«إيلاف» من لندن: فيما اكد بارزاني اصراره على اقامة دولة للاكراد منوها الى ان شعب كردستان سيصل الى اهدافه وطموحاته عاجلا ام آجلا فقد المح الى "خيانة" اطراف في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني اتخذوا قرارات فردية اسفرت عن انسحاب قوات البيشمركة من كركوك .. بينما دعا معصوم العراقيين الى ضبط النفس وناشد مواطني كركوك الى احترام سلطة القانون والدولة والعودة إلى ممارسة أعمالهم وحياتهم الطبيعية .

واشار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في رسالة الى مواطني الاقليم هي الاولى منذ سيطرة القوات العراقية على كركوك امس ان انسحاب قوات البيشمركة منها كان "قرارا انفرد به بعض السياسيين داخل الإقليم". واضاف "ان ما حصل في معركة كركوك كان نتيجة لقرار انفرادي اتخذه بعض الافراد التابعين لجهة سياسية داخلية في كردستان وانتهت نتيجة هذا القرار بانسحاب قوات البيشمركة بهذا الشكل والطريقة التي رآها الجميع" في اشارة الى قادة في الاتحاد الوطني الكردستاني يتقدمهم قادة البيشمركة في المدينة وقاتها التابعة للاتحاد وهو الحزب الرئيسي بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامته. 

وأشار الى انه نتيجة لهذا الانسحاب تحول خط التماس الذي تم الاتفاق عليه قبل عملية تحرير الموصل في السابع عشر من تشرن الاول اكتوبر من العام 2016 بين بغداد واربيل الى اساس للتفاهم حول كيفية نشر القوات العراقية والقوات في اقليم كردستان.

وخاطب بارزاني مواطني الاقليم قائلا " نطمئن شعب كردستان ونؤكد لهم اننا سبذل كل جهدنا وسنفعل كل ما هو ضروري من اجل الحفاظ على مكتسباتنا وحماية الامن والاستقرار لشعب كردستان". واكد على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف وصمود شعب كردستان والقوى السياسية .. ودعا المؤسسات الاعلامية ان تتصرف من منطلق الشعور بالمسؤولية القومية والوطنية في التعامل مع الوضع الحساس لاقليم كردستان والعراق.

واضاف قائلا "يا شعب كردستان العظيم يا ايتها الجماهير المخلصة يا متطوعي البيشمركة الابطال بيشمركتنا الشجعان يا ذوي شهداءنا الابرار ضحى اولادكم بدمائهم في سبيل حرية كردستان واليوم ايضا نضحي بدمائنا ودماء ابنائنا في هذا السبيل وان الصوت الصارخ والمدوي الذي اطلقتموه لاستقلال كردستان واوصلتموه لشعوب العالم ودولها لن يهدر في يوم من الايام ولن نضحي بها".

وختم بارزاني قائلا ان "شعب كردستان سيصل الى مبتغاه وارادته ومطالبه المباركة بهمة وشجاعة عاجلا ام آجلا وعلينا اليوم ان نؤكد على ثقتنا بقوة شعبنا ووحدة صفه .. اليوم هو يوم الثقة بوحدة الصف".

وفيما يلي نص رسالة بارزاني :

بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير كوردستان الحبيبة
الرأي العام في كوردستان والعراق والعالم
على مر التاريخ، كان شعب كوردستان دوما تحت تاثير التهديد والظلم ، وكانت حقوقه مسلوبة دوما ، ودافع شعب كوردستان وطيلة هذا التاريخ عن هويته ، وتعرض للابادة الجماعية وكانت اخر الجرائم التي تعرض لها شعب كوردستان الهجمة الوحشية لارهابيي داعش ضد كوردستان والجينوسايد الذي تعرض له الكورد الايزيديين . ومع ذلك، لم يرغب شعب كوردستان ابدا ان يكون مبادرا للقتال وكانت مطالبه دوما على ضوء الحل السلمي وكانت خطوات هذا الشعب ايضا في هذا الاطار . لم نرغب بالحرب يوما لكنها فرضت علينا ولم نبادر الا للحلول السلمية في سبيل بقائنا ووصولنا لاهدافنا، وكانت اهدافنا الاساسية دوما حقوق شعب كوردستان وامنه وامانه.

