«إيلاف» من بغداد: اعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، السبت، ان الدعوة الموجهة الاخيرة لزيارة فرنسا لا علاقة لها باستفتاء إقليم كردستان على الاستقلال.

وقال المكتب في بيان تلقت «إيلاف» نسخة منه ان "الدعوة لزيارة فرنسا تم تسليمها لرئيس مجلس الوزراء من قبل وزيري الخارجية والدفاع الفرنسية اثناء زيارتهما إلى بغداد في ٢٦ آب ٢٠١٧ وصدر بيان رسمي من المكتب الاعلامي حينها بتلقي الدعوة والهدف منها"، ماضيا الى التأكيد ان الزيارة "لا علاقة لها بأزمة الاستفتاء غير الدستوري " في إشارة الى استفتاء إقليم كردستان.

وأضاف البيان ان "هدف الزيارة هو لتقوية العلاقات الثنائية ولتركيز الجهود لمحاربة الارهاب في المنطقة بعد النجاحات العراقية الهائلة في هذا المجال".

وأشار الى انه "لم يتم التطرق في المكالمة الاخيرة لرئيس الوزراء مع الرئيس الفرنسي مطلقا الى ضرورة الاعتراف بحقوق الشعب الكردي" او "عدم التصعيد من قبل بغداد"كما يروج له الاعلام الكردي".

وخلص الى القول " بل بالعكس تماما تمت ادانة اصرار القيادة الكردية على اجراء الاستفتاء وتعريض المنطقة الى عدم الاستقرار".

ردّ رسميّ

ويعد هذا اول موقف رسمي عراقي على مبادرة باريس لحل الخلافات بين حكومة اقليم كردستان والحكومة العراقية، بشأن الاستفتاء الكردي على الاستقلال الذي انعقد في 25 سبتمبر الجاري.

وذكر مصدر في مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل دعوة من ماكرون يوم الجمعة لزيارة باريس في الخامس من أكتوبر لإجراء محادثات بشأن استفتاء إقليم كردستان على الاستقلال.

وخفف بارزاني من مواقفه معلنا استعداد اقليم كردستان لبدء مفاوضات طويلة الأمد مع الجانب العراقي ولكن على اساس نتيجة الاستفتاء على استقلال كردستان فيما تعارض بغداد مشددة عبر الحكومة العراقية ومواقف القوى السياسية على وجوب تجميد نتائج الاستفتاء قبل الشروع باي حوارات .

ونظم الكرد في العراق استفتاء على الاستقلال عن العراق في 25 سبتمبر الجاري، حيث صوت أكثر من 92 بالمئة من شعب كردستان لمصلحة الاستقلال بغياب رقابة اممية ودولية في حين تجد الحكومة العراقية ان نتائج هذا الاستفتاء لا يعتد بها لعدم دستوريته أصلا.

وأغلقت بغداد المجال الجوي لكردستان أمام الرحلات الدولية وتعهدت السيطرة على المنافذ الحدودية للإقليم.

وفي بيان عن الاليزيه عقب اتصال هاتفي مع العبادي قال مكتب ماكرون إنه دعا العبادي إلى زيارة باريس وحث الجانبين على البقاء متحدين في أولويتهما المتمثلة في هزيمة تنظيم داعش وإرساء الاستقرار في العراق.

وقال ماكرون في البيان "ينبغي تجنب أي تصعيد".

واضاف البيان "ذكر ... الرئيس بأهمية الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي العراق مع الاعتراف بحقوق الشعب الكردي... يجب أن يبقى العراقيون متحدين في ظل كون الأولوية لقتال تنظيم داعش واستقرار العراق".

مطار اربيل الدولي

 

مكافحة التهريب والفساد في الإقليم

وكان مكتب رئيس الوزراء اكد ان "الحكومة العراقية تحافظ على حقوق ومكتسبات جميع ابناء شعبنا، وبضمنهم ابناء الشعب الكردي، وان اي اجراء يتخذ تراعي فيه عدم المساس بهم"

وأشار في بيان وزعه الى ان سيطرة الحكومة المركزية على المنافذ البرية والجوية في اقليم كردستان "ليست للتجويع و منع المؤن والحصار على المواطنين في الاقليم كما يدعي بعض مسؤولي اقليم كردستان ويحاولون ترويجه، انما هي اجراءات لدخول وخروج البضائع والافراد الى الاقليم تحت سيطرة الحكومة الاتحادية والاجهزة الرقابية الاتحادية، كما هو معمول به في كل المنافذ العراقية لضمان عدم التهريب ولمنع الفساد".

