واشنطن: دعا الرئيس الاميركي دونالد ترمب الدوحة إلى التوقف فورًا عن تمويل الارهاب، مؤكدًا أن دولة قطر قامت تاريخيًا بتمويل الارهاب على مستوى عال جدًا.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروماني كلاوس يوهانيس: "لقد قررت مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون وكبار جنرالاتنا وطواقمنا العسكرية ان الوقت حان لدعوة قطر الى التوقف عن تمويل الارهاب".

وشدد الرئيس الاميركي على ضرورة أن توقف قطر التمويل ودعم الفكر المتطرف. أضاف: "اريد ان اطلب من كل الدول التوقف فورًا عن دعم الارهاب. اوقفوا تعليم الناس قتل اناس آخرين".

في ردود الأفعال، رحبت المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والمنامة السبت بدعوة ترمب الى قطر للتوقف عن تمويل الارهاب، داعية بدورها الدوحة الى البدء في "تصحيح سياستها".

وعبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن "ترحيب" المملكة بتصريحات ترمب"، مضيفا ان "محاربة الإرهاب والتطرف لم تعد خيارًا بقدر ما هي التزام يتطلب تحركًا حازمًا وسريعًا لقطع كافة مصادر تمويله من أي جهة كانت"، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الرسمية.

وقال المصدر ان التحرك الفوري لوقف تمويل الارهاب ينسجم "مع مخرجات" القمة العربية الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي والقى فيها ترمب خطابا دعا فيه الدول العربية والمسلمة الى مكافحة التطرف.

بدورها رحبت دولة الإمارات بدعوة ترمب. ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن سفير الدولة لدى الولايات المتحدة يوسف مانع العتيبة اشادته بالتصريحات. وقال إنه ينبغي على الدوحة "أن تراجع سياساتها الإقليمية بعد أن تقر بالمخاوف التي تتعلق بدعمها المقلق للتطرف".

ورات البحرين من جهتها ان "هذا الموقف الحازم يأتي في إطار الجهود الأميركية الحثيثة ويعكس إصرارًا شديدًا على مواصلة مكافحة كل صور الإرهاب وضمان التكاتف الدولي للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة".

وشددت المنامة في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية على "ضرورة التزام قطر بتصحيح سياساتها والانخراط بشفافية في جهود مكافحة الإرهاب لتتمكن دول المنطقة من معالجة الأخطار التي تهددها ومواجهة جميع الكيانات الإرهابية والقضاء على كل من يدعمها".

دائرة المقاطعة تتسع وجهود الوساطة عاجزة

عشرة شروط سعودية على قطر تطبيقها خلال 24 ساعة

تناقض واضح

الموقف الاميركي من هذه الازمة كان ضبابيًا خلال الأيام الماضية، بسبب التصريحات والتغريدات والبيانات المتضاربة التي صدرت عن دوائر القرار في واشنطن بهذا الشأن، لكن تصريح ترمب آتى ليجسد الانخراط الاميركي الكامل في هذه الازمة، بعيد ساعات على ادلاء وزارتي الخارجية والدفاع الاميركيتين بدلويهما في هذه الازمة.

وأتى تصريح ترمب بعيد ساعتين من تصريح اقل حدة تجاه الدوحة ادلى به وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون وناشد فيه السعودية وحلفاءها تخفيف الحصار الذي فرضته على قطر، والذي قال إنه يضر بالعمليات ضد تنظيم داعش، مع تأكيده في الوقت نفسه على وجوب ان يقوم امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "بالمزيد وبشكل اسرع" في مجال مكافحة الارهاب.

وقال تيلرسون في تصريح مقتضب للصحافيين ان "امير قطر احرز تقدما في مجال وقف الدعم المالي وطرد الارهابيين من بلاده ، لكن عليه ان يقوم بالمزيد وان يقوم به بشكل اسرع".

أضاف: "الحصار يضر بالعمل العسكري للولايات المتحدة في المنطقة وبالحملة ضد تنظيم داعش".

وتناقض تصريح تيلرسون مع تصريح سبقه اليه قبل دقائق فقط مسؤول في البنتاغون، وقد اكد فيه ان الحصار المفروض على قطر لا يؤثر بتاتًا على العمليات العسكرية للقوات الاميركية في المنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية الكابتن جيف ديفيس للصحافيين "في هذه المرحلة ليس هناك اي تأثير (للحصار المفروض على قطر) على عملياتنا".

