوز تسليحهم الا عن طريق الحكومة الاتحادية، انا اشعر بأن هذه الممارسات ربما تساعد السياسي الأميركي ان يتحدث ويقول بأن تقسم العراق افضل من ان يبقى في حالة متناحرة. المشروع باق ولم يمت انا أراه الآن اكثر نشاطاً.

* المشروع باق حتى بعد تغيير الادارة الأميركية؟

- المشروع كان للديمقراطيين ولا ادري هل ستستمر هذه السياسة ام سيرفضها الجمهوريين، ربما تستمر اذا فكر العقل الأميركي بأن التقسيم افضل حل لمشكلة العراق.

* هناك مطالبات داخلية بتشكيل اقليم البصرة، هل تؤيد ذلك؟

- نحن لا نمانع اقامة الاقليم الجنوبي او الغربي، لكن يجب ان يكون ضمن سياقات وقوانين الدولة العراقية، وبصراحة اقليم كردستان ليس اقليماً انما دولة ينقصها القليل وشريك في دولة ثانية.