ايها المواطنون الاحبة...
ما حصل في معركة كركوك، كان نتيجة لقرار انفرادي اتخذه بعض الافراد التابعين لجهة سياسية داخلية في كوردستان، وانتهت نتيجة هذا القرار بانسحاب قوات البيشمركة بهذا الشكل والطريقة التي رآها الجميع، ونتيجة لهذا الانسحاب تحول خط التماس الذي تم الاتفاق عليه قبل عملية تحرير الموصل في 2016/10/17 بين بغداد واربيل الى اساس للتفاهم حول كيفية نشر القوات العراقية والقوات في اقليم كوردستان.
نطمئن شعب كوردستان ونؤكد لهم، اننا سبذل كل جهدنا وسنفعل كل ما هو ضروري من اجل الحفاظ على مكتسباتنا وحماية الامن والاستقرار لشعب كوردستان.
ونؤكد اليوم على الحفاظ على وحدة الصف وصمود شعب كوردستان والقوى السياسية ونطالب المؤوسسات الاعلامية ان تتصرف وبشكل عام من منطلق الشعور بالمسؤولية القومية والوطنية في التعامل مع الوضع الحساس لاقليم كوردستان والعراق.
شعب كوردستان العظيم ، يا ايتها الجماهير المخلصة ، يا متطوعي البيشمركة الابطال، بيشمركتنا الشجعان، يا ذوي شهداءنا الابرار
ضحى اولادكم بدمائهم في سبيل حرية كوردستان، واليوم ايضا نضحي بدمائنا ودماء ابنائنا في هذا السبيل ، وان الصوت الصارخ والمدوي الذي اطلقتموه لاستقلال كوردستان واوصلتموه لشعوب العالم ودولها ، لن تهدر في يوم من الايام ولن نضحي بها .
سيصل شعب كوردستان الى مبتغاه وارادته ومطالبه المباركة بهمة وشجاعة عاجلا ام آجلا ، وعلينا اليوم ان نؤكد على ثقتنا بقوة شعبنا ووحدة صفه ، اليوم هو يوم الثقة بوحدة الصف.
مسعود البارزاني
2017/10/17

وكانت القوات العراقية قد فرضت امس واليوم سيطرتها على أماكن استراتيجية في مدينة كركوك من أبرزها مركز المحافظة ومطار كركوك وقاعدة كي واحد العسكرية ومنشأة غاز الشمال ومركز الشرطة ومحطة توليد الكهرباء والحي الصناعي الاستراتيجي جنوبي المدينة.

