إيلاف من القاهرة: قال وليد إسماعيل، رئيس ائتلاف الصحب والآل، إن أعداد الشيعة في مصر لا يتعدون 25 ألف شخص، ومعظمهم يعمل في الخفاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويستخدمون مبدأ "التقية".

وأضاف إسماعيل في الحلقة الأولى من مقابلة مع "إيلاف"، أن الحكومة المصرية تتغافل عن الملف التشيع الإيراني بسبب الانشغال بمحاربة الإرهاب والتصدي لجماعة الإخوان المسلمين، مما ساعد إيران على التوغل في مصر ونشر أفكارها، مشيرًا إلى أن الرئيس الأسبق حسني مبارك لعب دورًا كبيرًا في إخماد هذه التحركات، وكان أفضل من نظام حكم السيسي وعهد الإخوان ومحمد مرسي في التصدي لإيران، على حد قوله.

ولفت إلى أن الرئيس السابق محمد مرسى، فتح الباب أمام التحركات الإيرانية في المنطقة، معتبرًا أن الشيعة يمثلون خطرًا على مصر، لنشرهم الطائفية. وحذر من أن نشر الفكر الشيعي في مصر سيحولها إلى نسخة من العراق وسوريا.

هل التنوع المذهبي يمثل خطرًا على مصر، وكيف يهدد التشيع الإيراني الاستقرار فيها؟

من الصعب جدًا رصد الأعداد الحقيقية للشيعة في مصر؛ نتيجة عدم إعلانهم عن تشيعهم، كما أن الكثيرين منهم يلجأون إلى استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل التواصل مع القيادات ونشر أفكارهم، ولكن حصلنا على معلومات تؤكد أن نسبة الشيعة في مصر ليست كبيرة، ويصل عددهم إلى ما يقرب 25 ألف شخص ليس أكثر من ذلك. ولكن المشكلة الكبرى لا تكمن في كم يبلغ عدد الشيعة في مصر، ولكن الأخطر من ذلك هو تخفيهم، واستخدام الكثير منهم أسلوب "التقية" وأرى أن هؤلاء يمثلون خطرًا أكبر على مصر وخاصة أن المواطنين لا يعرفون أن هؤلاء شيعة ويتعاملون معهم على أنهم من أهل السنة، ومن ضمن المشكلات الأخرى، هو أن هؤلاء يتحركون بكل سهولة على الأرض وخاصة أنهم يتقاضون مبالغ مالية تصل إلى 15 ألف جنيه شهريًا، مما يساعدهم على التحرك والتفرغ بشكل كامل من أجل نشر فكرهم، وخاصة بعد أن ضمنوا العيش بحياة كريمة دون معاناة، بعد تلاقيهم هذه المبالغ الكبيرة، دون أن يفكر أحدهم في البحث عن عمل لتوفير احتياجات بيوتهم، مما يجعلهم يقضون كل أوقاتهم في الترويج للفكر الشيعي، والأخطر أن هؤلاء لا ينظرون إلى تحت أرجلهم بل إلى مدى أبعد من ذلك، ويعتمدون على عامل السنين الطويلة، أي أنه من الممكن أن تكون مصر بعد 40 أو50 سنة توجد بها نسبة كبيرة من أعداد الشيعة يكون لهم تأثير، مثل ما حدث في البحرين والمنطقة الشرقية للسعودية، والكويت، فكل هذه المناطق لم يكن بها شيعة نهائيًا، ولكن مع مرور الزمن أصبح يوجد بها شيعة لا يستهان بها، بل تساهم في إسقاط دولة، وذلك عن طريق استخدام قوتهم في الانتخابات؛ مما سيكون له تأثير في تغيير الأوضاع الداخلية للبلد.

ما الطرق التي تسلكها إيران لنشر التشيع في مصر؟

إيران دربت الشيعة في مصر على الاستفادة من تجارب ذويهم في البلدان الأخرى، ففي بداية الأمر كانوا يطالبون بالحسينيات، ولكن بعد ذلك توقفوا عن هذه المطلب، كما أنهم لا يصلون في معظم مساجد المسلمين السنة، مما يصعب على المواطن معرفتهم، ولكن تتم معرفتهم عن طريق لحن القول، وسب الصحابة، وعن طريق التمسح بأهل البيت ومدى حبهم لهم، وحبهم للصحابة، يسعون إلى نشكر جميع أفكارهم، مما يساعد في جذب أعداد كبيرة لهم، ثم بعد ذلك يقومون بالكشف عن هويتهم الحقيقة بتشيعهم لمن انضم إليهم، كما أنهم يستغلون الصوفية الاستغلال الأمثل لنشر أفكارهم، فالصوفية هي البوابة الخلفية للتشيع، فهم يتحركون بقوة الآن على أرض الواقع، وهناك مساعٍ لدى أحمد راسم النفيس لعمل منظمة تحت مسمى "المؤسسة الفاطمية"، وهذه المؤسسة تعطي لإيران معلومات عن مصر، مقابل مبالغ مالية للترويج للفكر الشيعي، فلا ألوم أحمد راسم على فكره، ولكن ما ألوم عليه هو مساعيه لنشر هذا الفكر في مصر والذي سيمثل خطرًا عليها، وخاصة أن الشيعة معرفون بمشاكلهم الكبيرة وسيكونون عاملاً من عوامل نشر الطائفية في مصر، وهذا سيجعلنا نسخة أخرى من العراق ومن البحرين واليمن وسوريا، فلذلك لا بد من التصدي لمن يسعى لنشر هذا الفكر لأنه مرفوض داخل مصر خوفًا من ضرب الوحدة في البلد، فمثلا لا يصح أن يوجد مسجد في مصر يقول رضي الله على عمر ويوجد مسجد آخر يلعن في عمر ويسب في الصحابة، فنحن لسنا دولة أوروبية، تمتع بحرية الرأي ولن نصل إليها أبدًا؛ لأن طبيعة أهل مصر والعرب "دمهم حامي" يغيرون على دينيهم ولن يسمحوا لأحد بالمساس بدينهم ومعتقداتهم مما سينتج عن ذلك مشاكل لا غنى عنها إذا دخلت التشيع مصر، فنبعد النار عن البنزين.

