هدد بارزاني أنه سيقوم بإعلان استقلال إقليم كردستان في حال تولى نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي رئاسة الحكومة مجددًا، محذرًا من أن العودة إلى العراق السابق الموحد صعبة جدًا، وأشار إلى أن علاقة الإقليم بإدارة ترامب جيدة.

إيلاف: قال بارزاني في حديث صحافي مع صحيفة "الشرق الأوسط"، الصادرة في لندن الاثنين، وإطلعت عليه "إيلاف"، إنه سيعلن استقلال إقليم كردستان العراق الشمالي، في حال تولى نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي رئاسة الوزراء: "وليكن ما يكون ومن دون الرجوع إلى أحد وليكن ما يكون". وأكد أن "القبول بالبقاء في عراق يحكمه المالكي غير ممكن".

الآلاف اغتيلوا في عهد المالكي
وقال "لا نريد استكمال تدمير العراق.. وفي عهده تم اغتيال الآلاف من أبناء العراق من مختلف القطاعات، ولدينا الأسماء.. أنا لا أقول إنه ذهب بنفسه وفعلها، لكن هذا حدث تحت حكمه، ومن دون شك كان راضيًا". وأضاف أن المالكي "تبنى للأسف نهجًا طائفيًا تسلطيًا، وضرب الشيعة والسنة والأكراد، وتصور أنه الحاكم الأوحد للعراق.. لا يمكن أن أقبل بالبقاء في عراق يحكمه المالكي، ومع الأسف الشديد لم أكن أتوقع أن يصل المالكي إلى هذه الدرجة من الحقد والعداء للأكراد".

وشدد على أن رئيس الوزراء العراقي السابق، "خان ثقة الأخوة والتعاون". وقال: "لو كانت لديه القوة التي كانت لدى صدام حسين لتجاوزه بمراحل".

معركة الموصل
وأوضح بارزاني أن "ما تحقق في معركة الموصل حتى الآن يشكل ضربة قاصمة لتنظيم داعش".. موضحًا أن "خسائر قوات البيشمركة الكردية منذ بدء القتال ضد تنظيم داعش في يونيو عام 2014 بلغت 1668 قتيلًا و9725 جريحًا، بينما كانت خسائر التنظيم 15 ألف قتيل".

واعتبر بارزاني أن الإطاحة بهوشيار زيباري من حقيبة وزارة المالية التي كان يتولاها كانت موجّهة ضد رئيس الوزراء حيدر العبادي وعملية الموصل لإسقاط الأول وإفشال الثانية.&

وتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في موقعها الداعم للأكراد.. وقال إن لمسؤولي الإقليم علاقة جيدة بفريق الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب. وأشار إلى أنه لا يرى نفوذًا أميركيًا في العراق، "حيث تحتل إيران النفوذ الأكبر في بغداد".

عودة العراق موحدًا صعبة
وأوضح بارزاني أن حوارًا صريحًا جرى بينه وبين العبادي وقادة سياسيين إلتقاهم في بغداد أخيرًا، حيث أبلغهم أن العراقيين فشلوا في بناء شراكة حقيقية في ما بينهم "وأنه من الأفضل أن نكون جيرانًا طيبين".. مشددًا على أن "إمكانية العودة إلى العراق السابق الموحد صعبة.. وصعبة جدًا".

وأشار إلى دور إيران وأميركا في الشأن العراقي الداخلي، ورأى التفاهمات بين أربيل وبغداد تمر عادة بمباركة طهران. وقال: "لكن لا أدري إن كان هناك شيء من وراء الستار". وأضاف: "لا أرى نفوذًا أميركيًا في العراق.. هذا على الأقل في الظاهر".

إيران صاحبة النفوذ الأكبر
أكد أيضًا أن إيران ليست صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في بغداد، إلا أنها "صاحبة النفوذ الأكبر في بغداد". وقال إن أي تفاهم بين أربيل وبغداد لا أعتقد أن يتم من دون مباركة إيرانية".

ووصف بارزاني علاقة إقليم كردستان مع تركيا بالممتازة.. موضحًا أن هذه العلاقة "ليست على حساب علاقتنا مع إيران". وقلل بارزاني من وقوع مواجهة مباشرة مع الحشد الشعبي، الذي يضم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، إلا أنه أشار إلى وجود ما أسماه بعناصر غير منضبطة داخل تلك الفصائل. وقال: "أحيانًا نسمع بعض التصريحات غير المسؤولة. طبعًا في الحشد أيضًا أناس يشعرون بالمسؤولية. نحن نريد أن نطوي صفحة الحروب، وأن نتفرغ للتنمية وتحسين ظروف معيشة الناس".

وأكد قائلًا "لا شك أن التصريحات المتوترة هي مبعث قلق بالنسبة إلينا.. وبالتأكيد أي أحد سيعتدي على الإقليم سوف يلقى الرد الحاسم، ونأمل ألا تصل الأمور إلى هذه المرحلة". وشدد بالقول "هناك فعلًا عناصر منفلتة وغير مسؤولة في الحشد، وهناك أيضًا من يشعر بالمسؤولية".