وكان ترمب كلف تيلرسون العمل على حل الازمة التي وصفها الاخير بأنها "مقلقة للولايات المتحدة وللمنطقة وللاشخاص الكثيرين المتأثرين بها".

وشدد الوزير الاميركي على ان "قطر لديها تاريخ في دعم جماعات تراوح من ممارسة النشاط (السياسي) الى ممارسة العنف"، مضيفًا: "ندعو قطر لأن تتجاوب مع مخاوف جيرانها".

محتمل أن تنشر قوات في الدولة الخليجية المحاصرة

موقف تركي "ملغوم" في شأن الأزمة القطرية !

إردوغان يدافع 

في المقابل، دافع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن قطر، مؤكدًا ان اتهامها بدعم الارهاب فيه تجن عليها وان بلاده ستواصل دعمها.

وقال اردوغان في اسطنبول: "حتى هذا اليوم، لم أر أنّ قطر دعمت الارهاب"، مطالبًا برفع "الحصار" المفروض على قطر "بصورة كاملة"، مؤكدًا ان انقرة ستواصل مساعدة الدوحة، وسترسل لها المواد الغذائية والادوية. 

وبعد أربعة ايام من قطع علاقاتها مع الدوحة، اعلنت المملكة السعودية ومصر ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين تصنيف 59 شخصًا و12 كياناً في لوائح الإرهاب المحظورة لديها.

وقالت الدول الاربع في بيان مشترك ان اللائحة "مرتبطة بقطر، وتخدم أجندات مشبوهة في مؤشر الى ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة، وتمويل ودعم وإيواء مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى".

الغرامة 500 ألف درهم

الإمارات: التعاطف مع قطر عقوبته السجن

المركزي الاماراتي يعمّم

ولاحقا أصدر المصرف المركزي الاماراتي تعميمين للبنوك العاملة في الامارات "لتجميد اية حسابات أو ودائع أو استثمارات عائدة لأي من الاشخاص والكيانات الواردة" في اللائحة، كما حدد "عددًا من المؤسسات المالية التي قامت بفتح حسابات بنكية لصالح هؤلاء الأشخاص والكيانات الإرهابية"، بحسب ما افادت وكالة الانباء الاماراتية الرسمية (وام).

وتضم اللائحة الداعية المصري يوسف القرضاوي المقرب من جماعة الاخوان المسلمين والمقيم في قطر، والليبي الاسلامي عبد الحكيم بلحاج، ورجل الدين الليبي علي محمد الصلابي، ومفتي ليبيا الصادق الغرياني، وشخص من آل ثاني العائلة الحاكمة في قطر.

كذلك تضم اللائحة شخصين تم سابقًا تصنيفهما على انهما ممولان للارهاب وكانت قطر قد اتخذت بحقهما اجراءات بحسب تقرير سابق لوزارة الخارجية الاميركية، هما سعد الكعبي وعبداللطيف الكواري.

ومن بين الكيانات التي وردت في اللائحة ثلاث مؤسسات خيرية قطرية، و"سرايا الدفاع عن بنغازي" المجموعة المسلحة في ليبيا، وستة كيانات في مملكة البحرين بينها "ائتلاف 14 فبراير".

السعودية والامارات في موقف مريح 

نتائج كارثية لقطع العلاقات … ماذا ستفعل قطر!

جهود دبلوماسية 

في موازاة ذلك، بدأ وزير خارجية قطر من المانيا زيارة اوروبية تشمل ايضا روسيا في محاولة لاستدراج مساندة دولية.

وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى نظيره الالماني سيغمار غابرييل وعقدا مؤتمرًا صحافيًا ندد فيه المسؤول القطري باللائحة التي رأى انها "جزء من سلسلة اتهامات لا تستند الى شيء".

وبدأت الازمة في مايو عندما أعلنت قطر أنها تعرضت لقرصنة أدت الى نشر تصريحات نسبت الى أميرها الشيخ تميم بن حمد ال ثاني على وكالة الانباء القطرية الرسمية. وتضمنت التصريحات انتقادات للسعودية ودول الخليج بعد زيارة ترمب للرياض، بسبب موقفها من ايران.

عام 2014، شهدت العلاقات القطرية الخليجية ازمة مماثلة قطعت خلالها بلدان خليجية عدة علاقاتها مع الدوحة قبل ان تعيدها بوساطة كويتية. وتقول الرياض وابوظبي ان الدوحة لم تف بالتزامات تعهدت بها قبل ثلاث سنوات، وبينها وقف دعم جماعة الاخوان المسلمين المصنفة منظمة ارهابية في العديد من الدول الخليجية والعربية.