ولفت أيضا الى ان "فرض السلطة الاتحادية في مطارات اقليم كردستان يتمثل بنقل سلطة المطارات في كردستان الى السلطة الاتحادية حسب الدستور كما هو الحال في كل المطارات العراقية في المحافظات الاخرى وحسب ما معمول به في جميع دول العالم" مؤكدا ان "الرحلات الجوية الداخلية مستمرة ، وبمجرد نقل سلطة المطارات في الاقليم الى المركز فإن الرحلات الدولية ستستمر".

وأضاف "هذا الامر لا يمثل عقوبة للمواطنين في الاقليم انما هو اجراء دستوري وقانوني اقره مجلس الوزراء لمصلحة المواطنين في كردستان والمناطق الأخرى".

وبدأ مساء الجمعة 29 ايلول 2017 فعليا تنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي بايقاف الطيران الدولي من والى الاقليم لحين نقل السيطرة على مطاري السليمانية واربيل الى سيطرة وادارة السلطة الاتحادية.

في المقابل اعتبر المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان سفين دزيي ان قرار إلغاء الحكومة العراقية لحركة الطائرات في مطاري أربيل والسليمانية بأنه "عقاب وحصار جماعي على شعب كردستان".

وقال دزيي في بيان له ان " تنفيذ قرار الرئيس العراقي حيدر العبادي عقوبة جماعية وحصار جماعي على شعب كردستان واصرار على هذه الخروقات القانونية والانسانية تجاه شعب كردستان بذريعة فرض السلطات الفدرالية للعراق"، لافتا الى ان "هذا القرار يعرقل الزيارات المتكررة للمرضى والبيشمركة الجرحى في الحرب ضد داعش لخارج البلاد والبعض منهم بحاجة الى الرعاية الطبية المستمرة".

الهاشمي متهما العبادي بالمتقاعس: ماذا عن ملاحقة كبار الفاسدين في حزب الدعوة ؟

وفي تعليق له على إجراءات رئيس الوزراء حيدر العبادي ضد استفتاء إقليم كرستان، اتهم السياسي العراقي المطلوب للقضاء بتهمة الإرهاب، طارق الهاشمي العبادي بـ"التقاعس " مذكرا إياه بـ"المختطفين في بزيبز والصقلاوية وملاحقة الفاسدين بحزب الدعوة".

 وقال الهاشمي في تدوينة له على فيسبوك اطلعت "ايلاف" عليها "كردة فعل على الاستفتاء، العبادي يهدد بفرض السلطة بقوة الدستور والقانون، ويتحدث بثقة بإجراءات فعالة ". مضيفا "نذكر أن هناك ملفات حساسة ومهمة مازالت معلقة منذ أشهر تنتظر إجراءاتك الدستورية والقانونية، لكنك تتقاعس!! السيد العبادي هل من سبب ؟".

وأوضح الهاشمي ان "ملف عودة المهجرين من جرف الصخر، و 3000 مخطوف عند جسر البزيبز والصقلاوية، العقوبة الجماعية لأهالي الطارمية، ملف إعادة الأعمار وملاحقة كبار الفاسدين في حزب الدعوة وغيرها من الملفات (..) جميعها تنتظر موقفاً حازماً منك في ظل صلاحياتك الدستورية والقانونية... رئيس الوزراء العبادي".

الخزعلي: الاعتداء على الكرد في بغداد والمحافظات اعتداء علينا

واعتبر الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي أن أي اعتداء يطال المواطنين الكرد في بغداد أو باقي المحافظات العراقية يمثل اعتداء عليه، فيما تعهد عدم السماح لمن سماهم "المتصيدين بالماء العكر" تنفيذ ذلك.

وقال الخزعلي في بيان مقتضب صدر على هامش لقائه عددا من شيوخ ووجهاء الكرد الفيلية اطلعت"إيلاف" على نسخة منه ان "كل من يعتدي على المواطنين الكرد في بغداد أو باقي المحافظات فهو اعتداء علينا ولن نسمح للمتصيدين بالماء العكر".

وكان رئيس الوزراء "حيدر العبادي" تعهد في وقت سابق، فرض "حكم العراق" في كل مناطق إقليم كردستان بواسطة ما سماها "قوة الدستور"، فيما أكد أن حكومته ستدافع عن المواطنين الكرد داخل الإقليم وخارجه.

معصوم يدعو لاستلهام دروس عاشوراء

ودعا الرئيس العراقي الى استلهام "دروس عاشوراء" لتعزيز وحدة العراقيين ومواصلة الحوار، فيما شدد على أهمية مواصلة الحوار بين العراقيين لحل أي مشكلة داخلية في إطار الدستور.

