إيلاف من لندن: تتصاعد خطورة أزمة استفتاء اقليم كردستان العراق على الانفصال حيث بدأ الاكراد يهددون بحرب في كركوك فيما ألغت السلطات في مدينة مندلي شمال بغداد قرار إشراكها في الاستفتاء المقرر في 25 من الشهر الحالي واقالة مدير الناحية الكردي من منصبه.

وفي جلسة طارئة عقدها اليوم فقد صوت مجلس ناحية مندلي (190 كم شمال شرق بغداد) التابع لمحافظة ديالى على قرار بإلغاء اشراك المدينة باستفتاء اقليم كردستان وذلك إثر يومين من الاعتصامات والتظاهرات التي نظمها سكانها الذين طالبوا بعدم شمول مدينتهم به. 

كما قرر اقالة مدير الناحية الكردي عبد الحسين القره لوسي استجابة لمطالب المعتصمين وتوزيع المناصب الادارية بين المكونات السياسية في المجلس بما يضمن العدالة للجميع.وقد أنهى السكان اليوم اعتصامهم إثر إعلان مجلس الناحية قراراته هذه.

وطالب سكان المدينة بإقالة مدير الناحية ورئيس مجلسها البلدي وهما كرديان حيث تعد مندلي من المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل وتضم خليطا سكانيا من العرب والاكراد والتركمان لكن الاحزاب الكردية تهيمن على الأجواء السياسية والحكومية فيها منذ عام 2003 ولديها 8 مقاعد في مجلس الناحية الذي يضم 13 عضوا كما انها تتولى منصبي رئيس المجلس ومدير الناحية من حصة الاحزاب الكردية.

وكانت المدينة شهدت امس تظاهرات غاضبة ضد شمول مدينتهم باستفتاء اقليم كردستان على الانفصال وقاموا باقتحام المباني الحكومية وإنزال العلم الكردي ورفع العراقي مكانه وسط غضب الاكراد الذين ساقوا اتهامات للمتظاهرين بأنهم من أنصار النظام السابق.

 

إحدى خيم اعتصام اهالي مندلي ضد الاستفتاء

 

وتقع ناحية مندلي شرق محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) وهي تتكون من أربع مناطق، قلعة بالي، بوياقي، السوق الصغير، السوق الكبير. وقد تعرضت مندلي إلى النسيان بسبب أزمة المياه خلال الحرب العراقية الإيرانية وقطع ايران المياه عنها بعد أن كانت مزدهرة طيلة العقود الماضية. 

الاكراد يقرعون طبول الحرب حول كركوك

بعد تحذير أطلقه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني باستعداد الاقليم للحرب دفاعا عن "كردستانية" محافظة كركوك الشمالية التي تضم خليطا من التركمان والاكراد والعرب فقد قالت الاحزاب الكردية إنها تدعم قوات البيشمركة في الدفاع عن المدينة.

وأكدت الأحزاب الكردية الخمسة الرئيسة الاثنين دعمها قوات البيشمركة في الدفاع والحفاظ على امن المحافظة تجاه ايّ مخاطر أمنية وتهديدات قد تتعرض لها بحسب ما نقلته عنها وكالات كردية محلية. واضافت الأحزاب في بيان خلال مؤتمر صحافي عقدته في كركوك انها مصرة على اجراء الاستفتاء في المحافظة يوم 25 من الشهر الحالي بالتزامن مع مناطق إقليم كردستان.

وحذر بارزاني من أن إقليم كردستان سيرسم حدود دولته المستقبلية إذا لم تقبل بغداد بالاستفتاء المقرر على استقلال الإقليم وقال في تصريح لبي بي سي إنه يرغب في التوصل لاتفاق مع حكومة بغداد إذا ما اختار الاكراد التصويت بالانفصال عن العراق. وقال "هذه هي الخطوة الأولى والمرة الأولى في التاريخ التي يقرر فيها شعب كردستان مستقبله بحرية".

كما هدد بأن الاكراد سيحاربون أي مجموعة تحاول ما أسماه بتغيير "الواقع" في كركوك بالقوة. ومن المقرر إجراء التصويت في الخامس والعشرين من الشهر الحالي في المحافظات الثلاث التي تشكل الإقليم وهي دهوك وأربيل والسليمانية وكذلك في مناطق تقع خارج إدارة الإقليم.