معصوم يدعو لضبط النفس ويطالب ابناء كركوك بممارسة حياتهم الطبيعية

دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم العراقيين الى ضبط النفس وناشد مواطني كركوك الى احترام سلطة القانون والدولة والعودة إلى ممارسة أعمالهم وحياتهم الطبيعية مع التمسك بضبط النفس في هذه الظروف وطالب القوات الامنية إلى عدم المساس بحقوق وكرامة أي من أفراد البيشمركة والموظفين والسكان الكرد أو سواهم في كركوك والعمل على منع أية تجاوزات في هذا الشأن وملاحقة مرتكبيها.
واضاف معصوم وهو قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني في كلمة الى الشعب العراق اليوم تابعتها “إيلاف" ان محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها شهدت خلال الساعات الماضية أحداثاً عسكرية وسياسية استثنائية .. إثر قيام القوات الأمنية الإتحادية بإستعادة السيطرة على المواقع الإستراتيجية العسكرية والنفطية والمؤسسات الحكومية الرئيسية في المحافظة.. والتي كان معظمها تحت إشراف قوات البيشمركة طيلة السنوات اللاحقة لتصديها المشهود في حزيران من عام 2014 لعصابات داعش الإجرامية.
واشار الى ان "ذلك التصدي الشجاع منع الإرهابيين من احتلال كركوك.. رغم تمكنهم من احتلال عدة محافظات أخرى كنينوى وصلاح الدين والأنبار، ومدن مهمة، لاسيما الموصل التي ظلت تحت الإحتلال لأكثر من ثلاث سنوات، قبل تحريرها البطولي مؤخراً ببسالة وتضحيات قواتنا المسلحة بكافة تشكيلاتها من وحدات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات البيشمركة والحشد الشعبي والمتطوعين المدنيين، والتي وقفت صفاً واحداً من أجل الحرية والكرامة واختلطت دماء أفرادها في سوح الوغى دفاعاً عن الوطن والمواطن".
وقال ان إستمرار الاشراف الأمني لقوات البيشمركة على كركوك لم يكن يتعارض مع الدستور باعتبارها جزءاً رئيسياً من المنظومة الدفاعية الوطنية العراقية وفق الدستور ومكلفة بدعم القوات العراقية للدفاع عن سيادة وأمن البلاد.. إلى جانب مهمتها الأساسية في حماية إقليم كردستان".
لكنه اشار الى ان اجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان عن العراق أثار خلافات خطيرة بين الحكومة الإتحادية وحكومة إقليم كردستان.. كما بين القوى السياسية الكردستانية ذاتها، أفضت إلى عودة القوات الأمنية الأتحادية إلى السيطرة المباشرة على كركوك دون أن يعني ذلك تغييراً في الطبيعة الدستورية والوظيفية لقوات البيشمركة ومهامها باعتبارها جزءاً من المنظومة الدفاعية الوطنية العراقية.
واهاب معصوم "بأبناء شعبنا في كركوك احترام سلطة القانون والدولة وندعوهم إلى العودة إلى ممارسة أعمالهم وحياتهم الطبيعية مع التمسك بضبط النفس في هذه الظروف ونوجه قواتنا الأمنية كافة إلى عدم المساس بحقوق وكرامة أي من أفراد البيشمركة والموظفين والسكان الكرد أو سواهم في كركوك والعمل على منع أية تجاوزات في هذا الشأن وملاحقة مرتكبيها أياً كانوا، والأسراع بتوفير ضمانات عودة سريعة وكريمة وآمنة للمواطنين الكركوكيين من الذين اضطروا إلى مغادرة بيوتهم بسبب الأعمال العسكرية ومترتباتها".
وزاد بالقول "اننا في ذات الوقت، نشدد على لزوم مضاعفة الجهود من أجل عودة أطراف الخلاف إلى حوار عاجل ومخلص.. لحل المشاكل السياسية والادارية المترتبة عن هذه التطورات على أساس التمسك بالدستور والقانون بما يحفظ حقوق الجميع، كما نجدد التنبيه إلى خطورة ترك الخلافات تتفاقم إلى نزاعات أشد وأعمق.. مما سيضر الجميع دون استثناء، فضلاً عن نتائجها المدمرة على مستقبل العراقيين جميعاً".
واشار الى انه "في هذا الظرف وحيث تتباين التصورات والأجتهادات والدعوات.. فإننا من موقعنا وبموجب مسؤوليتنا الدستورية نؤكد وبكل عزم.. على أهمية الألتزام بالدستور كأساس لأية خطوات أو اجراءات وهو ما نحرص على ضمانه باصرار".. واوضح "اننا ومن هذا المنطلق، بذلنا خلال الفترة المهمة الماضية محاولات مضنية وجهوداً جسيمة، من أجل التوصل إلى حل أو على الأقل تخفيف، للازمة الخطيرة التي اندلعت بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان.. بسبب اصرار الأخيرة من طرف واحد على اجراء الاستفتاء.. وقد واجهنا بقوة كافة التحديات والتجاوزات، مؤكدين على تمسكنا الثابت والقوي بأولوية الدستور وبوحدة وسيادة العراق، ومجددين دعواتنا الملحة بضرورة تعميق علاقات الأخوة التاريخية بين مكونات شعبنا.. وتفعيل علاقات النضال المشترك ضد الدكتاتورية والارهاب بين قواه الوطنية".
واكد معصوم انه سيواصل التمسك بتلك المبادئ وهذه القيم بشكل أقوى من أي وقت مضى.. وبضرورة بذل المزيد من الجهود والتضحيات من أجل ازالة المخاوف والشكوك وحتى التوصل إلى اتفاقات ضامنة للحقوق والحريات الدستورية.. عبر حوارات صريحة وبناءة تحمي التجربة الديمقراطية للبلاد وتعزز مكاسبها للكرد والعرب والتركمان ولجميع العراقيين دون استثناء أو تمييز. 

واضاف انه "انطلاقاً من صلب مهامنا ومسؤولياتنا الدستورية أيضاً.. نؤكد ضرورة اصدار التشريعات اللازمة لتعزيز النظام الديمقراطي الاتحادي.. ولضمان مهنية ونزاهة وشفافية العمليات الانتخابية المقبلة.. والتزامها التام بالدستور.. وما يقره من توقيتات.. فضلاً عن ضرورة الالتزام بمبادئ الحوار الديمقراطي وصون الحياة الدستورية ودحر الارهاب.. ووضع مصالح العراقيين كافة فوق أي مصالح اخرى".
وناشد الجميع بالسعي الى عمل جاد ومثابر على ضبط النفس.. لأتاحة الجو المناسب لحوار سلمي ديمقراطي ودستوري.. يمضي بالعمل قدماً لتطوير مكاسب النظام الديمقراطي ويحمي وحدة العراق وسيادته.
وجاءت رسالة معصوم هذه بعد تقدم القوات العراقية الاثنين إلى مناطق ومنشآت عدة في محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان من دون مقاومة عسكرية كبيرة من جانب الأكراد.

وتعتبر هذه العملية العسكرية التي بدأت أثناء الليل هي أقوى خطوة اتخذتها بغداد حتى الآن لتعطيل محاولة الانفصال التي تراود الأكراد الذين يحكمون أنفسهم في منطقة حكم ذاتي داخل العراق منذ سقوط حكم صدام حسين عام 2003 وصوتوا لصالح الانفصال في الاستفتاء الذي نظمته سلطات اقليم كردستان في 25 من الشهر الماضي.