وقال معصوم، في "رسالة تعزية إلى المسلمين في العراق والعالم بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) في واقعة الطف في كربلاء"، حسب بيان صحافي اصدره مكتبه الاعلامي واطلعت "إيلاف" على نسخة منه إن "صمود الإمام الحسين بوجه الطغيان وتضحيته بنفسه وأهل بيته من أجل إعلاء كلمة الحق هي لحظة نيرة وخالدة في التاريخ يستلهم دروسها المدافعون عن الحق والمتصدون للباطل في كل زمان ومكان".

واضاف معصوم، "إذ نستذكر ملحمة عاشوراء سنوياً كدرس وعِبرة وموعظة، ندعو إلى استلهام بطولة وصمود وتضحية الإمام الشهيد لتعزيز وحدة الشعب العراقي بكافة مكوناته والسير قدما من أجل مواصلة انتصارات بلادنا على الارهاب، مستذكرين في هذه المناسبة الجليلة التضحيات العظيمة لقواتنا المسلحة الباسلة بكافة تشكيلاتها"، مشددا على "أهمية مواصلة الحوار بين العراقيين لحل أي مشكلة داخلية على ان يتم في إطار الدستور وعبر حلول تصب في تطوير النظام الديمقراطي الاتحادي وتضمن التقدم السياسي والاقتصادي فضلا عن تأمين عودة كريمة وآمنة للنازحين".

المالكي : الفرصة قائمة

من جهته قال نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ان الفرصة لا تزال "قائمة" لتحاشي انزلاق العراق في نفق مظلم جديد فيما البلاد على أعتاب القضاء على تنظيم داعش الإرهابي .

وأضاف "لا نذيع سرا حين نقول انه (تنظيم داعش) كان مخططا لتفكيك العراق على أسس مذهبية وعرقية"، مجددا مطالبته بـ"إلغاء الاستفتاء ونتائجه الذي سيكون بمثابة الخطوة الأولى لتصحيح العلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم تحت سقف الدستور الذي صوت عليه جميع أبناء الشعب العراقي في عام 2005 بما فيهم إخواننا الكرد".

حديث المالكي جاء تعقيبا على موقف المرجعية الدينية الذي أعلنته الجمعة إزاء استفتاء إقليم كردستان، واعتبر أنه فرصة جديدة لاستئناف حوار غير مشروط بين بغداد وأربيل، فيما حذر مما سماها "سياسة الاستقواء بالخارج"، مشيرا إلى أنها لن تجلب سوى الدمار والخراب للعراقيين، لكنه اكد "العلاقات الإيجابية مع المحيطين الإقليمي والدولي".

إيران تحظر نقل المشتقات النفطية من وإلى اقليم كردستان

هذا وحظرت ايران على الشركات الإيرانية نقل المنتجات النفطية من إقليم كردستان العراق وإليه، وذلك بعد أن تعهدت طهران مساندة بغداد في مواجهة استفتاء صوت فيه أكراد العراق لمصلحة الاستقلال، بحسبما نقلته وكالة تسنيم الإيرانية.

وذكرت الوكالة شبه الرسمية أن "توجيها من مؤسسة الطرق والنقل حظر موقتا نقل المنتجات النفطية من إيران إلى إقليم كردستان العراق والعكس، عقب التطورات الأخيرة في ذلك الإقليم".

وكانت إيران، التي تعيش فيها قومية كردية احتفل المئات منهم باستفتاء إقليم كردستان، قالت إن الاستفتاء في إقليم كردستان العراق يشكل خطرا على الاستقرار في المنطقة.

سكرتير برلمان كردستان يستقيل من منصبه

واعلن سكرتير برلمان إقليم كردستان فخرالدين قادر، السبت، عن استقالته من منصبه، عازيا ذلك إلى محاولات السلطة لجعل البرلمان مؤسسة شكلية فقط ، وذلك في وقت ينتظر ان يعقد فيه برلمان كردستان جلسة للرد على قرار مجلس النواب الاتحادي

وقال قادر في مؤتمر صحافي عقده في برلمان إقليم كردستان "حاولنا كثيرا مواجهة الفساد وخرق القوانين، لكن احزاب السلطة أغلقت البرلمان وقطعت رواتب المواطنين".

وعزا قادر اسباب استقالته من منصبه ومن عضوية البرلمان الى "محاولات أحزاب السلطة بجعل البرلمان مؤسسة شكلية وغير فعالة".

وكان سكرتير برلمان إقليم كردستان فخرالدين قادر ينتمي الى الجماعة الإسلامية الكردستانية.