بالنسبة لدور إيران في مصر هل زاد نشاطها بعد ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013؟

لو رجعنا بالزمن إلى الوراء قليلًا، سنجد أنه في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك لم يكن هناك أي دور لإيران داخل مصر، نظرًا لحالة الانضباط والسيطرة التي فرضها مبارك لإخماد أي تحركات شيعية، وهذا ما يميز نظام مبارك عن عهد الإخوان ومحمد مرسى وعهد عبد الفتاح السيسي، فمبارك كان أفضلهم في التعامل مع هذا الملف وهذه نقطة تحسب له بكثير، فكان الحديث في عهده عن التشيع خطًا أحمر ومصير من يتحدث في هذا الفكر أو محاولات نشره هو السجن، ولكنه كان في نفس الوقت يترك بعض القيادات الشيعية خارج السجون من أجل إشغال بعض السلفيين للرد عليهم، والدخول في صدامات مع بعضهم البعض من أجل إلهائهم.

وكيف سمح لهم نظام حكم الإخوان ومحمد مرسي بالعمل، إذا كان يعرفون الخطر الإيراني؟

انفتاح مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، سهل تحركات إيران في المنطقة وفي مصر نفسها، كما أن تعاون الرئيس السابق محمد مرسى مع إيران من أجل الحصول على أموالهم لدعم الاقتصاد المصري، سهل أكثر، وكان هذا خطأ كبيرًا وقع فيه مرسى، مما أغضب بعض السلفيين منه، لأنه فتح الباب على مصراعيه أمام التشيع الإيراني بالتحرك بسهولة داخل مصر لنشر أفكاره، ولكن هناك ميزة أخرى في عهد مرسي أنه في ظل هذه التحركات كنا نتصدى لها بكل سهولة ونخمدها قبل الوصول إلى المواطنين وذلك عن طريق عقد الندوات والمؤتمرات لتفنيد هذا الفكر والمخاطر التي ستنتج عنه إذا دخل مصر.

وفي عهد الرئيس السيسي الوضع لم يختلف كثيراً عن وضع مرسي، بل بالعكس زاد سوءًا اتسعت تحركات إيران لنشر التشيع على أرض الواقع في مصر؛ نظرا لانشغال الأمن بالتصدي للجماعات الإرهابية، كما أن عودة العلاقات مع روسيا سهلت من دور إيران داخل مصر، وسعت إلى تمويل عناصرها بالبلاد بمبالغ مالية ضخمة لنشر أفكارها، كما أن المشكلة الأكبر أن الحكومة المصرية في هذه الفترة غير مهتمة بالتصدي للتشيع نهائيًا، وكأنه ليس خطرًا على الدولة، وكل ما يشغلها هو التصدي لجماعة الإخوان المسلمين، والشيعة استغلوا ما يحدث من قبل الحكومة، وتحركوا بكل قوة، دون أن يثيروا القلاقل، فهم يتحركون عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة لنشر أفكارهم.

هل تتعرض لأي مضايقات أمنية أثناء التصدي لهذه للتحركات الإيرانية؟

المشكلة الآن أننا غير قادرين على التحرك بكل سهولة على الأرض، فالندوات التي كنا نعقدها للتصدي للفكر الشيعي أصبحت شبه معدومة، كما أن الحكومة تضع أمامنا العقبات للحصول على الموافقات الأمنية لإقامة أي ندوة أو مؤتمر، وسعينا كثيرًا للحصول على الموافقات الأمنية إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، كما أن تواصلنا مع الأمن أصبح معدومًا، فكنا من قبل نخبرهم بقيام أحد الشيعة بنشر أفكاره، فكان يتحركون على الفور لاستجوابه، لمعرفة من يحركه ومصادر تمويله، على عكس هذه الفترة عندما نخبرهم بوجود أشخاص ينشرون الفكر الشيعي أصبحوا لا يهتمون وكأنّ شيئًا لم يحدث، وهذا خطأ كبير تقع فيه الحكومة، فحذرنا من قبل من خطر تواجد التشيع الإيراني في اليمن وأنهم سيكونون السبب في تفككها، وهذا ما حدث بالفعل، فالشيعة التابعون لإيران خطر على الدول الإسلامية وينشرون الطائفية، ونحذر من إمكانية أن يحدث بمصر في ظل إغفال الدولة عن التصدي لتحركات الشيعية وإيران داخل البلاد.