أعلن العراق اليوم عن البدء باجراءات لإصلاح وتأهيل شبكة الأنابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي ما يعني سيطرة الحكومة المركزية على عملية التصدير خارج إرادة سلطات الاقليم.. بينما أكدت طهران أن مشاركة وزير خارجيتها ظريف في تشييع جثمان طالباني لم تكن نقضًا للحظر الجوي على الاقليم.

إيلاف من لندن: أكد وزير النفط العراقي جبار اللعيبي اليوم على ضرورة الإسراع بإستئناف الصادرات النفطية عبر شبكة خطوط الانابيب النفطية التي تمتد من حقول كركوك شمال شرق بغداد إلى ميناء جيهان التركي مرورًا بمحافظتي صلاح الدين ونينوى شمال غرب بغداد.

وقال الوزير إنه أوعز إلى شركة نفط الشمال وشركة المشاريع النفطية وشركة خطوط الانابيب بوضع خطة عاجلة للمباشرة بتنفيذ مشروع عملية إصلاح وتأهيل شاملة وعاجلة لشبكة الانابيب الناقلة للنفط الخام من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي بالجهد الوطني.&

وأضاف أنّ الصعوبات والتحديات المالية والاقتصادية سوف لن تحول دون قيام وزارة النفط بإعادة تأهيل شبكة خطوط انابيب الصادرات النفطية وبالإمكانيات المتاحة وبالجهد والخبرة الوطنية وبدعم ومتابعة واسناد من قبل السيد رئيس مجلس الوزراء، كما قال في تصريح صحافي نشره موقع الوزارة وتابعته "إيلاف".

ومن جهته، أكد المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد أنّ وزير النفط أوعز إلى تلك الشركات بالإسراع بتنفيذ مشروع اعادة تأهيل شبكة الانابيب النفطية الناقلة للنفط الخام بعد الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية وتحرير المدن في محافظات كركوك وصلاح الدين ونينوى والتي تعرضت فيها هذه الانابيب خلال فترة سيطرة العصابات الإرهابية على بعض المدن في شمال البلاد إلى عمليات تخريبية منظمة كانت تهدف إلى إستنزاف الاقتصاد الوطني عبر سرقة النفط الخام من قبل عصابات داعش الإرهابية وإلحاق الأضرار بالمنشآت النفطية والحقول النفطية.

وأضاف جهاد أن العراق يأمل باستعادة طاقته التصديرية السابقة - المتوقفة حاليا - والتي كانت تتراوح ما بين 250 إلى 400 الف برميل يوميا مع إمكانية إضافة طاقات جديدة تعزز من صادراته عبر المنفذ الشمالي.&

والاسبوع الماضي، بحث وزير النفط جبار اللعيبي مع السفير التركي في بغداد&سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مجال النفط والطاقة وموضوع الصادرات النفطية عبر ميناء جيهان التركي.

وكان نفط كركوك يضخ إلى ميناء جيهان التركي عبر خطر انابيب مملوك لحكومة اقليم كردستان منذ سيطرة تنظيم داعش على محافظة نينوى في عام 2014 حيث يمر جزء من خط الانابيب المملوك لبغداد بمحافظة نينوى.

وسبق للحكومة والبرلمان العراقيين ان فرضا حظرًا على الرحلات الجوية من وإلى الاقليم وطلبا من دول الجوار وخاصة تركيا وإيران باغلاق معابرها مع اقليم كردستان وحصر التعاملات النفطية مع المركز.

طهران: مشاركة ظريف في تشييع طالباني لم تنقض الحظر الجوي على الاقليم

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف إلى السليمانية للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس العراقي السابق جلال طالباني لم تكن نقضًا لقرار إيران بالحظر الجوي على إقليم كردستان العراق.

وخلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي وردًا على سؤال بشأن مشاركة ظريف الجمعة الماضي في مراسم تشييع جلال طالباني ولف جثمانه بعلم كردستان بدلاً من علم العراق ومغادرة بعض المشاركين المراسم احتجاجًا على الأمر، قال بهرام قاسمي "ليس لي علم بمغادرة الآخرين ولكن الاستقبال الرسمي كان قصيرًا، ونظرًا لشخصية طالباني وعلاقاته العريقة مع إيران شاركنا في هذه المراسم والسبب الآخر هو انه كان رئيسا سابقا لجمهورية العراق".

وأضاف قاسمي بحسب وسائل اعلام إيرانية اطلعت عليها "إيلاف" اليوم، "اعتقد ان موضوع العلم ليس ذا اهمية كبرى ولا ينبغي الاهتمام به كثيرًا. ولعل البعض اراد ان يقوم باستفزاز ولكن نظرًا لانتهاء المراسم بسرعة وكان وفدنا قد وصل متأخرًا إلى المطار وقد غادر فور انتهائها".&

وأشار إلى أنّ ظريف غادر بسرعة فور انتهاء المراسم ولم يجر أي محادثات خلال مشاركته في مراسم تشييع طالباني مع المسؤولين المشاركين.

وعما اذا كانت زيارة ظريف إلى السليمانية تشكل نقضًا لقرار سابق لإيران بفرض حظر جوي على إقليم كردستان، قال قاسمي "إن تفسيري هو انه لم يتم اي نقض فقد كانت زيارة ظريف من طهران إلى بغداد وبعد توقف في بغداد أقلته الطائرة إلى السليمانية وقد تمت هذه الزيارة بتنسيق وإذن من الحكومة المركزية العراقية والعودة كانت من السليمانية إلى النجف الأشرف ومنها إلى طهران".

وفي إجابته على سؤال بشأن زيارة بعض المسؤولين العراقيين إلى أربيل أوضح قاسمي قائلاً " نظرًا إلى مواقفنا العامة المتمثلة في صيانة وحدة التراب والسيادة الوطنية فقد بيّنا سابقا أن الحل الوحيد وتسوية سوء الفهم والمشكلات هو في الحوار والتفاوض ومن المؤكد أنه اذا قررت الحكومة المركزية في العراق إجراء هذه الاجتماعات والمفاوضات، فإنه أمر مقبول.. والمهم هو ان تتخذ الحكومة العراقية قرارها بتحديد خياراتها وحلولها بعد الاستفتاء وأن تتمكن من بحث هذه الحلول ومن المؤكد ان الاجتماعات الثلاثية بين إيران والعراق وتركيا التي تغطي بعض المجالات ستستمر".&

وعما اذا كان رئيسا إيران وتركيا سيقومان بزيارة إلى العراق في المستقبل القريب بيّن قاسمي أن "هناك اتصالات ومشاورات دقيقة ومستمرة بين الدول الثلاث على مختلف الاصعدة والمستويات ولا يمكنني الحديث في الوقت الحاضر اكثر من هذا وأوكل ذلك إلى المستقبل وسيتم الحديث في ذلك في وقته".

وحول موقف موسكو الاخير الذي قد يشير إلى دعم الاستفتاء في إقليم كردستان، قال قاسمي "نظرًا لنوع العلاقات مع موسكو فإن المشاورات مستمرة معها في جميع القضايا الدولية والإقليمية فضلاً عن القضايا الثنائية وحسب علمي فإن الحكومة الروسية تدعم وحدة التراب العراقي وتؤكد عليها".

وكان ظريف وضع إكليلاً من الزهور على قبر الرئيس العراقي السابق وأدى له التحية وجلس خلال مراسم الدفن إلى جانب الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وهيرو ابراهيم أحمد زوجة الرئيس الراحل.
&